"سيوف حوس تلاحق التنظيم في جبال أبين"..
"القاعدة في اليمن".. أشد الفروع تطرفاً يتحالف مع إيران في مواجهة التحالف الدولي
" تنظيم القاعدة في اليمن، قال في أحدث اصداراته إنه يقاتل القوات الجنوبية المحسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة أبين، وعينه على تحرير القدس"
ألحقت عملية "سيوف حوس"، خسارة جديدة لتنظيم القاعدة، اثر عملية نوعية نفذتها قوات مكافحة الإرهاب في احدى الأودية الوعرة شرقي بلدة مودية بمحافظة أبين، خلال الأيام القليلة الماضية، وفق ما افاد به مسؤول أمني جنوبي.
وأعلن مدير شرطة أبين العميد علي الذيب، طرد تنظيم القاعدة من أخر معاقله في وادي مطر شرق بلدة مودية بمحافظة أبين، اثر عملية عسكرية نفذتها وحدة من القوات الجنوبية المحسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي، ضد معسكر للتنظيم، كان يستخدمه لشن عمليات ضد مواقع قوات سهام الشرق.
وأوضح العميد الذيب في تصريحات صحفية "أن عملية سيوف حوس تواصل ملاحقة العناصر الإرهابية، وقد أطلقت قوات مكافحة الإرهاب الجنوبية مسنودة بقوات من الجيش والأمن، عملية عسكرية نوعية ضد معسكر للتنظيم في وادي مطر، واستطاعت ان تطهره بالكامل وتوقع خسائر في صفوف التنظيم المتطرف".
ولفت الى انهم في شرطة أبين، حصلوا على وثائق مهمة متعلقة بعمل التنظيم، وكيفية ادارته للعمليات الإرهابية ضد القوات الجنوبية.
وجاءت العملية، في عقب أسابيع من اصدار التنظيم المتطرف، زعم ان عملياته في أبين، تأتي في سياق الحرب ضد إسرائيل، وانه يواجه من وصفهم بعملاء الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
وقال التنظيم في التسجيل المرئي، ان حربه ضد دولة الإمارات العربية المتحدة والمجلس الانتقالي الجنوبي، وعينه على تحرير القدس.
وقال متحدث في التسجيل ان حربهم في أبين، لمنع الفتنة والحفاظ على اخلاق الناس، وانهم يقاتلون من أجل ملايين اليمنيين، على اعتبار انهم "درعا للأمة".
وتضمن التسجيل إعلان التنظيم الانخراط في الحرب الى جانب الحوثيين في مواجهة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، حيث بات التنسيق بين الحوثيين –ذراع إيران في اليمن- وتنظيم القاعدة، الأمر الذي قد يزيد من التصعيد خاصة في ظل اقتراب موعد إعلان الحوثيين كجماعة إرهابية، بعد قرب مرور 30 يوما على تصنيفهم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
وكشفت مصادر يمنية – وفقا لقناة سكاي نيوز عربية - عن لقاءات عقدت في صنعاء والحديدة، بين الحوثيين وعناصر تنظيم القاعدة، بهدف إقناعهم بالمشاركة في العمليات البحرية واستهداف المصالح الغربية من خلال تنفيذ هجمات انتحارية.
وقال الكاتب السياسي اليمني وضاح الجليل، إنه لم يعد خافيا أنّ جماعة الحوثي استخدمت تنظيم القاعدة في الكثير مِن الحالات والمواقف لخدمة أجندتها ومخطّطاتها، برغم أنها تتهم خصومها بأنهم متطرّفون ويساعدون تنظيم القاعدة أو يموّلونه، كما أنها تصف أعداءها بأنهم دواعش، وكان هذا أحد مبرراتها في حربها ضد اليمنيين وفي انقلابها أيضا، ولا تزال توجّه لهم هذه التهمة.
وحسب الجليل، أثبتت الكثير من الوقائع أنّ جماعة الحوثي استخدمت القاعدة في العديد من المهام، خصوصا في المناطق المحرّرة، أي مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، وذلك لإحداث اختراقات أمنيه وتنفيذ عمليات اغتيالات لقادة عسكريين ومسؤولين ومجاميع من قوات الأمن والجيش وأفراد المقاومة، إلى جانب التفجيرات والاختطافات.
وأشار الجليل إلى أن التعامل بين القاعدة والحوثيين قد ظهر في الكثير مِن المواقف، واستغلّت جماعة الحوثي حوادث أمنية لتنظيم القاعدة في الدعاية لصالحها، وظهر تنظيم القاعدة في مناطق تماس بين الجيش والمليشيات التابعة للجماعة، ونفّذ عمليات إعدام مصوّرة لأشخاص جرى اختطافهم وإخفاؤهم من نقاط تفتيش، وزعم التنظيم خلال عمليات الإعدام أنهم عملاء لأجهزة الأمن اليمنية وأجهزة المخابرات الغربية.
وفق الجليل، تعلم جماعة الحوثي بصعوبة المهمّة التي أقدمت عليها في اعتداءاتها على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وأن صعوبة هذه المهمّة تتطلّب منها استخدام وابتكار الكثير من الأدوات، خصوصا أنها لا تنوي التراجُع أو وقف عملياتها في البحر الأحمر، ودخلت في تحدٍّ كبير مع الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفائهما الغربيين.
ويُشير الكاتب اليمني إلى أن الجماعة، من خلال هذه الأخبار والتسريبات، تدرس حاليا خيار استخدام تنظيم القاعدة، لكون عناصر هذا التنظيم لديهم خبرات قتالية نوعية، وقدرات على توجيه ضربات موجعة وحسّاسة، إلى جانب استعدادهم لتنفيذ مهام انتحارية، وهو ما تفتقر له الميليشيا الحوثية.
وتعلم جماعة الحوثي أن بإمكانها استغلال الدافع العقائدي الذي يتوفّر لأفراد تنظيم القاعدة، وهو العداء الصريح للغرب، والذي عادة ما يلجأ التنظيم إلى استقطاب وتجنيد أفراده تحت تلك الشعارات، بينما لا يملك أفراد جماعة الحوثي نفس قوة الحافز والاستعداد للعمليات الانتحارية برغم أن شعاراتها موجّهة تجاه الغرب، بحسب الكاتب اليمني.
يلفت الباحث المختصّ بشؤون الإرهاب محمد مختار قنديل إلى أن خريطة التفاعلات بين جماعة الحوثي وتنظيم القاعدة خلال السنوات الأخيرة، تؤشّر إلى أن التحالف بين الطرفين ليس مستبعدا، لكن بشروط.
ويذكر قنديل، خلال العام الماضي ظهرت بوادر تجدّد الهدنة بين القاعدة والحوثيين، فمنذ يناير 2023، عقب توجيه خالد باطرفي في أثناء لقائه قيادات ميدانية؛ من بينهم أبو الهيجاء الحديدي، وأبو علي الديسي، وأبو أسامة الدياني، وأبو محمد اللحجي، بعدم توجيه ضربات في مناطق سيطرة الحوثيين، والتركيز فقط على عمليات ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، مما فسّر آنذاك بكونه بوادر تحالف ضمني أو بالمعنى الأدق هدنة بين الطرفين.
ويشير قنديل إلى أنه خلال الفترة من مايو إلى يوليو 2023، ظهرت مؤشّرات على تصاعد استخدام تنظيم القاعدة للطائرات المسيّرة، حيث شنّ نحو 7 هجمات في شبوه، مستهدفة القوات المتحالفة مع المجلس الانتقالي الجنوبي.
وعلى الرغم من نفي محمد علي الحوثي، في أغسطس 2023، مد القاعدة بطائرات مسيّرة، فإنه في سياق توقّف القتال بين الطرفين، هناك احتمال بأن تنظيم القاعدة حصل على دعم حوثي، بناء على المصالح المشتركة.
إقرار خالد باطرفي من قبل في نوفمبر 2021، بأزمات تنظيم القاعدة، وهي ما كانت سببا في تراجُع العمليات والمشاكل المالية.
سعي تنظيم القاعدة في اليمن لكسب المزيد من الاستقلالية وتقوية شوكته، مما يدفعه للعمل خارج إطار القيادة المركزية، خاصة في ظل الخلافات حول تولي سيف العدل.
يعطي التقارب هذه المرة مع الحوثيين، موضع قدم مرة أخرى للتنظيم في الظهور بمحاربة الولايات المتحدة العدو الأكبر وفق أدبياته.
استمرار إغلاق الجبهة القتالية مع تنظيم القاعدة، فضلا عن استغلال التنظيم في تشتيت قوة المجلس الانتقالي الجنوبي.
محاولة كسب عناصر جديدة في الصراع، خاصة بعد أن تستر الحوثيون في تحركاتهم بالقضية الفلسطينية.
تفيد الشواهد، حسب قنديل، بأنه من وقت لآخر هناك هدنة متقطّعة بين الحوثيين والقاعدة، والشاهد الأكبر التقاربات في 2021 بحديث باطرفي، أو بإفراج الحوثيين عن عناصر قاعدية، ثم عاودت المناوشات التي لا ترتقي لأن تكون دليلا على مخالفة الهدنة، وبعدها يعود الطرفان حال التقاء المصالح للتحالف، كما كان في محاولة الحوثيين في 2022 لحشد مقاتلين من تنظيم القاعدة جانبها، من خلال عقد لقاء بين القاعدي نايف الأعواج وبين قيادات حوثية في صرف.
وعلى إثر هذه الطبيعة المتغيّرة في علاقة التقارب بين الطرفين، لا يمكن القول باحتمالية استمرار هذا التقارب، أو اتجاه تنظيم القاعدة للحضور القوي في المشاركة بالعمليات البحرية واستهداف المصالح الغربية.
مِن جهته، يرى غريغوري جونسون، عضو سابق في فريق خبراء الأمم المتحدة باليمن، أن الصراع بات مهددا بما هو أسوأ في ضوء إعلان جماعة الحوثي عدم التراجع نهائيا عن العمليات التي تستهدف السفن بمنطقة البحر الأحمر.
ويشير جونسون، في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، إلى أن الأزمة تتجه لعدة سيناريوهات "غير متفائلة"، في ضوء تصعيد محتمل من الطرفين.
حسب جونسون، تشعر الولايات المتحدة بالقلق من الانجرار مرة أخرى إلى الصراع في المنطقة، وفي الوقت نفسه، تبدو واثقة من أن الضربات العسكرية ستعيد تهديد جماعة الحوثيين إلى وضعها الطبيعي، وهذا تقدير خاطئ ربما سيؤدي لمزيد من الخسائر.
وأكدت المصادر أن الحوثيين حاولوا "إقناع عناصر القاعدة بالمشاركة في تنفيذ عمليات تستهدف السفن، باعتبارها ضد ما يسمّونه العدوان الأميركي".
وحسب المصادر، فإن اللقاءات التي عقدت شارك فيها رجال دين موالون للحوثيين لإقناع عناصر القاعدة القيام "بواجبهم الشرعي"، وأن عملياتهم "جهادية" في مواجهة ما يسمّونهم الأعداء.
ووجّهت أطراف يمنية حكومية اتهامات للحوثيين بتنفيذ سلسلة اغتيالات مؤخرا في عدن، استخدم فيها عناصر من القاعدة.
ويشهد اليمن منذ قرابة عامين أحداثا أمنية وتبادُلا لإطلاق النار بين القوات الحكومية وعناصر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي تعدّه الولايات المتحدة أخطر فروع القاعدة.