الصراع الفلسطيني الاسرائيلي..

ما المتوقع من جلسة مجلس الأمن بشأن قطاع غزة بعد قرار العدل الدولية؟ (تساؤلات)

وصفت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، عمل كاغ بأنه ضروري وذكرت إنه يجب أن يصل مزيد من المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والدواء والوقود(…) وغيرها من الإمدادات إلى المدنيين في غزة وأضافت أن توسيع نطاق الوصول التجاري أمر بالغ الأهمية لتلبية الحاجات الأساسية ومعالجة انعدام الأمن الغذائي.

اجتماع مجلس الأمن الدولي _ ارشيف (اليوم الثامن)

واشنطن

بالتزامن مع اجتماع مجلس الأمن الدولي، للنظر في قرار محكمة العدل الدولية الذي دعا إسرائيل لمنع أي عمل "إبادة جماعية" محتمل في قطاع غزة، تثار التساؤلات حول المتوقع من الجلسة وتداعياتها القانونية.

 ويأتي الاجتماع، الذي يُعقد الأربعاء الساعة 16:00 بتوقيت غرينيتش، بطلب من الجزائر "بغية إعطاء قوة إلزامية لحكم محكمة العدل الدولية فيما يخص الإجراءات المؤقتة المفروضة على إسرائيل"، حسبما قالت "الخارجية الجزائرية". قبل يوم من انعقاد الجلسة، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية، الثلاثاء، مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته في إلزام إسرائيل بتنفيذ قرار العدل الدولية، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

 فكل ما يصدر عن محكمة العدل الدولية "إلزامي" تجاه طرفي الدعوة وهما جنوب أفريقيا وإسرائيل، حسبما يوضح سلامة. ويشير خبير القانون الدولي إلى أن مجلس الأمن "لا يضفي أي إلزامية" على قرارات وأوامر محكمة العدل الدولية، لكن المجلس يضع "آليات الإنفاذ".

 ومن جانبه، يشير المحامي أمام محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، إيلي حاتم، إلى أن جلسة مجلس الأمن سوف تناقش "آليات وأدوات تطبيق تدابير محكمة العدل الدولية". ولا تمتلك محكمة العدل الدولية "أدوات" تسمح بتطبيق قراراتها، وبالتالي تستطيع أي دولة التوجه لمجلس الأمن الدولي لطلب "اتخاذ الإجراءات الإلزامية" لإجبار المدعى عليه "احترام قرار محكمة العدل الدولية"، وذلك استنادا للمادة الثامنة من معاهدة “مكافحة الإبادة الجماعية”. وفي هذه الحالة يتعلق الأمر بتقديم "تقرير حول كل الإلزامات والواجبات التي يجب أن تتعهد بها إسرائيل لمنع وتوقف أي عمل (إبادة جماعية)"، وفق حاتم.

 والجمعة، دعت محكمة العدل الدولية، إسرائيل إلى منع ارتكاب أي عمل يُحتمل أن يرقى إلى "الإبادة الجماعية" في قطاع غزة وإلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية إليه، مع تزايد القلق بشأن مصير المدنيين المحاصرين جراء الحرب بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى. وقالت المحكمة إن إسرائيل التي تسيطر على كل معابر دخول المساعدات الدولية إلى قطاع غزة الذي تفرض عليه حصارا تاما، يجب أن تتخذ "خطوات فورية" لتمكين توفير "المساعدات الإنسانية التي يحتاجها الفلسطينيون بشكل عاجل".

 لكن المحكمة، ومقرها لاهاي، لم تطلب صراحة "وقف إطلاق النار في غزة"، وهي "لا تمتلك أي وسيلة لتنفيذ قراراتها". يتحدث سلامة، عن عدة سيناريوهات متوقعة خلال الجلسة، فقد يصدر مجلس الأمن "توصيات بكيفية تنفيذ تدابير محكمة العدل الدولية". وقد يصدر مجلس الأمن بحد ذاته "تدابير محددة" يراها مناسبة من أجل "إنفاذ تدابير محكمة العدل الدولية"، وفق سلامة. ويشير خبير القانون الدولي، إلى احتمالية كبيرة لاستخدام بعض الدول ذات العضوية الدائمة حق النقض "الفيتو" لمنع تنفيذ التدابير التحفظية "تنفيذا قسريا إجباريا". 

وترى إسرائيل أن محكمة العدل الدولية والقضاء الدولي بشكل عام قد يهدد "الأمن القومي الإسرائيلي"، بتنفيذ هذه التدابير التي قد "تمنع إسرائيل من تحقيق أهدافها خلال الحرب في غزة، وعلى رأس ذلك القضاء على حماس"، وفق سلامة. ومن جانبه، يعتقد حاتم أن بعض الدول دائمة العضوية قد تستخدم حق النقض "الفيتو". ويشير حاتم إلى إمكانية أن يصدر مجلس الأمن قرارا لضمان تنفيذ "قرارات محكمة العدل الدولية"، لكنه يتساءل مستنكرا "ما الأدوات التي قد تمكن المجلس من تطبيق قراره على أرض الواقع؟!". 

يرى سلامة أن استخدام حق الفيتو سوف يفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية في قطاع غزة، ويهدد السلم والأمن الدوليين بمنطقة الشرق الأوسط. وفي الوقت ذاته فإن الفيتو "لن يشل إرادة محكمة العدل في الاستمرار بالدعوة حتى النهاية، وتقرير ما إذا كانت إسرائيل قد ارتكبت (إبادة جماعية) أم لا"، وفق خبير القانون الدولي. 

ويشير إلى أنه إذا تمت إدانة إسرائيل فسيتم "فرض تعويضات" على السلطات الإسرائيلية، في قرار "قضائي نهائي مبرم لا يجوز الطعن عليه"، وهو ما قد يحدث بعد سنوات. ولم تبت المحكمة في مزاعم "الإبادة الجماعية"، وهو الأمر الذي قد يستغرق سنوات، ورغم أن قرارات العدل الدولية "غير قابلة للاستئناف" لكنها ليس لديها آلية لتنفيذ قراراتها. ومن جانبه، يشير حاتم إلى أن "إسرائيل قد لا تطبق القرار". 

ولكن إذا لم تنفذ إسرائيل ما يطلبه المجلس استنادا لقرار محكمة العدل الدولية فسوف يؤدي ذلك إلى "فقدان "مصداقيتها ويحول الرأي العام الدولي ضدها". ووصفت إسرائيل مزاعم جنوب أفريقيا بأنها كاذبة و"مشوهة بشكل صارخ"، وتقول إنها تحركت في غزة دفاعا عن النفس ضد عدو هاجمها أولا وإنها تبذل قصارى جهدها لحماية المدنيين، ملقية باللوم على حماس في الإضرار بالمدنيين بسبب تنفيذها عمليات وسطهم وهو ما تنفيه الحركة، بحسب وكالة "رويترز".

 ومن جانبها، أشارت الولايات المتحدة إلى أن "الحكم لم يتوصل إلى نتيجة بشأن الإبادة الجماعية"، وقالت إنه جاء متماشيا مع وجهة نظرها بأن إسرائيل لديها الحق في اتخاذ إجراءات وفقا للقانون الدولي لمنع أي تكرار لهجمات السابع من أكتوبر. واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق على مناطق إسرائيلية في السابع من أكتوبر الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية. 

وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء على الحركة"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، ما أسفر عن سقوط 26900 فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 65949، وفق ما أعلنته وزارة الصحة التابعة لحماس، الأربعاء. 

وقالت المنسقة رفيعة المستوى للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، سيغريد كاغ  في تصريح عقب جلسة مغلقة للمجلس أمس الثلاثاء عملا بالقرار 2720، أنها أكدت خلال إحاطتها أنه “لا بديل” عن الخدمات الإنسانية التي تقدمها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين(الأونروا).

وأوضحت أن إحاطتها ركزت على نقاط أساسية من بينها أنه قبل كل شيء، تهيئة طرق الإمداد إلى غزة والوصول إليها معا، بالإضافة إلى الوضع في غزة والتوزيع في كل أنحائها وبعض القضايا ذات الأهمية الحاسمة بالنسبة للبيئة التمكينية.

ودعا المجلس كل الأطراف على التعاون مع  كاغ  لتسهيل تنفيذ هذا القرار وأعربوا عن قلقهم إزاء الوضع الإنساني السيئ والمتدهور بسرعة في قطاع غزة، مشددين على الحاجة الملحة لتوسيع تدفق المساعدات الإنسانية إلى المدنيين” في القطاع.

ووصفت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، عمل كاغ بأنه ضروري وذكرت إنه يجب أن يصل مزيد من المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والدواء والوقود(…) وغيرها من الإمدادات إلى المدنيين في غزة وأضافت أن توسيع نطاق الوصول التجاري أمر بالغ الأهمية لتلبية الحاجات الأساسية ومعالجة انعدام الأمن الغذائي.

وقللت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" من شأن بيان ميليشيا "كتائب حزب الله" العراقية الذي أعلنت فيه تعليق هجماتها على القوات الأميركية. وقال المتحدث باسم الوزارة بات رايدر أثناء إيجاز صحفي الثلاثاء، "إننا نأخذ بالأفعال لا الأقوال"، مضيفا قوله "لا جدوى من تصعيد التوتر في المنطقة ولكننا سنتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن مصالحنا وقواتنا".

 وكانت ميليشيا "كتائب حزب الله" العراقية المدعومة من إيران قالت في بيان الثلاثاء أنها "تعلق عملياتها العسكرية والأمنية ضد القوات الأميركية". وجاء بيان "كتائب حزب الله" في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن أنه اتخذ قراره بشأن كيفية الرد على الهجوم الذي أدى إلى مقتل جنود أميركيين في قاعدة عسكرية في الأردن، الأحد. وحمل بايدن، في تصريحات للصحفيين، إيران مسؤولية تزويد المجوعات الموالية لها بالسلاح. لكنه أضاف أن الولايات المتحدة لا تريد حربا أوسع نطاقا في الشرق الأوسط. 

وقال البنتاغون، الاثنين، إن الهجوم يحمل بصمات كتائب حزب الله العراقية"، معتبرا أنه "تصعيد" بعد أن أدى إلى مقتل 3 جنود وإصابة عشرات آخرين. وفي العراق، ذكرت وسائل إعلام رسمية أن وزير الخارجية فؤاد حسين ندد، في اتصال هاتفي مع نظيره الأردني، الثلاثاء، بالهجوم الذي أدى إلى مقتل جنود أميركيين في الأردن قرب الحدود السورية. وأضافت وسائل الإعلام أن حسين، ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، شددا على ضرورة إبعاد البلدين والمنطقة عن التهديدات العسكرية من أي جهة كانت.