"اليوم الثامن" تبحث في أطماع المملكة الثرية في الجنوب..

المملكة العربية السعودية.. أهداف محاولات السيطرة على حضرموت الغنية بالثروات النفطية

تسعى الرياض من خلال إنشاء كيانات جهوية في محافظات الجنوب وفي حضرموت تحديدا إلى الحفاظ على وجود المنطقة العسكرية الأولى[2]، التابعة للإخوان المسلمين، الذين باتوا يشكلوا عبئا على الرياض، بعد ان خسروا الكثير من الأراضي في اليمن الشمالي لمصلحة الحوثيين

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي جو بايدن - مركبة

عدن

علمت صحيفة اليوم الثامن من مصادر دبلوماسية يمنية وجنوبية، أن الرياض تعتزم، إطلاق رسمي لكيان سياسي تابع لها، تهدف من خلاله إلى تحقيق، تطلعاتها في الهيمنة على (محافظة حضرموت)، أكبر محافظات الجنوب مساحة والغنية بالثروات الطبيعية، في توجه حقيقي للمملكة الخليجية الثرية التي تبحث عن منفذ لها على شريط بحر العرب وخليج عدن، بعد الانتهاء من مشاورات سلام مع الأذرع الإيرانية في اليمن، بوساطة من سلطنة عمان.

وقالت المصادر إن المملكة العربية السعودية انتهت فعليا في الرياض من التحضير لإشهار كيان جهوي[1]، لتحقيق اهداف في ثلاث مراحل، الأول تحقيق صفقة سلام مع الحوثيين الموالين لإيران، والسيطرة على محافظة حضرموت كموطئ قدم لتنظيم الإخوان الذي من المتوقع ان يخسر محافظة مأرب لمصلحة الحوثيين، وهدف ثالث تسعى السعودية الى تحقيقه على المدى البعيد، والمتمثل في ضرب مشروعية قضية الجنوب، القائمة على حق استعادة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، حيث من خلال الهيمنة على حضرموت يمكن للرياض ان توسع هيمنتها على ثلاث محافظات جنوبية تطل على شريط بحر العرب، وهو ما افصح عنه سياسي سعودي يدعى سليمان العقيلي في تصريحات منسوبة له في قناة سعودي 24.

وخلال السنوات الماضية، خاضت السعودية جولات عديدة من المفاوضات مع الحوثيين، الأمر الذي دفعها إلى التراجع عن واحد من اهم شروط اتفاق الرياض الذي رعته في الخامس من نوفمبر 2019م، والمتضمن سحب قوات المنطقة العسكرية الأولى من وادي حضرموت والدفع بها لمواجهة الحوثيين.

وفضلت الرياض ان تظل تلك القوات مرابطة في مواقعها، على امل ان يتم التوصل الى تسوية سياسية مع الحوثيين، تضمن ان يظل اليمن موحدا، ولو كانت الاذرع الإيرانية الطرف الأقوى.

 

المقدمة 

 

تسعى الرياض من خلال إنشاء كيانات جهوية في محافظات الجنوب وفي حضرموت تحديدا إلى الحفاظ على وجود المنطقة العسكرية الأولى[2]، التابعة للإخوان المسلمين، الذين باتوا يشكلوا عبئا على الرياض، بعد ان خسروا الكثير من الأراضي في اليمن الشمالي لمصلحة الحوثيين، من بينها محافظة الجوف التي تقع على الحدود مع المملكة[3]، وهو ما يعني ان حلفاء السعودية في اليمن بحاجة الى موطئ قدم، وحضرموت والمهرة، الأنسب في المرحلة الحالية، مع إمكانية التوسع صوب محافظة شبوة الغنية بالثروات النفطية[4]، على الرغم من تحالفاتها الهشة مع القوى السياسية اليمنية وعلى رأسها تنظيم إخوان اليمن.

تعمل إدارة الملف اليمني في السعودية بقيادة السفير محمد سعيد ال جابر، على التعجيل بإشهار الكيان السياسي الجهوي، قبيل زيارة وفد من جماعة الحوثي اليمنية إلى الرياض، للتوقيع على اتفاقية سلام بوساطة عمانية، تسبقها الرياض بدفع مرتبات ستة أشهر للحوثيين، كبادرة حسن نية، بالإضافة الى رفع العديد من القيود على ميناء الحديدة، مع تشديد القيود على ميناء عدن الاستراتيجي في الجنوب[5].

المجلس الحضرمي الذي ولد في الرياض يوم الـ19 من يونيو حزيران الماضي، تريد الرياض شرعنته في الداخل من خلال حشد كل الإمكانيات المادية والإعلامية لذلك بما في ذلك شراء  ذمم الولاءات الحزبية والعسكرية والأمنية.

 

جغرافية محافظة حضرموت 

تعد محافظة حضرموت العمق الاستراتيجي للجنوب وتتكون حضرموت من 28 مديرية وعاصمتها هي مدينة المكلا وأكبر مدنها. وتحدها السعودية من الشمال ومن الجنوب بحر العرب ومن الشمال الغربي محافظتي مأرب والجوف ومن الشرق محافظة المهرة ومن الغرب محافظة شبوة. وتبلغ مساحة حضرموت نحو 193,032 كم مربع ويقدر عدد سكانها 1,028,556 نسمة.

فالجنوب يمتلك (8) محافظات تطل (7) منها على البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي وهذه الميزة العالمية جعلت أطماع العالم والاقليم تتوسع يحتوي ثروة بحرية هائلة، ويعد مورد رزق للسكان الذين يعتمدون على الصيد كمهنة ويمتلك أكثر من (7) موانئ محورية، 

أبرزها ميناء عدن: وهو ميناء تاريخي ذكر في كتابات الرحالة عبر الزمن. لعب دورًا هامًا كحلقة وصل بين أميركا والهند لموقعه الجغرافي الاستراتيجي الذي يربط الشرق والغرب. يتمتع بحوض مائي واسع ويبعد 4 ميل بحري عن الممر الملاحي الدولي. تبلغ قدرته الاستيعابية 60000 حاوية سنويا، أما الأعماق والغاطس للحاويات فتصل إلى 18 مترًا

 وميناء المكلا: تبلغ مساحته 126900 متر مربع، ويبلع طول الممر الملاحي الطبيعي عمقًا لا يقل عن 12 مترا ودائرة دوران بقطر 250 مترا وعمق 9 متر وغاطس بعمق 5.8 مترًا، بالإضافة إلى محطة للحاويات بمساحة 30000 كم2 ".

 

محاولات السيطرة على حضرموت

إن القارئ للتاريخ السياسي والعسكري التي انتهجته المملكة العربية السعودية يرى أنه تاريخ مليء بالمحاولات المتكررة في سبيل السيطرة على حضرموت واستغلال تاريخ حضرموت وإرثها للتحدث باسمها وتمثيلها في كل محفل، كما أنها، في الوقت الذي تحارب فيه مطالب الجنوبيين سياسياً وإعلامياً فيما يتعلق بقضية استقلالهم عن الشمال، هي تحاول عبر نفس الوسائل؛ فصل حضرموت عن الجنوب وصناعة مظالم حضرمية وقضية مستقلة عن قضية الجنوب. لطالما عبّر عدد كبير من أبناء شعب الجنوب في حضرموت عن انتمائهم الجنوبي والسير ضمن إطار المشروع الوطني الجنوبي، لكون حضرموت كانت جزءًا من الجنوب قبل دخوله مشروع الوحدة الفاشلة مع اليمن في عام 1990.

ومن أهم محاولات السعودية لتنفيذها وفق مخططها التوسعي. ومنها الاتي: 

محاولة الضم والإلحاق بالقوة العسكرية

محاولة إلحاق ثمود النفطية بأراضيها، بعد أن أثبتت شركة «بان أميركان» عام 1961 وجود كميات كبيرة من النفط في صحراء ثمود، وهو الأمر الذي أثار رغبة السعودية في ضم المديرية إليها ودفعها إلى اختلاق خلافات مع الجنوب. وعلى إثرها توقفت الشركة، إلا أن الرياض لم تتوقف عن محاولات ضم المديرية وإلحاقها بها بهدف الاستحواذ على الثروة النفطية. ووفقاً للمصادر التاريخية.

وقالت تقارير صحفية إن السعودية، ابتلعت أكثر من 42 ألف كيلومتر مربع من أراضي محافظة حضرموت، فاقتلعت الحدود الفاصل بين البلدين عند معسكر الخراخير، ونقلتها مسافة 700 كم إلى مثلث الشيبة الحدودي مع عمان، لتنشئ حدودا جديدة بعمق 60 كم من العلامات السابقة في حضرموت.

وقالت مصادر قبلية في منطقة رماة لصحيفة اليوم الثامن إن السعودية توسعت في الحدود من خلال سور الحماية الذي تتخذه، فبعد فشل كل المحاولات السابقة أوعزت الرياض إلى أحد تجار حضرموت الحاملين الجنسية السعودية، ويدعى أحمد سعيد بقشان، بالقيام بعملية شراء أراض واسعة في ثمود وصحراء الربع الخالي إلى المكلا بحضرموت، بمساحة إجمالية يبلغ عرضها 15 كلم وطولها 120 كلم.

وحاولت الرياض فصل منطقة ثمود عن حضرموت وضمها إليها، إلا أن تلك المحاولات أفشلت في عام 1967، ولكن على مدى العقود الماضية، من خلال توجيه عشرات المشايخ الموالين لها، والذين منحتهم جنسيات سعودية، نحو توقيع وثيقة تطالب الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بضمّ أراضي حضرموت لتصبح ملكاً من أملاك السعودية. تلك الوثيقة التي تعمّدت الرياض تسريبها لمعرفة ردود الفعل الحضرمية، تبنّاها الشيخ صالح بن سعيد بن عبد الله بن شيبان التميمي، الذي يدّعي تمثيل مشايخ وأعيان قبائل حضرموت، ويُعدّ من المشايخ الأكثر ولاءً للرياض. وأثارت الوثيقة التي حملت تواقيع قرابة 60 شيخاً ينحدرون من حضرموت ويعيش معظمهم منذ سنوات طويلة في السعودية، ردود فعل متباينة وغاضبة بين أبناء حضرموت، وكشفت حينها عن وجود مشاريع أخرى كامنة، كتأسيس «دولة حضرموت» وضمهّا إلى دول الخليج. 

رابعا: إيقاف التنقيب والحفريات في محافظة حضرموت.

أقفت السعودية عبر أياديها المختلفة أمام عدم استخراج الثروة النفطية في حضرموت، كما سبق لها أن أوقفت أعمال التنقيب عن النفط في الشريط الحدودي بين شروره وحضرموت طيلة العقود الماضية.

في العام 1961م، قامت شركة «بان أميركان» باستكشافات نفطية في حضرموت، وأثبتت وجود كميات هائلة من النفط في منطقة الاستكشاف التي قامت بها الشركة شمال حضرموت وتحديدا في ثمود، ذلك أثار جشع مملكة آل سعود وحاولت احتلال ثمود وضمها إليها، وحاولت اختلاق خلافات مع الجنوب على المنطقة، غير أن تلك المحاولات أحبطتها الجبهة القومية في العام 1967م، وأسقطتها، ومعها توقف الاستكشاف والتنقيب عن النفط وعملت السعودية على منع التنقيب والاستكشاف في تلك المناطق.

ظلت حضرموت منذ عقود في صلب خطط السعودية الطامعة في مناطق الثروات الجنوبية، وخلال عقود ما فتئت مملكة آل سعود تفتعل الأحداث والمشاكل والأزمات في الجنوب لتستثمرها في ابتلاع حضرموت على وجه أخص. 

خامسا: محاولة تقسيم حضرموت

بعد حرب صيف 94م سعت السعودية في حوار صنعاء والرياض حول الحدود اليمنية وفق اتفاقية الطائف بينما اشترطت السعودية أن تضع تقسيم حضرموت من ضمن شروط الاتفاق لكنها قوبلت برفض من بعض الوزراء الحضارم وفي عام 1998 اقترح علي عبد الله صالح تقسيم حضرموت لمحافظتين واحدة تشمل وادي دوعن ووادي حضرموت وأخرى تشمل المكلا والشحر مستغلا الاختلاف البسيط بين حضارمة الوادي والساحل وهو ما قوبل برفض محلي من أبناء حضرموت بالإضافة لبعض السياسيين الحضارمة مثل رئيس الوزراء السابق فرج بن غانم، ففشلت خطة السعودية ممثلو نظام صنعاء لتقسيم حضرموت. 

إنّ الاهتمام يندرج ضمن مصالح السعودية الاستراتيجية مع المحافظة الحدودية التي ترتبط معها بمساحة شاسعة تقدر بحوالي (700) كيلو متر، أي نصف حدود الجنوب مع المملكة عبر محافظة حضرموت. 

ويبدو أنّ الاهتمام انقطع في عهد الملك عبدالله وبداية عهد الملك سلمان، غير أنّه في ظل احتدام الصراع بين قوى النفوذ المحلية، وبالذات بين القوى التابعة للإخوان المسلمين في المنطقة العسكرية الأولى بالوادي والصحراء، وبين القوات التابعة للنخبة الحضرمية والمجلس الانتقالي في مديريات الساحل.

سادسا: تسليم حضرموت للتنظيمات الإرهابية 

خلال الحرب الأخيرة ضد الجنوب، سيطرت عناصر تسمي نفسها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على مدينة المكلا.. حيث سيطرة العناصر الجهادية على المكلا عام 2015، ابتزت ما يقارب 1.4 مليون دولار أميركي من شركة النفط القومية، وتحصلت على مليوني دولار يوميًا من خلال فرض الرسوم الجمركية وتهريب الوقود. بينما سلمت حضرموت الوادي للمعسكرات الإرهابية المدعومة من علي محسن الأحمر الحليف الاستراتيجي للسعودية، وبفضل الله وجهود القوات المسلحة الجنوبية المتمثل بألوية النخب الحضرمية تم تطهير حضرموت الساحل من العناصر الإرهابية  في 24 أبريل 2016 وسيطرت القوات المسلحة الجنوبية.

وفي ظل هزيمة التنظيمات الإرهابية سعت السعودية للتخلص من النخبة الحضرمية، تريد أن تكون حضرموت تابعة وملكاً لها بما يشبه الاحتلال. مستدلاً بوجود قوات سعودية في المحافظة، مضيفاً: يريدون التخلص من النخبة الحضرمية لأنها الوحيدة القادرة على ردع تمددهم فهي قوات نظامية حضرمية.

سابعا: محاولات التفريخ السياسي

أواخر مايو المنصرم، توجّهت شخصيات حضرمية إلى الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية على متن طائرة عسكرية، وهي تضم لأول مرة وفوداً من القبائل والشخصيات المحلية والسياسية من محافظة حضرموت بهذا الحجم. تزامن وجود الشخصيات الحضرمية في الرياض.

واستمرت قرابة شهر في العاصمة السعودية الرياض تم الإعلان عن "مجلس حضرموت الوطني"؛ كان واضحاً حضور السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر إلى جانب محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي.

 جاء إعلان هذا المكون عقب عقد أعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي لقاءات موسعة في المكلا وسيئون مع شخصيات من المحافظة ذات وزن ثقيل، وبحضور أعضاء مجلس القيادة الرئاسي "عيدروس الزبيدي"، و"فرج البحسني" ذلك أتى مباشرة بعد زيارة "الزبيدي" لمحافظة حضرموت، استكمالاً لتعزيز وحدة الصف الجنوبي، في ظل مؤشرات عن قرب مسار تسوية سياسية بعد أشهر من هدنة الأمر الواقع، وفي ظل تفاعلات التحولات الإقليمية والدولية المتسارعة.

 

  صراع تأريخي 

لم تكن السعودية راضية عن رؤوس الأموال الجنوبيين الذين ذهبوا للاغتراب في السعودية ومساعدتها على النهوض اقتصاديا، ومن هم اسرة بن محفوظ، حيث اتهمت السعودية بقيادة الملك حينها فهد بن عبدالعزيز، بالسطو على أملاك التجار خالد بن محفوظ مالك ومؤسس البنك الأهلي السعودي.

وبحسب معلومات منشورة، تقول وثيقة سرية إن لقاءا عقد في دولة اسوية اتفق الحضارم على عقد لقاء سري بينهم في دار السلام بتنزانيا واتفقوا جميعا على ان يتكاتفوا في اخراج ثرواتهم من السعودية بطريقة سرية وتوزيعها في عدة اماكن حول العالم. 

وقالت معلومات منشورة على الانترنت "اتفق الاربعة الكبار بن محفوظ وبن لادن وبقشان وعبدالله باحمدان على توزيع الثروات في ماليزيا واندونيسيا واثيوبيا واليمن. تم انشاء شركة اسمها دار الاختراع وكان مقرها في المركز الليبي وكان يديرها شخص مقرب من مجموعة بن لادن اسمه المهندس محمد حبتور".

وأكدت المقالة إنشاء  الغرض من انشاء تلك الشركة هو بحث الفرص الاستثمارية في اليمن بحيث يتم تمويلها من تلك الثروات بحيث لا تستطيع الحكومة السعودية تعقب الاموال او منع تحويلها. تم بالفعل تحويل 80 مليار لماليزيا واندونسيا وتوزعت عشرة مليار بين تانزانيا وكينيا ودول شرق افريقيا حيث توجد جالية حضرمية كبيرة. وتم تخصيص خمسة مليار دولار لليمن كمرحلة اولى.يتم زيادتها بعد ذلك بحسب تطور المشاريع اجتهدت مجموعة دار الاختراع خصوصا بعد ان تم تعيين عبدالقادر هلال محافظا لحضرموت. حيث انه كان رجلا عمليا وتقرب كثيرا من الحضارم وكان شخصيا يتابع وينفذ حتى دون الرجوع لعفاش. 

وفي تلك الفترة اجتمع الاربعة الكبار مع هلال وابلغوه مخططهم السري برغبتهم بنقل اموالهم خارج السعودية وانهم يتمنون ان يستثمروها فعلا داخل اليمن .  وقد وعدهم هلال شخصيا ان يتابع الأمر شخصيا مع الرئيس صالح.

تم عقب ذلك اقامة عيد الوحدة في المكلا وكانت حضرموت تشهد في تلك الفترة حراكا غير عادي وتسابق من رجال الاعمال للاستثمار في اليمن عموما وفي حضرموت خصيصا.

استشعر السعوديون الخطر وتم ابلاغهم بخطط الحضارم. فحضر الامير سلطان بنفسه للمكلا لحضور حفلة عيد الوحدة. وبدأت الماكينة السعودية تعمل جاهده على تطفيش الاستثمارات في اليمن وقد ساعدها في ذلك وجود نخبة من الفاسدين قل نظيرهم. وعلى راسهم عراب للفساد باجمال الذي قال لعلي صالح أنا اخذ حصة الجنوب. وله مقولة مشهورة من لم يغتن في عهد علي عبدالله صالح فلن يغتني بعدها. 

كان الجانب الاخر من الفساد متمثل في ما يسمى (مكتب احمد علي) والذي كان يضم العديد من الورعان الذي كانوا يستقبلون الوفود والمستثمرين ورجال الاعمال عبر الطفل صلاح العطار رئيس الهيئة العامة للاستثمار والطفل عمر الارحبي مدير شركة النفط و صلاح صبرة المنظر الكبير (شبام القابضة). 

تم منح بعض المقربين من صالح مشاريع حيويه مثل حافظ معياد تم تسليمه البنك الزراعي فحوله لكاك بنك. اسماعيل الاكوع مشروع مطار صنعاء الذي لم يتم بناؤه لليوم. وكانت مشاريع الدوله تجير لصالح شركة الرحاب (احمد صوفان) ومشاريع الكهرباء (حسن جيد + علوي السلامي).

حزب الاصلاح لم يقصر كذلك فحميد الاحمر كان دولة موازيه داخل الدولة. عمار الانسي ابن عبدالوهاب الانسي كان صاحب مشاريع عديده. 

البشيري واولاده. عائلة دويد.عائلة الرويشان ومعظم من كانوا جوار عفاش من المسؤولين كان لهم حصة من المشاريع. 

اما علي محسن الاحمر فقد كان رئيس الرئيس ومن خلال تكليفه بالاشراف على شؤون القبائل فقد استطاع ان يكون شبكة مصالح تجاريه في كل اليمن سواء من خلال موقعه العسكري او من خلال تنظيمه الايدلوجي حيث يصنف انه من كبار منظري حزب الاصلاح. او من خلال شؤون القبائل واستغلال المكونات القبلية في اليمن . 

كل هذا والحضارم اصحاب الثروة الرئيسيه والمستثمرين الحقيقين يقفون متفرجين بينما الجميع يتصارع للحصول على جزء من كعكة عفاش.

بعد ان قام بن محفوظ ومجموعة الكثيري بتأهيل ميناء عدن وفي يوم الافتتاح جاء عفاش صحبه الرويشان وسلمه الميناء حيث بنى الرويشان صوامع للغلال دون ان يدفع فلسا واحدا. ويومها رفض بن محفوظ وجعفر الكثيري البقاء في عدن وسافرا بطائرة بن محفوظ الخاصه تاركين معدات في اليمن بما يزيد عن نصف مليار استولى عليها الرويشان. 

الهوامش

 

[1]المجلس الوطني الحضرمي: تمثيل غير شرعي أم مكوِّن مؤامرة؟ - عين الجنوب سبتمبر 2023

[2]المجلس الوطني الحضرمي: تمثيل غير شرعي أم مكوِّن مؤامرة؟ - عين الجنوب سبتمبر 2023

[3]تقرير .. الإخوان يسلمون الشمال ويعززون في الجنوب 2020-02-18 20:38:49تقرير/ "الأمناء نت / صالح لزرق :

[4]تحليل: "السعودية وإخوان اليمن".. ماذا صنعت التحالفات الهشة طيلة 7 سنوات حرب؟

السبت ٣٠ يوليو ٢٠٢٢ صحيفة اليوم الثامن