تهديد الملاحة البحرية..

الحوثيون يشنون ضربات عسكرية في البحر الأحمر و الاتحاد الأوروبي يعلن إطلاق "مهمته الخاصة"

تعوق هجمات الحوثيين حركة الملاحة في البحر الأحمر الذي تمر عبره 12% من التجارة العالمية، ما تسبب في مضاعفة كلفة النقل، نتيجة تحويل شركات الشحن مسار سفنها إلى رأس الرجاء الصالح، في أقصى جنوب إفريقيا، وهو ما يطيل الرحلة بين آسيا وأوروبا لمدة أسبوع تقريباً.

ألسنة النيران مستعرة في ناقلة النفط البريطانية (مارلين لواندا) التي استهدفتها جماعة الحوثي باليمن بصاروخ في خليج عدن

واشنطن

أعلنت الاذرع الايرانية اليمنية (الحوثيين) شن هجومين بالصواريخ على سفينتين بريطانية وأميركية في البحر الأحمر، فيما تعرضت سفينة بريطانية أخرى لهجوم بمسيرة أثناء إبحارها قبالة سواحل اليمن، في حين أعلن الجيش الأميركي أنه شن ضربة ضد زورقين مسيرين مفخخين تابعين لجماعة الحوثي.

 وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع، إن القوات البحرية شنت عمليتين عسكريتين في البحر الأحمر، الأولى استهدفت سفينة أمريكية (Star nasia)، والأخرى استهدفت سفينة بريطانية (Morning Tide)، مضيفاً أن "الإصابات دقيقة ومباشرة". 

وتوعد البيان بتنفيذ المزيد من العمليات العسكرية ضد "كافة الأهداف المعادية الأميركية والبريطانية" في البحرين الأحمر والعربي، كما أكد "استمرار العمليات ضد سفن إسرائيل، أو تلك المتجهة إلى موانئها لحين وقف الحرب على غزة". 

وكانت شركة "أمبري" للأمن البحري أعلنت الثلاثاء، أن سفينة شحن تملكها شركة بريطانية تعرضت لأضرار طفيفة من جراء هجوم بطائرة بدون طيار استهدفها أثناء إبحارها قبالة سواحل اليمن. 

وذكرت الشركة البريطانية أن السفينة التي ترفع علم باربادوس "تعرّضت لأضرار طفيفة على ميسرتها"، من دون وقوع إصابات بشرية، في أحدث هجوم تتعرّض له سفينة شحن في البحر الأحمر. 

وكانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، ذكرت في وقت سابق، أنها تلقت تقارير عن هجوم قرب ميناء الحديدة اليمني، مشيرة إلى أن السلطات تحقق في الحادث الذي وقع على بعد 57 ميلاً بحرياً من الشاطئ. 

وقالت الهيئة إن سفينة لم تكشف عن اسمها أو جنسيتها "أبلغت عن أضرار بسبب إصابتها بجسم متفجر قرب ميناء الحديدة"، مضيفة أن طاقم السفينة لم يصب بأذى، وأنها واصلت إبحارها نحو وجهتها. وفي غضون ذلك، أعلن الجيش الأميركي أنه شن، الاثنين، ضربة ضد زورقين مسيرين مفخخين تابعين لجماعة الحوثي في اليمن. 

وقالت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) في منشور على منصة "إكس" إن قواتها شنت قرابة (الساعة 12,30 توقيت جرينيتش) من الاثنين "ضربة دفاعاً عن النفس ضد زورقين مسيرين محملين بالمتفجرات". 

وأضافت أنها "رصدت" هذين الزورقين في "مناطق في اليمن يسيطر عليها الحوثيون" وقررت تدميرهما بعدما خلصت إلى أنهما يمثلان "تهديداً وشيكاً لسفن البحرية الأميركية والسفن التجارية في المنطقة". واعتبرت "سنتكوم" أن هذه الإجراءات "ستحمي حرية الملاحة، وتجعل المياه الدولية أكثر أماناً للسفن البحرية الأميركية والسفن التجارية". 

وتشن الولايات المتحدة وبريطانيا هجمات على أهداف للحوثيين في اليمن، وأعادت واشنطن إدراجهم على قائمة للجماعات الإرهابية في ظل توسع الاضطراب الناجم عن حرب إسرائيل على غزة في المنطقة.

ويطلق الحوثيون المتحالفون مع إيران، ويسيطرون على مناطق ذات كثافة سكانية كبيرة في اليمن طائرات مسيرة انفجارية وصواريخ على سفن تجارية منذ 19 نوفمبر الماضي. 

وتعوق هجمات "الحوثيين" حركة الملاحة في البحر الأحمر الذي تمر عبره 12% من التجارة العالمية، ما تسبب في مضاعفة كلفة النقل، نتيجة تحويل شركات الشحن مسار سفنها إلى رأس الرجاء الصالح، في أقصى جنوب إفريقيا، وهو ما يطيل الرحلة بين آسيا وأوروبا لمدة أسبوع تقريباً، كما أثارت قلق القوى الكبرى حيال اتساع نطاق حرب غزة إقليمياً. 

وقال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي، إن التكتل يقترب "خلال أسابيع" من إطلاق مهمة بحرية خاصة، لحماية السفن في البحر الأحمر، حيث يشن الحوثيون في اليمن، هجمات تستهدف سفناً تجارية وعسكرية. 

وأضاف المتحدث بيتر ستانو، لوكالة أنباء العالم العربي (AWP)، أن المهمة البحرية من شأنها "مساعدة السفن المارة (في البحر الأحمر) على تجنب أي هجمات"، دون إشارة إلى طبيعة هذه المهمة التي وصفها بأنها ستساهم في ضمان حرية الملاحة. 

كان مسؤول السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أشار الأسبوع الماضي إلى هذه المهمة، ووصفها بأنها "دفاعية بحتة"، وذكر أن عملية الاتحاد الأوروبي سيطلق عليها اسم "أسبيديس" وتعني (الحامي)، ويتمثل تفويضها في حماية التجارة واعتراض الهجمات، لكنها لن تشارك في شن ضربات على الحوثيين.

 وقالت شبكة يورونيوز الأوروبية إن خمساً فقط من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، أشارت بشكل علني إلى عزمها المشاركة في هذه المهمة، وسمّت يورونيوز هذه الدول وهي: فرنسا واليونان وإيطاليا وألمانيا وبلجيكا، على أن تضطلع الدول الثلاث الأولى بالدور القيادي. ووصف المتحدث "ستانو" في حديثه مع "AWP" في مقر الاتحاد الأوروبي ببروكسل، الاثنين، هجمات الحوثيين على السفن التجارية بأنها "ضد حرية الملاحة ومخالفة للقانون الدولي". 

وأكمل: "هذه الهجمات التي يقوم بها الحوثيون إنما هي ضد حرية الملاحة ومخالفة للقانون الدولي، لا يمكنهم إطلاق النار على السفن التجارية دون سبب، لهذا كان الاتحاد الأوروبي واضحا للغاية في إدانته".

 وتابع: "انضممنا مرة أخرى إلى الشركاء الدوليين في الجهود الرامية إلى إيجاد حل، وفي هذه الأثناء، أطلق الاتحاد الأوروبي عملاً مكثفاً للغاية في مهمته البحرية الخاصة التي ستحمي السفن التجارية في البحر الأحمر من أي هجمات غير قانونية، وغير مشروعة".

 ومضى "ستانو" قائلاً: "يساهم الاتحاد الأوروبي بدوره من خلال إطلاق مهمة بحرية نأمل أن تبدأ خلال أسابيع قليلة، حيث سنحاول مساعدة السفن المارة على تجنب أي هجمات، وعدم مهاجمتها وحمايتها حتى نتمكن من المساهمة في ضمان حرية الملاحة التي تعتبر ذات أولوية قصوى". 

واستطرد: "العدد المتزايد من الهجمات الحوثية والهجمات المضادة في المنطقة هو بالطبع مصدر للقلق، لأنه عندما يستمر هذا التصعيد، فإنه يمكن أن يخرج بسرعة كبيرة عن السيطرة، ولهذا السبب يتعاون الاتحاد الأوروبي مع الشركاء الدوليين، وفي المقام الأول مع إيران، التي تدعم، أو لها صلات بمعظم هذه الجماعات المتورطة في هذه الهجمات، لاستخدام نفوذها لوقف ذلك، لأن هذا لا يساهم في التصعيد، بل على العكس تماماً". 

ودشنت الولايات المتحدة ودول أخرى في ديسمبر الماضي، مهمة لتهدئة المخاوف من أن يؤثر الاضطراب في أحد أهم المسارات التجارية في العالم على الاقتصاد العالمي. لكن بعض حلفاء الولايات المتحدة خاصة الدول الأوروبية، أبدوا تحفظات بشأن الخطة التي شهدت شن الولايات المتحدة وبريطانيا غارات جوية على مواقع للحوثيين، واعترضوا على فكرة الخضوع لقيادة واشنطن. 

ويشن الحوثيون في اليمن منذ شهرين هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، تضامناً مع قطاع غزة الذي يشهد حرباً منذ أكتوبر الماضي.

وتعوق هجمات الحوثيين حركة الملاحة في البحر الأحمر الذي تمرّ عبره 12% من التجارة العالمية، ما تسبّب في مضاعفة كلفة النقل، نتيجة تحويل شركات الشحن مسار سفنها إلى رأس الرجاء الصالح، في أقصى جنوب إفريقيا، وهو ما يطيل الرحلة بين آسيا وأوروبا لمدة أسبوع تقريباً.