تقليص انتشار كبار القادة في أعقاب الهجمات الإسرائيلية..

التعديلات الاستراتيجية في سوريا.. الاعتماد على الميليشيات الوكيلة لـ "الحفاظ على النفوذ الإيراني"

خلال الحرب السورية، أرسلت إيران آلاف المقاتلين لدعم بشار الأسد، حيث لعب حرس الملالي دورًا “استشاريًا”. وفي حين عززت آلاف الميليشيات الشيعية من المنطقة هذه الجهود، تشير الأحداث الأخيرة إلى حدوث تحول في الاستراتيجية. وأفاد مسؤولون أمنيون كبار عن رحيل قادة حرس الملالي، رغم أن العدد الدقيق لم يتم الكشف عنه.

الصراع السوري ووجود حرس الملالي

ضياء قدور
كاتب وباحث بالشأن الإيراني
دمشق

مقدمة:
يشهد النظام الإيراني، وتحديداً حرس الملالي، تعديلات استراتيجية في سوريا، تجلت في تقليص انتشار كبار القادة في أعقاب الهجمات الإسرائيلية. ويشير هذا التحول إلى الاعتماد على الميليشيات الوكيلة للحفاظ على النفوذ، وفقا لرويترز، مما يلفت الانتباه إلى ضعف النظام. 

الانسحاب وسط التوترات الإقليمية: 

وعلى الرغم من الضغوط الداخلية للانتقام، فإن قرار النظام بسحب كبار ضباط حرس الملالي ينبع جزئيا من التردد في الانخراط في صراع إقليمي واسع النطاق. وفي حين أن النية ليست مغادرة سوريا بالكامل، فإن إعادة التقييم هذه تسلط الضوء على تداعيات الصراع الذي أشعل شرارته هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

الاشتباكات الإقليمية والميليشيات الوكيلة: 

وانخرطت الميليشيات الشيعية، المدعومة من إيران، في صراعات في جميع أنحاء لبنان واليمن والعراق وسوريا، وشنت هجمات ضد المواقع الأمريكية والإسرائيلية. ومع ذلك، فقد امتنع النظام الإيراني عن التدخل المباشر، واختار بدلاً من ذلك نشر الميليشيات الوكيلة. ويشكل الانسحاب الأخير لقادة حرس الملالي من سوريا تطورا هاما يعكس الديناميكيات الإقليمية المتطورة.

الصراع السوري ووجود حرس الملالي: 

خلال الحرب السورية، أرسلت إيران آلاف المقاتلين لدعم بشار الأسد، حيث لعب حرس الملالي دورًا “استشاريًا”. وفي حين عززت آلاف الميليشيات الشيعية من المنطقة هذه الجهود، تشير الأحداث الأخيرة إلى حدوث تحول في الاستراتيجية. وأفاد مسؤولون أمنيون كبار عن رحيل قادة حرس الملالي، رغم أن العدد الدقيق لم يتم الكشف عنه.

الإدارة عن بعد والتعاون مع حزب الله: 

ورداً على انخفاض الوجود المادي، يخطط حرس الملالي لإدارة العمليات في سوريا عن بعد، بالتعاون مع حزب الله. ويهدف هذا التحول الاستراتيجي إلى الحفاظ على النفوذ مع تقليل التعرض المباشر لديناميات الصراع المتصاعدة.

التأثير على عمليات حرس الملالي: 

وعلى الرغم من انخفاض الوجود، تشير المصادر إلى أن عمليات حرس الملالي في سوريا لم تتأثر إلى حد كبير. ويُنظر إلى البصمة المتضائلة على أنها إجراء احترازي لتجنب التورط في الصراع المتصاعد بين إسرائيل وحماس منذ 7 أكتوبر 2023. 

الضربات الإسرائيلية وخسائر حرس الملالي: 

وأدى تزايد وتيرة الهجمات الإسرائيلية على حرس الملالي وحزب الله في سوريا إلى سقوط ضحايا، بما في ذلك ضباط رفيعو المستوى. وأودت الضربات الأخيرة بحياة شخصيات بارزة، مما يؤكد التحديات التي يواجهها حرس الملالي في مواصلة عملياته وسط الهجمات الإسرائيلية الدقيقة.

مخاوف بشأن التسريبات الاستخباراتية: 

كشفت مصادر أن حرس الملالي أعرب لمسؤولي المخابرات السورية عن قلقه بشأن التسريبات داخل قوات الأمن السورية التي أثرت على الهجمات القاتلة الأخيرة. وقد دفعت الضربات الإسرائيلية الدقيقة حرس الملالي إلى التكيف، وتغيير موقع عملياته ومساكنه لمواجهة التسريبات الاستخباراتية المحتملة.

جهود التوظيف المستمرة: 

واستجابة للتحديات الناشئة، تفيد التقارير أن حرس الملالي يعيد الانخراط في تجنيد رجال الميليشيات الشيعية من أفغانستان وباكستان، وهو ما يذكرنا بالسنوات الأولى من الحرب السورية. بالإضافة إلى ذلك، هناك اعتماد متزايد على الميليشيات الشيعية السورية، مما يشير إلى تحول ديناميكي في تكوين القوات الداعمة للنظام الإيراني في سوريا.

خاتمة: 

إن التعديلات الواضحة في استراتيجية إيران في سوريا، ولا سيما تخفيض عدد كبار القادة وزيادة الاعتماد على الوكلاء، تسلط الضوء على التحديات المتطورة التي يواجهها النظام الإيراني. إن التوازن الدقيق بين الحفاظ على النفوذ في المنطقة وتجنب المواجهة المباشرة يعكس نقاط ضعف النظام وسط المشهد الجيوسياسي المعقد.