مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات..

دور التنشئة المدرسية في تنمية القيم الاجتماعية.. دراسة سوسيولوجية "طلاب الثانوية علمي- أدبي في "عدن"

المدرسة بيئة شديدة الاتساع في استخدام الطرق العلمية والخبرة الموضوعية في العملية التربوية، وتحتل المرتبة الثانية بعد الأسرة معرفياً، تربوياً و رسمياً، وتكمن وظيفتها الأساسية في تنشئة الجيل الصاعد ونقله من كونه طفل متمركز حول ذاته إلى طفل منسجم مع من حوله من الجماعة لتهيئه اجتماعياً أي القدرة على الاندماج

هدف التنشئة الاجتماعية هو ترسيخ وإبقاء ثقافة المجتمعات من عادات وتقاليد وأعراف وقيم - الباحث

د. إيزيس المنصوري
خبيرة وباحثة في قضايا المجتمع والأسرة لدى مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات ومدير العلاقات العامة في مجلة بريم
نشرت هذه الدراسة بالتزامن بين مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات ومجلة بريم

الملخص: تهدف هذه الدراسة إلى تقييم دور المدرسة في غرس القيم الاجتماعية لدى الطلاب، ومن أبرز النتائج التي توصلت لها الدراسة الاتي:

  1. ضعف دور المدرسة: أظهرت النتائج أن دور المدرسة في غرس القيم الاجتماعية أقل مما هو متوقع، حيث تأثرت هذه العملية بشكل كبير ب عوامل خارجية مثل الأصدقاء والأسرة والمجتمع.
  2. أبدى الطلاب رغبة كبيرة في المشاركة في الأنشطة المدرسية، مما يشير إلى أهميتها في تنمية القيم.
  3.  لوحظ تفاوت في مستوى ممارسة القيم المختلفة بين الطلاب، حيث كانت بعض القيم مثل الطاعة واحترام المعلمين مرتفعة، بينما كانت قيم أخرى مثل الصدق والالتزام بالنظام أقل.
  4. أظهرت الدراسة وجود علاقة إيجابية بين الالتزام بالقيم الأخلاقية والتحصيل الدراسي.
  5.  أكدت الدراسة على أهمية دور الأسرة والمجتمع في تشكيل سلوك الطلاب وقيمهم.

 وتشمل أهم التوصيات التي خرجت بها الدراسة ما يلي:

  1. يجب توسيع نطاق مؤسسات التنشئة الاجتماعية وتزويدها بالكفاءات اللازمة لتعزيز القيم الاجتماعية وتكييفها مع التغيرات المعاصرة.
  2.  كونها المؤسسة الأساسية للتنشئة الاجتماعية، يجب على الدولة أن تولي اهتمامًا خاصًا بالمدرسة من خلال توفير الدعم اللازم لها وتطوير مناهجها.
  3. ينبغي توفير برامج تدريبية مستمرة للمعلمين لتزويدهم بالمهارات اللازمة لغرس القيم في الطلاب.
  4.  يجب تطوير المناهج الدراسية لتشمل قيمًا اجتماعية واضحة وتعالج القضايا المعاصرة التي تواجه الشباب. 

المقدمة:


لم يعد خافياً على أحد أن لمؤسسة المدرسة دوراً كبيراً وفعالاً في بناء المجتمعات فيما تقدمه من منظومة متكاملة في تنمية القيم المجتمعية من خلال عمليات وفعاليات متلاحقة المراحل، ووثيقة الارتباط بالأفراد وما تغرسه في النفس الإنسانية من قيم اجتماعية ذات أبعاد علمية وعملية، ذلك لما لها من أثر كبير في سلوك الأفراد والجماعات.
تلعب المدرسة دوراً ذات أهمية في تنمية سلوك الفرد على مواجهة القيم المنحرفة ومقاومتها والموازنة بين مصالح الفرد وحاجاته الشخصية وبين مصالح المجتمع وتفضيل المصلحة العامة على المصلحة الخاصة. حيث تساعد المجتمع على مواجهة التغيرات التي تحدث فيه من خلال ما تحتويه من مجموعة تكوينية ذات أهداف قيمية تفيد المجتمع وذلك عبر مناهجها المختلفة وباعتبارها المجال الحيوي والأمثل في تشكيل شخصية الفرد منذ الطفولة. ذلك أن القيم المجتمعية فريضة ينبغي الاهتمام بها حيث أنها مسؤولية يتحملها الجميع دون استثناء، تعتمد على أكبر تحد مبرهنة على مدى قدرتنا على تربية أطفالنا تربية سليمة حتى نسمو بهم ونحافظ عليهم من الذوبان فيما يسمى بالعولمة والانسلاخ من الانتماء إلى كيانهم ومجتمعهم.
وعليه كان لابد من التحرك السريع والواعي نحو دراسة موضوع القيم, وبيان أهميتها وكيفية تناولها وتعزيزها والمحافظة عليها في نفوس الأجيال الحالية والمقبلة، إذ إن في المحافظة على القيم العربية والإسلامية محافظة على كينونتنا وخصوصيتنا, وأسباب بقائنا وسعينا نحو استعادة مكانتنا كعرب وكمسلمين في الصف الأول للركب البشري وذلك حقنا ومكاننا الطبيعي( ). - مشكلة البحث:
 أصبحت الحياة الاجتماعية في العالم بأسره تشهد تغيراً سريعاً ومتلاحقاً في ظل تطور وسائل  التواصل وسرعة الحصول على المعلومة وتفجر ينابيع العلم والمعرفة، حيث كان لوسائل النت أثراً كبيراً في إحداث تغيير لبعض الثقافات الفرعية لأفراد المجتمع بشكل يحاكي الثقافات الأخرى  بصورة قد تشوه معها الثقافة الأصلية للمجتمع .وهنا تبرز المشكلة في الدور الذي يقع على عاتق التنشئة المدرسية  بما تتضمنه من عمليات تمكن الفرد من اكتساب الثقافة واللغة التي تخص مجتمعه،  والمعاني والقيم الذي بها تحكم سلوك الفرد، وسلوك الغير والتنبؤ بمدى تقبل الآخرين لذلك السلوك والتفاعل معه.
لقد لوحظ أن بعض القيم الأخلاقية في إطار المنظومة القيمية قد ضعفت لاسيما في السنوات الأخيرة وحلت محلها قيم جديدة تكاد تعصف بدور المدرسة والمجتمع على حد سواء. وهذه مشكلة اجتماعية كبيرة سوف تكون لها آثار سلبية على ضعف سلوك الفرد. وعلى ذلك فأن الهدف الأساسي لدور التنشئة المدرسية هو توجيه الطلاب وجعلهم مواطنين صالحين يقومون بدورهم الفاعل والايجابي تجاه مجتمعهم. 
علاوة على ذلك تصبح المدرسة في هذه المرحلة مهمة للنشء بما تحمله من معلومات لنقل المعارف والثقافات بصورة مبسطة. وهذا معناه أن نشاط مؤسسات التنشئة المدرسية بصورة عامة موجه لبناء وتكوين شخصية الفرد المتماثلة مع قيم واتجاهات وعادات مجتمعه أي أن الفرد يتشرب منظومة قيمة من خلال ما تطلع به من أدوار تلك المؤسسة في ضوء ذلك يتضح مدى الأهمية التي تقع على عاتقها لا سيما في مثل هذه الظروف التي ضعفت فيها منظومة القيم المجتمعية، مما يستدعي دراسة هذه الظاهرة عل نحو كاف يمكن من استخلاص النتائج التي من شأنها تعزيز دور المدرسة في تنمية القيم المجتمعية لدى الأفراد وعلى صعيد المجتمع بصورة عامة.


أهمية البحث


للدراسة أهميتين أساسيتتن الأولى اجتماعية أو مجتمعية، والثانية أكاديمية ونوضحها تفصيلاً بالآتي: 
أ- الأهمية المجتمعية: 
1- تنمية الوعي المجتمعي بأهمية تعزيز منظومة القيم المجتمعية.
2- تعزيز دور المدرسة في القيام بواجباتها تجاه النشء الجديد، من خلال تعزيز منظومة القيم التي تهدف إلى جعلهم مواطنين صالحين، في الحفاظ على الأمن والسلم الاجتماعي وزيادة مساهمتهم في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
3- تتناول الظواهر الاجتماعية المتصلة بنية المدرسة بصورة خاصة، حيث تركز على الكشف عن التغيرات التي حدثت في أساليب التنشئة المدرسية بالنسبة للطالب.
4- تسليط الضوء على الفئة التي ترتكز عليها المجتمعات البشرية والتي تجعل من الأبناء هدفاً مستقبلياً، ومشروعا ناجحاً في تدعيم القيم المجتمعية.
ب- الأهمية الأكاديمية:  
أن هذه الدراسة سوف تشكل إسهاماً علمياً وأثراً أكاديمياً يضاف إلى تلك الإسهامات العلمية التي تناولت هذا الموضوع من منطلق الأهمية البحثية لموضوع القيم وما يترتب عليه من نتائج ينبغي وضعها في الاعتبار لدى كل المؤسسات والهيئات ذات الصلة المباشرة بعملية التنشئة الاجتماعية المدرسية. وهي خطة على الطريق لمواصلة البحث والقيام بالدراسات المتعلق حول موضوع القيم.


- أهداف البحث  


تهدف هذه الدراسة الراهنة إلى الكشف عن الأهداف التالية:

1- التعرف على دور المدرسة بصورة عامة ومدى مساهمتها في تنشئة الأبناء، وتكوين شخصياتهم.
2- الكشف عن مواطن الضعف في عمل ودور المؤسسة التعليمية في محافظة عدن (مكان الدراسة).
3- لفت انتباه مؤسسات التعليم والقائمين عليها. لإعطاء أهمية خاصة لتنشئة الأجيال فمن شأنها تعزيز منظومة القيم المجتمعية وتفعيل دورها في المجتمع.
4- تقديم المقترحات والتوصيات العلمية الهامة وترسيخ القيم عن طريق تعزيز دور المدرسة باعتبارها المؤسسة الرسمية الأولى المساهمة في بناء وتكوين جيل سليم قادر على بناء المجتمع وتطويره.


- أسئلة البحث:


يمكن تحديد الأسئلة التي تحاول الدراسة الإجابة عليها بالآتي:
1- هل استطاعت مؤسسة التنشئة المدرسية القيام بدورها الفاعل في تنمية القيم الايجابية لدى الأبناء؟
2- ما مدى احتضان أبنا المجتمع (الطلاب) للقيم الايجابية الأصيلة؟
3- ما هي الأسباب المؤدية إلى ضعف دور المدرسة في غرس القيم الأخلاقية لدى الأبناء؟
4- ما مدى تأثير انتشار بعض القيم السلبية الضالة بين أوساط الطلاب في هذه المرحلة؟ 
5- ما هي انعكاسات أساليب التنشئة السليمة والخاطئة على سلوكيات الأبناء (الطلاب)؟


- حدود البحث: 


 الحدود المكانية: تتمثل حدود البحث المكانية في محافظة عدن بحدودها الادارية (مديرياتها الثمان).
 الحدود الزمانية: استغرق البحث الميداني في الفترة ما بين |3|2018- | |2019 مع استبعاد فترة الاجازة المدرسية.
 الحدود البشرية: طبقت استمارة الاستبيان على طلبة الثانوية العامة بقسميها العلمي والادبي.
- منهج البحث
يعد أي منهج بمثابة سلسلة متلاحقة ومترابطة منطقياً، بحيث يؤدي كل من الحلقات دورها بشكل متسلسل ابتداء من التصورات النظرية إلى تفسير النتائج من خلال مرورها بالإجراءات المنهجية. ونظراً لأهمية البحث توجب علينا إتباع عدة طرائق منهجية لتسليط الضوء على دور التنشئة المدرسية في تنمية سلوك الفرد. وتمكين الأفراد من إشغال أدوارهم الاجتماعية مستقبلاً.
إن نجاح أي دراسة علمية يتوقف على طبيعة المنهج أو المناهج المستخدمة . " والمنهج هو الطريقة التي يتبعها الباحث في دراسته للظاهرة أو للمشكلة لاكتشاف الحقيقة " ( ).
ووفقاً لمقتضيات البحث الراهن سيتم الاستعانة بالمناهج التالية:


1- المنهج الوصفي التحليلي: 


      يعد المنهج الوصفي التحليلي بمثابة أرضية واسعة ومرنة قد تتضمن عددا ًمن المناهج والأساليب الفرعية مثل دراسات الحالات الميدانية والمسوح الاجتماعية وغيرها. إذ أن المنهج الوصفي يعد أساساً لتحليل خصائص الظاهرة ووصفها بحسب طبيعتها ونوعية العلاقة بين متغيراتها وأسبابها والتعرف على حقائقها في ارض الواقع. حيث يعتبره الباحثين يحمل كافة المناهج الأخرى باستثناء المنهجين التاريخي والتجريبي. 


المنهج التاريخي: 


 يهتم المنهج التاريخي بدراسة الظواهر الاجتماعية وذلك بالوقوف على أهم عوامل التغيير التي تصاحب الظاهرة الاجتماعية بكل خصائصها وبفترات زمنية متعاقبة. وقد اهتم مفكرو وعلماء الاجتماع أمثال "ابن خلدون واوجست كونت" في دراساتهم الاجتماعية باستخدام المنهج التاريخي.
المبحث الأول:  التنشئة الاجتماعية ودورها في تنمية القيم 

أولاً: التنشئة 

أهمية التنشئة الاجتماعية 

 التنشئة ذات أهمية طالت ابعادها التنظيم السيكولوجي للفرد باعتبارها عملية كاملة لتنمية وتوجيه السلوك الانساني طبقاً لمبادئ المحيط الذي ينشئ فيه. لذلك تعد التنشئة الاجتماعية من العمليات الاجتماعية الأكثر خطورة في حياة الفرد، لما تلعبه من دور أساسي في تكوين الشخصية الاجتماعية للفرد، والتنشئة الاجتماعية ذات أهمية كبيرة من حيث أنها العملية الوحيدة التي يصبح بها الفرد واعياً مستجيباً للمؤثرات الاجتماعية.

تعد عملية التنشئة الاجتماعية من أكبر انجازات الفرد الإنساني، يؤدي الفشل فيها إلى حياة يائسة تعسة، ومعاناة من سوء التكيف. ويواجه الأفراد في ظل هذا الفشل العديد من الصعوبات والأمراض التي تنشئ نتيجة ذلك([i] ).   

ومن الأهمية كذلك أن عملية التنشئة هي عملية دينامية ويتضح ذلك من خلال عملية التعامل والتفاعل بين الأفراد، وأخذ أماكنهم وأدوارهم الاجتماعية من خلال هذا التفاعل حتى يكون الناتج الأخير هو المعايير والقيم الذي تجعل من عملية التنشئة مستمرة وتؤدي بهذه الاستمرارية إلى التكيف مع أي تغيرات حاصلة خلال مرحلة العمر للفرد أو بمعنى أخر حتى الممات.

ترجع أهمية عملية التنشئة الاجتماعية إلى إيجاد التوافق بين حاجات الفرد الشخصية ومطالب البناء الاجتماعي. لأن التنشئة هي عملية تعلم بالمعنى العام ولذلك فهي تهدف إلى إعداد الطفل ثم الصبي فالراشد ويعمل من خلالها على تحقيق التوازن بين التأثيرات وأساليب الضبط الاجتماعي بينه وبين أعضاء المجتمع إلى جانب العمل على إيجاد التوافق بين انساق البناء والتوافق مع المعايير الاجتماعية المقبولة، ومطالب الأدوار الاجتماعية واكتساب قيم المجتمع الايجابية.

تعتبر التنشئة الاجتماعية عملية تنموية تربوية شاملة ومتكاملة للطفل جسمياً وعقلياً/ معرفياً ووجدانياً واجتماعيا. فالتربية عندما تكون عملية ً في إطار مؤسسي قيمي مثل المدرسة وفي ضوء ما توصل إليه العلم الذي يواكب حضارات التقدم والمعرفة من نظريات تفسر طبيعة النمو والتعلم في كل مرحلة من مراحل النمو الإنساني. أي أن التربية المدرسية تتعامل مع الطالب بعقله ووجدانه وتنمي قيمه وجسده واتجاهاته ومهاراته وأفكار.

من جانب آخر فالتنشئة الاجتماعية آلة لنقل الثقافات من جيل إلى جيل ومن مجتمع لأخر فيتجلى ذلك من خلال أنماط السلوك المتوقع من الأفراد الحاصلين على تنشئة اجتماعية سوية يتم بمقتضاها السيطرة على نزواتهم ونزعاتهم الفطرية والشخصية، ومن أولويات التنشئة الاجتماعية بالنسبة للفرد هي إشباع حاجاته وطموحاته ليكون منسجم ومتكيف مع نفسه ومجتمعه لتجنب أي قصور يؤدي بالفرد إلى الابتعاد والعزلة والانطواء عن مجتمعه، وأن يكون عضواً فاعلاً وقادراً على القيام بأدواره الاجتماعية وفقاً للتوجهات السائدة والقيم المجتمعية.

وبالنسبة لعلماء الاجتماع فالتنشئة الاجتماعية تدعوا إلى الاهتمام بالنظم الاجتماعية، والتي من شأنها أن تحول الإنسان – تلك المادة العضوية إلى فرد اجتماعي، قادر على التفاعل والاندماج بيسر مع أفراد المجتمع، فالتنشئة الاجتماعية – حسب هذا المفهوم – ما هي إلا تدريب الأفراد على أدوارهم المستقبلية، ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع، وتلقنهم القيم الاجتماعية، والعادات، والتقاليد، والعرف السائد في المجتمع؛ لتحقيق التوافق بين الأفراد وبين المعايير والقوانين الاجتماعية؛ مما يؤدي إلى خلق نوع من التضامن والتماسك بين الأفراد في المجتمع([ii])

إذا فالتنشئة الاجتماعية هي التوفيق والانسجام الكامل بين الفرد والبيئة المحيطة به لامتدادها في جميع مراحله الحياتية والتي من خلالها يستطيع كيفية التواصل مع الأطراف الأخرى والتفاعل معهم وفق معتقدات قيمة تسير سلوكياته – الفرد -نحو الصواب فتكون له مرجعية دقيقة توجه مساره نحو ما يتطلبه المجتمع فتحقق له توازن بين رغباته واهتمامات مجتمعه. وبصورة عامة فهي عملية اجتماعية تنمي قيم الفرد وتدمجه اجتماعياً.

أهداف التنشئة:

 

التربية عملية تشكيل الأفراد بطريقة توكد ثقافة البيئة المعاشة، الذي تعبر عن ايدلوجية المجتمع بأكمله المجتمع ليمثل كل الافراد الادوار الذي يمارسونها، نجدها متمثلة في اوجه لتنشئة الاجتماعية وبكل مؤسساتها. 

دائماً وابدأ ما تهدف التنشئة الاجتماعية إلى اعدد الفرد مند ولادته حتى وصوله مرحلة الرشد للاندماج في انساق البناء الاجتماعي والتوافق مع المعايير الاجتماعية والقيم الاجتماعية السائدة.

اكتساب المعرفة والقيم والاتجاهات والرموز وكافة أنماط السلوك، أي أنها تشمل أساليب التعامل والتفكير الخاصة بجماعة معينة، أو مجتمع معين سيعيش فيه الإنسان ([i]).

ومن أهدافها:

  1. تعلم الأدوار الاجتماعية: لكي يحافظ المجتمع على بقائه واستمرار وتحقيق رغبات أفراده وجماعاته، فانه يضع تنظيماً خاصاً للمراكز والأدوار الاجتماعية التي يشغلها ويمارسها الأفراد والجماعات، وتختلف المراكز باختلاف السن والجنس والمهنة، وكلك باختلاف ثقافة المجتمع، فقد تشغل المرأة مركزاً يشغله الرجل في نظام ثقافي أخر([ii]).
  2. التدريبات الأساسية لضبط السلوك وأساليب إشباع الحاجات وفقاً للتحديد الاجتماعي: فمن خلال عملية التنشئة يكتسب الطفل من أسرته اللغة والعادات والتقاليد السائدة في مجتمعه، والمعاني المرتبطة بأساليب إشباع رغباته وحاجاته الفطرية والاجتماعية والنفسية، كما يكتسب القدرة على توقع استجابات الغير نحو سلوكه واتجاهاته([iii]).

إن التنشئة الاجتماعية عملية تعلم تهدف إلى إعداد الطفل ثم الصبي فاليافع فالراشد للاندماج في أنساق البناء الاجتماعي والتوافق مع المعايير الاجتماعية، والقيم السائدة ولغة الاتصال والاتجاهات الخاصة بالأسرة التي ولد فيها، وبالجماعات التي ينضم إلى عضويتها، كما يتفهم الحقوق والواجبات الملزمة المتعلقة بمجموعة المراكز التي يشغلها، ويتعلم الأدوار المناسبة لكل مركز. كما يتفهم ادوار الآخرين الذين يتعامل معهم في المواقف الاجتماعية المتنوعة([iv]).

  1. اكتساب المعايير الاجتماعية التي تحكم السلوك وتوجهه: تنبثق المعايير الاجتماعية من أهداف المجتمع وقيمه ونظامه الثقافي بصفة عامة، فلكي يحقق المجتمع أهدافه وغاياته فأنه يقوم بغرس قيمه واتجاهاته في الأفراد، كما يضع المعايير الاجتماعية التي تساعد الفرد في اختيار استجاباته للمثيرات في المواقف الاجتماعية([v]).

أي أن هدف التنشئة الاجتماعية هو ترسيخ وإبقاء ثقافة المجتمعات من عادات وتقاليد وأعراف وقيم. يتحلى بها النشء لتنظيم معاملاته وعلاقاته وجعله واعياً لمسؤولياته ومدركاً لشخصيته حتى يتمكن من الاستجابات التي تقوي لديه العادات السلوكية الايجابية سواء المادية أو النفسية.

   ثانياً: الدور الاجتماعي 

الدور الاجتماعي مفهوم أساسي في علم اجتماع التنظيمات والأسرة. لذلك يحدد المجتمع لأعضائه مجموعة من الأدوار يتفق عليها، وعلى الأفراد أن يقوموا بتنفيذها، وتختلف هذه الأدوار تبعاً لعوامل مختلفة قد تكون العمر أو المكانة الاجتماعية، وللتوقعات الاجتماعية قوة إلزامية تجبر الأفراد على الإذعان والخضوع. حيث أن طبيعة العلاقة بين الفرد والمجتمع علاقة وثيقة لارتباطها بالظواهر الاجتماعية بشكل مباشر وذلك من خلال قيام الفرد بعدة ممارسات وتوقعات ومداخلات تنتقل بين الأفراد تنتج عنها أدواراً اجتماعية خاصة بكل فرد من أفراد المجتمع. إلى جانب العديد من الأنظمة الخاصة بكل مجتمع التي تتساند وتتكامل فيما بينها لتحقيق أهداف ورؤى المجتمع المشتركة. كذلك فأن الأدوار الاجتماعية تُعلم وتكتسب عن طريق التنشئة الاجتماعية والأخلاقية والثقافية، والوعي العام، ومن خلال الثقافة العامة للمجتمع، كل هذا يحدد للأفراد كيفية أداء أدوارهم الاجتماعية، لذلك نجد أن الأدوار الاجتماعية تختلف من مجتمع لأخر نتيجة لتلك العوامل، كما أن كل فرد داخل المجتمع الواحد قد يؤدي أدوار مختلفة خلال فترة من الزمن.

 وعليه فأن أي فرد من الافراد الذي يشغلون وضعاً اجتماعياً معيناً أثناء تفاعله مع غيره من الأشخاص الأخرين في أي مكان يطلق عليه الدور. أي انه نمط السلوك المتوقع من الأشخاص الذين يشغلون أوضاعاً اجتماعية.

يشير المنظور الاجتماعي لتحديد مفهوم الأدوار الاجتماعية إلى عدة وحدات للحياة الاجتماعية أو عدة عناصر أساسية في المجتمع. فالأدوار عبارة عن مجموعات من قواعد ومعايير السلوك المتعلقة بأوضاع متباينة يشغلها أعضاء المجتمع في علاقاتهم يبعضهم بالأخر وفي علاقاتهم بالمجتمع كله ([vi]).

ويعرف الدور الاجتماعي بأنه عبارة عن نمط منظم من المعايير فيما يختص بسلوك فرد بوظيفة معينة في الجماعة. كما يعرف بأنه الجانب الدينامي لمركز الفرد أو وضعه أو مكانته في الجماعة. ويعرف أيضاً بأنه وظيفة الفرد في الجماعة. وينظر إلى لعب الدور كاسم مرادف للتفاعل الاجتماعي ويرى براون أن كلمة الدور مستعارة من المسرح، فالدور عبارة عن سيناريو يحدد سلوك الفرد ويعبر عن انفعالاته ويحدد أقواله ([vii]).

ثالثاً: القيــــم

أولاً: طبيعة وأهمية القيم الاجتماعية ودورها في توجيه سلوك الفرد

من الأمور التي يجمع عليها المجتمع بكل أنظمته الاجتماعية والسياسية والفكرية والاقتصادية أن القيم تمثل دوراً مهاً في توجيه سلوك الفرد والجماعة في مختلف أوجه النشاط الإنساني، بل وتجعل الفرد متزن من الناحية النفسية بحيث يجعل سلوكه منظم وفق معايير تضبط موجهات السلوك نحو تبني الفرد لقيم ايجابية تنمي قدراته، والتنبؤ بسلوكيات ذات قيمة تحقق له الهدف المنشود في مستقبله في كافة جوانب النشاط الإنساني.

برز أهمية القيم الاجتماعية بالنسبة لأي مجتمع من المجتمعات سواء المجتمعات المتقدمة أو المتأخرة (النامية) في كونها قانون ضبط جوهري للأفراد الذي بدوره تتأسس العلاقات بين الناس وتعتبر بمثابة نسق للقيم يمثلونه جميع أفراد ذلك المجتمع، فكل فرد يمثل ذلك النسق القيمي يكون بمقدوره التوافق السليم مع من حوله لتمكنه من القيام بدوره بالصورة الايجابية والتمركز في المكانة المناسبة له. فهي تشكل العنصر الرئيسي والأساسي في بناء شخصية الفرد فتميزه عن سائر المخلوقات على الأرض وتصبغ عليه طابع الإنسانية بضبطها للشهوات والغرائز وبهذا ينشئ أفراد فاعلين مزودين بمعايير قيمية خلقية تعمل على توازنهم ودفعهم لمجتمعاتهم نحو التحضر فيما يشكله من إيديولوجيات خاصة ومتصلة مع سائر أنظمة المجتمع نفسه.  تحتل دراسة القيم الاجتماعية مند قديم الزمان وعلى مر العصور وفي علم الاجتماع بل وكافة العلوم أهمية من حيث تاريخها ومضامينها ووظائفها - بعلوم الأديان وكافة العلوم وعلم الإنسان والتاريخ.

هناك قيم أخلاقية سائدة مند عصر الجاهلية ولعل الأمثلة التي عبر عن وجود قيم خلقية في حياة العرب الجاهلية نجدها متمثلة في فضائل عدة، مثل الشجاعة والكرم، والبر والمروءة، والبذل والعطاء، وإطعام المساكين، والعطف على المحتاجين وفضيلة الكرم من الفضائل التي اشتهر بها حاتم الطائي وتشير كلها إلى شيم وفضائل حميدة بل أن الممارسات الحميدة تناثرت في الجاهلية، قد أقرها الإسلام وسعت الشريعة لا تمامها كإطعام الفقراء والمساكين والعطف على المحتاجين والشجاعة والكرم الذي اشتهر بها حاتم الطائي وقال تعالى " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فأن الله به عليم([viii]).

أن البديل الذي يحتكم إليه الناس في غياب القيم هو القانون، ومهما بلغ من الدقة والانضباط فهو لا ينبع من داخل النفس البشرية التي تنبع منها القيم، وإنما من خارجها، لذلك يسهل الاحتيال عليه، والتلاعب به وقيام أناس من المستفيدين بتسخيره لمصالحهم، كلما وجدوا إلى ذلك سبيلاً، فتضيع حقوق وتنتهك حرمات، وتصادر حريات باسم القانون، وتشيع شريعة الغاب، ويفقد الإنسان تذوق طعم الحياة، ويصبح الضعيف طعمه للقوي، والفقير مستعبدا للغني، وتعيث العصابات القائمة على الظلم في الأرض فساداً([ix]). والقيم تحفظ الأمن وتقي من الشرور في المجتمع لأن تأثيرها أعظم من تأثير القوانين والعقوبات فالقيم المتأصلة في النفس تكون أكثر قدرة على منع الأخطاء من العقوبة والقانون([x]).

لقد كان جون ديوي يؤمن بأن المصدر الأساسي للقيم الأخلاقية هي الخبرة والتجربة، فالفرد عندما يكتسب قيمه الأخلاقية وضميره الأخلاقي عن طريق خبرته وتفاعله مع البيئة المحيطة به مثلها في ذلك مثل بقية معارفه ومهارته وعاداته واتجاهاته التي يكتسبها هي الأخرى عن طريق الخبرة، إضافة إلى ذلك بأن القيم الأخلاقية أو الأخلاقيات هي أخلاق اجتماعية لا تنبع من الذات أو الضمير أو العقل، ولكنها تكتسب نتيجة لتفاعل الفرد أو أعماله بأنها أخلاقية إذا ما ساعدت على النمو الكامل للفرد، وعلى النهوض بالمجتمع وحل مشاكله، وعلى تحقيق المصلحة العامة([xi]).

 يشير البعض أن هناك مجتمعات تستبدل موضوع القيم للاحتكام بين الناس حيث تذهب للقانون الذي ينفد بطريقة السلطة الأقوى ومنع كل التجاوزات المخلة في المجتمع. فالقيم الاجتماعية الخلقية تعتبر محوراً لجميع الأديان فيها تستقر النفس وتسكن الروح وتحصن من الاختلال الذي يسبب تغيرات بسلوك الأفراد. ركيزة من القيم في مستوياتها المختلفة([xii]).

يشمل مجال القيم كافة جوانب النشاط الإنساني، خاصة أن كل نشاط يقوم به الإنسان يمكن أن نحكم عليه حكماً قيمياً.. وثقافة المجتمع ما هي في واقع الأمر سوى تنظيم لمختلف أنماط السلوك في المجتمع. 

تعد القيم ضابطاً داخلياً لسلوك الفرد، إذ أنها توجه هذا لسلوك إلى الطريق القويم والسديد، فالفرد إذا امتلك منظومة من القيم المتوحدة مع المجتمع، فإنها ستكون ضابطاً لهذا السلوك، ومن خلالها يمكن تحديد الكيفية التي سيتعامل بها الفرد مع المواقف المستقبلية، وكذلك في تعامله مع الآخرين، فالقيم هي المسئولة عن الأحكام التي يصدرها الإنسان في أي موضوع أو موقف يواجه في حياته ([xiii]).

وتكمن أهمية دراسة القيم والتعرف عليها في التعرف على أسباب اختلاف مفهوم الحضارة من ثقافة لأخرى من حيث عوامل النشأة والتطور، على سبيل المثال منهج الحضارة الإسلامية من الإنسان و إلى الإنسان، أما منهج الحضارة الغربية فهو من مجتمع ما إلى صفوة هذا المجتمع([xiv]).

أن من طبيعة القيم أنها عملية تنموية نحو الارتقاء ولكنها لا تكون كذلك إلا متى ما كانت هناك جهات داعمة لهذه العملية وذلك بتساند تلك الجهات الاجتماعية التربوية المنظمة أو غير المنظمة لتجعل منها منظومة من القيم الايجابية تدفع بالفرد لمواجهة مثيرات البيئة الاجتماعية السلبية والغير صالحة لتنشئة الفرد. وان لاختلاف المراحل العمرية شأناً في عملية ارتقاء القيم ونموها، أي أنها تتم بتطور القدرات المعرفية للأفراد، وتكون مصاحبة لها وخاصة لتلك المرحلة العمرية، لذلك فمن طبيعتها المرونة بحسب الفئة العمرية أو الظروف فتنتقل من جيل الى جيل أو من بيئة إلى أخرى دون المساس بها وبأهميتها. 

لما كانت رياض الأطفال تهدف إلى مساعدة الأطفال على تحقيق التنمية الشاملة والتنشئة الاجتماعية والصحية السليمة في ظل قيم المجتمع ومبادئه وأهدافه، فأن تكوين القيم الخلقية يمثل أهم مظاهر هذه التنشئة الاجتماعية ([xv]).

مصادر القيم 

إن مصادر القيم هي المنبع الأصلي لها وهي كالتالي: 

  • القرآن الكريم: إن القرآن هو المصدر الأساسي للقيم " ويعد القرآن دستوراً ربانياً يهدي العالمين إلى خير الدنيا والآخرة، وهو كتاب الله أنزله تعالى على سيد المرسلين بلسان عربي مبين ليخرجهم من الظلمات إلى النور، ولذا فهو منهج حياة متكامل يوجد فيه ما يحتاج إليه كل إنسان ([xvi]) .

إن القرآن الكريم يشتمل على نظام كامل من القيم الاجتماعية الذي تقوي العلاقات الاجتماعية وتحث على ترابطها وتماسكها ومد يد العون لمن يحتاج المساعدة في أي من جوانب الحياة وفي أي زمان ومكان ومع من كان دون فوارق، فذلك المنهج فيه من التوازن الرباني الذي لا يوجد له مثيلاً على وجه الأرض. وهو الدستور القيمي العظيم من حيث اشتقاق جميع القيم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية فهو نظام حياة بل الحياة بأكملها من حيث المعايير والمبادئ التي تحث الأفراد على التعامل بها وتحقق لهم التوازن في المجتمع.

  • السنة: وهي ثاني مصادر القيم الأخلاقية في الإسلام وهي تمثل كل ما صدر عن الرسول صل الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير واتصل ببيان للشريعة فهو شرع متبع، وبالتالي يكون فيه قيمة متبعة، وقد أمرنا الله – عز وجل – بإتباع الرسول صل الله عليه وسلم في كثير من الآيات فيقول جل وعلا: (( يا أيها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون))([xvii]).وقد رغب النبي صل الله عليه وسلم في إتباع سنته والعمل بها في أحاديث كثيرة منها قوله صل الله عليه وسلم " من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله عز وجل"([xviii]) .

المبحث الثاني: التنشئة المدرسية ودورها في تنمية القيم المجتمعية

المؤسسة التربوية التعليمية (المدرسة)

المدرسة هي تلك المؤسسة التربوية التي تمثل جوهر العملية التعليمية، ومثال لمجموعة عمل متكامل، تتضافر في إتمامه جهود فريق من العاملين، هي في حقيقتها مثل واضح لتكامل الخبرة التربوية إدارية كانت أم فنية ([i]).

يرى دور كايم أن مهمة التربية والتعليم: هي تنشئة الجيل الجديد تنشئة اجتماعية منهجية منظمة، أي تنمية قيم ومعايير ومهارات عقلية وجسمية في الطفل تتفق وتطلعات المجتمع السياسي، والبيئة الاجتماعية التي يعيش فيها، مما يؤدي إلى تضامن المجتمع وتماسكه وتؤكد الدراسات الأنثروبولوجية على المجتمعات البسيطة ودراسات علم اجتماع التربية على المجتمعات الصناعية الحديثة هذا التوجه في عملية التنشئة الاجتماعية، والتي لا تقتصر على مجرد نقل المهارات والقيم، بل تتداخل أيضاً في عملية توزيع الأدوار واختيار شاغليها، وتدريب الناشئين على أدوار الراشدين([ii]).

المدرسة هي المؤسسة الثانية بعد الأسرة والتي تؤثر في عملية التنشئة الاجتماعية للناشئ، وهي أول مؤسسة اجتماعية رسمية في المجتمع، فهي التي تستثير الناشئ وتكسبه المعرفة والقيم الخلقية، التي تتجاوز حدود الأسرة، وكذلك تربط الناشئ بنظم اجتماعية أوسع، والمدرسة هي المؤسسة الرئيسية التي يوكلها المجتمع لتعليم أبنائه ما توصل إليه المجتمع من معرفة ومهارات وقيم بطريقة منظمة ومتطورة([iii]).

منذ بدأت الحياة تذب على الأرض والإنسان يمارس عمليات تعليمية مع عدم وجود المدارس بمفهومها التقليدي وذلك لاحتياجات أساسية وضرورية لتواصل الفرد وتكيفه مع المجتمع المحيط به، وكان من الطبيعي ن تكون الأسرة هي الشكل الأول لتزويد الفرد بالمعارف والخبرات للبحث عن الطعام وغيره من الأساسيات في العهد القديم من رعي وزراعة وصيد ودفاع عن النفس أي كل ما يتصل بمحيطه البيئي آنذاك. وبعد أن تشكلت وتطورت المجتمعات وبرزت بعض الأنظمة للحفاظ على تلك المجتمعات، فكان لابد من قيام نظام تعليمي لتنظيم العلاقات بين الفرد والمجتمع وبين المجتمع والدولة وبين الأفراد وبعضهم، ولتنمية الأجيال الناشئة، ومن هذا المنطلق يتضح جلياً أهمية النظام التعليمي فكانت المدرسة كمؤسسة تعليمية تربوية أولى.

إذاً فالمدرسة مؤسسة اجتماعية أنشأها المجتمع لتربية الأبناء اجتماعياً وثقافياً وإمدادهم بقدر من الثقافة والمعلومات والمهارات التي تؤهلهم للحياة العلمية ([iv]). فالمدرسة لا تركز على مستقبل الطفل دون اعتبار للحاضر، وإنما هي تركز على حاضر التلميذ من جميع جوانبه، وهي في هذا التركيز على الحاضر انما تعده للمستقبل في الوقت ذاته كما يقول جونديوي([v]).

تعتبر المدرسة امتداد للأسرة فهي " الحاضنة الثانية ذات الأهمية الخاصة في تربية الناشئة تربية إسلامية، ليس فقط من خلال المقررات الدراسية ولكن أيضاً من خلال المناخ الذي توفره للدارسين، المناخ النقي من كل ما يخالف دين الله، ويعمل على ترسيخ السلوك الإسلامي عن طريق القدوة و أداء الفرائض، والالتزام بالسلوك والأخلاق الإسلامية " ([vi]).

حين يبلغ الطفل السادسة من عمره، يرسل إلى مؤسسة اجتماعية أخرى غير الأسرة وهي المدرسة ليربي تربية مقصودة، تعتمد على أسس تربوية وتعليمية. وعليه تأخذ العملية التربوية حيزاً كبيرا من اهتمام الباحثين والمفكرين والتربويين في مختلف المجتمعات في العالم لأهمية دور التربية اليوم حيث أصبح العالم يحتاج إلى ضخ أفكار وعمليات تربوية جديدة ذات منهج مبتكر نستطيع من خلاله إعداد الفرد لتحمل المسؤولية، ومواءمة تغيرات المجتمع بحيث يمتلك القدرة على مواجهة متطلبات الحياة، وتحديات العصر بطريقة منهجية وإبداعية .بعيدة عن الظواهر الخطيرة الذي يحرص المربون على مراقبتها والاهتمام بها اثناء التنشئة المدرسية وأهما الكذب والغش والانحلال والاعتداء وتعاطي المخدرات.

تزداد أهمية المدرسة في تنمية القيم الخلقية حيث أن المدرسة تعمل مع الأسرة جنبا الى جنب وبشكل متوازي لتحقق النتائج المرجوة في تربية الطفل ونشأتها من الأساس لمساعدة الأسرة بعملية التربية؛ فالأسرة لا تستطيع الاشراف الدائم والمستمر طيلة مرحلة الطفولة، والمراهقة، إلى الشباب، في الأساس عملية التربية تحتاج إلى مربيين ومتخصصين لهم خبراتهم الذي يساندون بها الأسرة، وفجو المدرسة يستثير نشاطه في العلم والتعلم، والمربين يقدمون التعامل الجيد والمريح مع الطفل دون تساهل يشجعه على العشوائية في التصرف او قسوة تنفره عن التعليم.

فالتعلم تغير دائم نسبياً في إمكانية السلوك نتيجة للخبرة والممارسة ([vii])

وبصورة عامة فالمدرسة بيئة شديدة الاتساع في استخدام الطرق العلمية والخبرة الموضوعية في العملية التربوية، وتحتل المرتبة الثانية بعد الأسرة معرفياً، تربوياً و رسمياً، وتكمن وظيفتها الأساسية في تنشئة الجيل الصاعد ونقله من كونه طفل متمركز حول ذاته إلى طفل منسجم مع من حوله من الجماعة لتهيئه اجتماعياً أي القدرة على الاندماج وفق مبادئ في الوقت الذي ضعفت فيه الكثير من القيم حول العالم بسبب تفشي التكنولوجيا وغياب التربية الحقيقية الفاعلة، وذلك عبر آليات مدروسة ومنظمة تقرها الوزارة التعليمية ومستمدة من حياة المجتمع. 

فقد أصبحت المدرسة في هذه المرحلة تمثل مجتمعاً له خصائصه، ويضم جماعات الدارسين التي تتعامل مع بعضها البعض لمقابلة احتياجاتها من جهة، ومواجهة مشاكلها الحادة الناجمة عن المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية الحديثة – وخاصة خلال هذا القرن – والتي أصبحت تتطلب بالضرورة تخصصات مدربة على هذه المواجهة كالتخصص الاجتماعي والنفسي والصحي والطبي وغيرها ([viii]).

تقوم المدرسة بوظائف متعددة ومختلفة تؤثر في حياة الناشئة وتتمثل تلك الوظائف في تعليمهم وحل مشاكلهم وفي إكسابهم للقيم الأخلاقية والسلوك الصحيح، ليسهم ذلك في تربيتهم ليحسنوا التعامل مع كافة مجالات الحياة، وتنبثق تلك الوظائف المتعددة من الوظيفة الرئيسية للمدرسة في نظر الإسلام وهي " تحقيق التربية الإسلامية بأسسها الفكرية والعقدية والتشريعية وبأهدافها، وعلى رأسها هدف عبادة الله وتوحيده، والخضوع لأوامره وشريعته وتنمية كل مواهب النشء وقدراته على الفطرة السليمة التي فطر الناس عليها"([ix]).

وهكذا يمكن تحديد مفهوم الوظيفة الاجتماعية للمدرسة الحديثة في العناصر التالية: 

  1. تنشئة الدارسين تنشئة اجتماعية تنمي من قدراتهم الذاتية على مقابلة احتياجاتهم ومواجهة مشكلاتهم.
  2. حفظ التراث الثقافي وتنقيته مع فرز عناصر الثقافة كي تتواءم مع كل من التراث والمعاصرة وبما يتفق مع الاحتياجات المتجددة. 
  3.  تزويد الدارسين بالمعرفة المتجددة والمتطورة وذلك بتبسيط الخبرات وتحليلها إلى أبسط عناصرها لتصبح قابلة للتعلم ([x]) .

فتظهر أهمية المدرسة أنها تمتاز عن بقية المؤسسات الاجتماعية والوسائط التربوية بأنها بيئة تربوية مبسطة للمواد العلمية والثقافية، وأيضاً منقية للثقافة مما قد يتخللها من فساد وانحرافات، وهي بيئة تربوية موسعة تضم جميع أبناء المجتمع، وتوحد ثقافتهم وتستكمل ما بدأ فيه في الأسرة لتتمه وتهذبه وتقوم من الاعوجاج الخلقي عند الناشئ ([xi]) .

إن المدرسة عندما تقوم بنقل الفضائل والقيم الأخلاقية إلى الناشئة فإنها تعمل على تبسيطها وتلخيصها بحيث يستطيع فهمها والتعامل معها وبالتالي العمل على الاستفادة منها ([xii]).

كما أن للمدرسة دور ووظيفة مهمة بما تحتوي من عناصر المجتمع المدرسي حيث تجمع عدد كبير من الاقران فيساعدهم على اكتمال نموهم العقلي والبدني مع بعضهم البعض ويتأثرون بمعايير وقيم اجتماعية في أطار الجو المدرسي. إلى جانب المكان والمساحات والكتب والألعاب والمعلمين الذين يعدون الركيزة المهمة في العملية التربوية، ودور مهم في تنمية القيم وتطبيقها وإكساب النشء للمهارات والاتجاهات التربوية والتعليمية ذات المعايير الخلقية، حيث تثري الفرد المتعلم بخبرات ومعارف وثقافات وتجارب الأمم الأخرى وخلاصة القول أن القيم التربوية مسؤولية الجميع وذلك بما يتناسب مع كل مراحل التنشئة الاجتماعية اذ لكل مرحلة خصائصها التي يتشرب منها الأفراد قيمهم الاجتماعية ويوهونها نحو ما هو صائب وحقيقي وملائم؛ إذ أن لكل مرحلة خصائصها. ومما يجعلها تتميز عن سائر مؤسسات التربية أنها تقدم للناشئة القيم الاجتماعية الخلقية بصورة مبسطة من السهل للصعب، ومن المبهم للمعلوم، ومن الإحساس إلى التجريد. فهي تشكل لنا جيل يفتخر ويعتز بقيمه الاخلاقية الاجتماعية ويعتمدها في معاملاته الحياتية. 

يعد المعلم المحور الأساسي في النظام التربوي، حيث يقع على عاتقه العبء الأكبر في تحقيق الأهداف التربوية، فهو حلقة الوصل بين النظام التربوي والطلبة، ولا يمكن الاستغناء عن دوره مهما اكتشفت من نظريات وطرق ووسائل تعليمية. على أن هذا الدور لابد له من أن يتطور بما يواكب متطلبات العصر، وبالتالي بناء أجيال تستطيع أن تتماشى مع ركب الحضارات، لأن دوره يختلف من وقت إلى آخر بسبب تغير ظروف الحياة " فهو في الوقت الحالي معلم ومربي في آن واحد، فعلى عاتقه تقع مسؤولية الطلاب في التعلم والتعليم والمساهمة الموجهة والفاعلية في تنشئتهم التنشئة السليمة من خلال الرعاية الواعية والشاملة للنمو المتكامل روحياً وعقلياً وجسمياً ومهارات ووجدانياً إضافة إلى دور المعلم في مجال التفاعل مع البيئة وخدمة المجتمع والمساهمة في تقدمه ورقيه([xiii]).

وبصورة عامة يقع على المدرسة عبء تكوين التفكير الصحيح لدى التلاميذ، وتنمية ذكائهم وسلوكهم بحيث يستطيع الفرد أن يكون مبدعاً خلاقاً، ولا شك أن هذه الوظيفة من إحدى الوسائل التي تواجه بها المجتمعات التغيرات في جميع المجالات بحيث تسهم المدرسة في توجيه عمليات التغيير، على اعتبار المدرسة المكان الذي تنطلق منه الطاقات للأفراد الدين يسهمون في توجيه حركة الحياة داخل المجتمع، وتعلم الأفراد طريقة التفكير العملية يساعدهم على أن تكون أحكامهم دقيقة مستندة إلى دليل بعيدة عن الهوى والظن([xiv]).إذ ن عملية تحليلات نظم التعليم في العالم تشهد على ثرائها المتنوع ويجب أن يكون هنا الثراء تتنوعاً، كما يجب أن يقدر وذلك لأن نظام التعليم هو تعبير طبيعي عن ثقافة الأمة وشكلها الوحيد([xv]).

  وان أهم الاستراتيجيات لتعليم القيم استراتيجية القدوة: إنها استراتيجية مؤثرة بالنسبة للأطفال، فالأطفال يتعلمون عن طريق الملاحظة والمحاكاة والتقليد وترتبط القدوة بالخبرة المباشرة من خلال الاقتداء بالمعلم والأتراب وغيرها من النماذج البشرية الحية، أو بالخبرة غير المباشرة عن طريق الأفلام والقصص والأدب والسير التي تعرض أو تسرد عليهم. ويشترك كل من البيت والمدرسة في تهيئة الخبرات المناسبة لتعليم الطفل القيم الصالحة من خلال استراتيجية المعايشة والخبرة المباشرة([xvi]).

إن المدرسة، وان تكن هي النظام المختص بشؤون التربية، إلا أنها ليست الوحيدة التي تهتم بها أو ببعض نواحيها. فهناك نظم أخرى كالعائلة، والمنظمات العلمية والمهنية، والجمعيات الدينية والأدبية، والهيئات الرياضية والكشفية، والصحافة والإذاعة، والسينما، وغيرها تهتم بأمر التربية إلى حد محدود، مشاركة المدرسة في مهمتها الخطيرة([xvii]).

للمدرسة دوراً في تربية النشء ينطل من أهمية كونه لا يقل عن دور الأسرة، فالطالب في مرحلة البلوغ مكلف بما يقوم به من أفعال فعلى الجميع في المدرسة أن يكثفوا جهودهم نحو استثمار جميع والطرق والوسائل لترجمة ما يدرسونه الى ممارسات سلوكية ايجابية فكل من الأسرة والمدرسة يعتمدون على بعضهم البعض وبطريقة مترابطة ومتواصلة نسبياً ومتفاعلة مع بعضها، إلا أن هناك اختلاف في الشكل أو الوظيفة بينهما بحكم اتساع حجم بيئة المدرسة والعاملين فيها إلا أن الهدف المنشود والمشترك هو إعداد النشء المتسلح بالقيم والمعارف والخبرات لتنظم سلوكياتهم والتي لا غنى عنها لأي عضو في المجتمع لتحدد أدوارهم المستقبلية. كلاهما مؤسسات تربوية احدهما منزلية تمارس تربيتها بشكل مقصود وغير مقصود أي بشكل تلقائي هدفها الأول هو إشباع حاجات الطفل الطبيعية، والأخرى رسمية وذات أهداف تربوية منطقية، تلتقيان في نهر واحد لتغترفا من منابع الحياة والحضارة الإنسانية العلم والمعرفة وكل ما يحتاجه النشء معنويا وماديا وإمداده بالقدرات والمهارات الاجتماعية والتربية العقلية اللازمة لخلق جيل على مستوى عال من الاستيعاب والفكر.

المبحث الثالث: التنشئة المدرسية في العاصمة عدن

تعتبر مؤسسات التنشئة الاجتماعية من أهم الأبحاث التي درست  وتم نشرها مـن قبـل كثيـر مـن الباحثين و قد اهتمت الدراسات السابقة بد ور مؤسسات التنشئة الاجتماعية في التعاطي مع كثير مـن القضايا الإنسانية وقد تميزت الدراسة الحالية بأنها من الدراسات التي تناولت " دور مؤسسات التنشئة الاجتماعيـة في تعزيز تنمية القيم المجتمعية في محافظة عدن. وقد هدفت هذه الدراسة إلى معرفة أكثر عن مؤسسات التنشئة الاجتماعية (الأسرة، المدرسـة، دور المسجد، جماعـة الأقران (الرفقة)، وسائل الإعلام تأثيرا في تنشئة الطفل وترسيخ القيم المجتمعية أو تعديلها أو إلغائها. حيث تعد الأسرة في المجتمع العدني نواة التنظيم الاجتماعي القيمي، فهي المورث الأول للقيم والمبادئ لأفرادها إلى جانب أنها الوسيط الأول بين النشء وبقية المؤسسات الذي سيكون عضوا فيها لتنمية قدراته في مهام بناء مجتمعه وإصلاح شأن وطنه وأرضه. 

وكما أشرنا سابقاً سنتناول في هذا الفصل المسجد كمؤسسة لها دور كبير في نفس المرحلة والذي لا يقل أهمية عن دور الأسرة، فقد ضاعف المسجد دوره في توجيه القيم الاجتماعية في مرحلة ضعفت فيها الكثير من القيم فكان لبد من تعزيز دور المسجد في إحياء الوازع الديني في روع وعقول الناشئة. كذلك المدرسة وما قدمته أو أخفقت في تقديمه. 

لقد أوصى مؤتمر الشباب والمستقبل الذي أقيم في ا لولايات المتحدة الأمريكية، بضرورة التأكيد على القيم الإنسانية في مواجهة الجريمة والاغتراب لدى الشباب، وإحياء دور الجامعات في إكساب القيم وتنميتها جنباً إلى جنب مع أولياء الأمور، والمؤسسات التربوية الأخرى([i]).

المدرسة:

يعد التعليم من أهم المؤشرات الاجتماعية التي تعمل على تغيير بنية المجتمعات القائمة، بصورة مباشرة وغير مباشرة من خلال إفراز طبقات وفئات جديدة داخل المجتمع، وتحديد مساره وفقا لمعيار التعليم، والتدريب المهني والفني، ونوعية الأعمال التي يقوم بها الأفراد([ii]).

معروف إن هناك علاقة وثيقة بين الخصائص والعوامل السكانية ومستويات التعليم.. فالخصائص المتعلقة بالتزايد السكاني المتسارع وغير المتوازن مع الموارد الاقتصادية من شأنها أن تؤثر سلبا على التنمية وعلى نوعية الخدمات التعليمية المقدمة كما إن الوضع السكاني السيئ للسكان من شأنه أيضا أن يؤثر على نوعية الخدمات المقدمة لهم بما فيها خدمات التعليم الذي يعد من العوامل الأساسية لبناء الشخصية الفرد ومؤشر هام من مؤشرات التطور والوسيلة الرئيسية التي تساعد على المشاركة الايجابية في الحياة وفي التنمية وتمده بالمعارف وتحسن من مستواه، ذلك أن أهمية التعليم المدرسي له دور حيوي في الحياة فهو الوجود الجوهري لتواجده وتربيته وتغيير سلوكه من حيث اكتساب الخبرة الذي تمكنه من التفكير السليم والفعل القويم ليجعل من الفرد شخصية متزنة متوافقة اجتماعياً بعيدا عن الجوانب الحياتية المعقدة لأن الفرد يشكل واجهة حقيقية للمجتمع فلا يمكن للمجتمع ان يتطور دون الفرد، أو الفرد دون المجتمع لاسيما ان تطور التعليم المدرسي يزيد من اكساب الناشئة الكثير من الافكار وتزويدهم بالمعارف.

ومع ذلك ورغم الجهود التي تبدل للارتقاء بمستويات التعليم بالمحافظة بدءا من محو الأمية مرورا بالتعليم الأساسي والثانوي وانتهاء بأعلى مستويات التعليم. إلا أن مؤشرات التعليم في المحافظة غير مرضية وتعتبر عالية قياسا بالمؤشرات العالمية ([iii]).

إن دور المدرسة في المرحلة الثانوية يشكل فارقاً بالنسبة للسلوكيات القيمية للناشئة بطريقة علمية وعملية ولو بصورة بسيطة، من حيث أنها تسبق ارتياده للمرحلة الجامعية، أو اتجاهه للمعاهد، أو لبعض الأعمال الحرفية الذي تساهم في تحسين وضعه المعيشي. ولأن هناك بعض الدول الذي لا تسمح بسياساتها أن تكون دراسة المرحلة الجامعية مجانية أي اختلاف النظم التربوية التعليمية من بلد لأخر، فيكون دور المدرسة الثانوية جوهري فيقع على عاتقها مسؤولية إعداد النشء بطريقة قيمية سلوكية يستطيع بها إلى حد ما الانطلاقة نحو حياة عملية. فدور المدرسة الابتدائية رسم حدود معينة للطفل، مثل القراءة والكتابة وغيرها من مصطلحات القيم الاجتماعية بما يتناسب مع مرحلتهم العمرية، على عكس دور المدرسة الثانوية الذي تعد انعكاس واضح للطبيعة الاجتماعية وكذلك دليل على تطور المجتمع. فالمدرسة برسالتها التربوية التعليمية تعد نظام يؤثر ويتأثر، ذات جذور عميقة في المجتمع، وهو أسلوب حياة لجميع المجتمعات، فهي تقوم بعملية تنموية قيمية تربوية حضارية لها عظيم الأثر. وكما هو معروف فأن نظام التعليم في العالم يكون في الواقع صورة عن أوضاع البلد اقتصادياً، ثقافياً واجتماعياً.

المدرسة مجتمع وجهاز منظم به قيادة وجماهير ومسؤوليات وله أهداف بعيدة وفريدة ومن حق هذا الجهاز أن يعمل وينطلق بكل طاقاته وأن تكون لدية شخصيته الواجبة الاحترام والتقدير فإذا نظرنا إلى المدرسة بوصفها الحالي عندما وجدناها بقيادتها جهاز استقبال ينفد الأوامر والتعليمات التي تصدر إليها من جهات متعددة، فكيان المدرسة على هذا النحو مشدود إلى كيان الغير ولا يتحرك إلا بإرادته، ومن خلال قيود كثيرة تضمنتها اللوائح والقوانين والتعليمات والنشرات مما يجعلها جهاز داخلاً ضمن الاحتواء وليس جهاز ذا مبادرات وانطلاق. ومعروف أن الخلق والإبداع لا يبرزان إلا في ظل الحرية والاستقلال الأمر الذي لا يتأتى إلا إذا كانت خطوط الاتصال بينها وبين الأجهزة الإشراقية قليلة ومختصرة وفي أضيق الحدود وأدواتها واضحة بينة، وهذا يمكن أن يتحقق بدعم شخصية المدرسة ممثلة بقيادتها ومجلس إدارتها ومختلف الأجهزة والتنظيمات بها، ومنحها من السلطات ما يتكافأ مع مسؤولياتها الخطيرة وتوفير الظروف لها لتنطلق من كل قيد يعوق حركتها وانطلاقتها، وبذا تطور الإدارة المدرسية من مجرد عملية روتينية تهدف لتسير شئون الدراسة وفق قواعد وتعليمات معينة إلى عملية ديناميكية يتم بمقتضاها تعبئة الجهود البشرية والمادية في الدراسة وتوجيهها من أجل تحقيق الأهداف التربوية والاجتماعية لتكون المدرسة فعلا كما يقال عنها مركز إشعاع كبيئة مسئولة عن تربية النشء وكعنصر هام من عناصر تنمية المجتمع القريب والبعيد ([iv]).

ويتضح كذلك يمنياً على صعيد المدرسة الواحدة. حيث أن الهيكل التنظيمي للإدارة المدرسية يقوم على البناء الهرمي وذلك بمعظم المؤسسات التربوية في الجمهورية اليمنية التي تتسم بالبيروقراطية وصدور القرارات من أعلى إلى أسفل وهذا سيتبعه بالضرورة انفراد مدير المدرسة بسلطة اتخاذ القرارات داخل المدرسة، الأمر الذي يؤدي إلى انعدام فرصة المشاركة من جانب الأفراد في المستويات الأدنى في اتخاذ القرارات التي ربما يكون لها تأثير مهم في مستقبل المدرسة([v]).

يشكل المعلمون العمود الفقري في عملية التدريس والتعلم فمن دون التركيز الملائم على المدرسين لا يمكن أن يتحقق الوصول إلى التعلم النوعي والمنصف للجميع. ويتوقف نجاح العملية التعليمية وتحقيق أهدافها على اختيار المعلم النوعي والمتميز ومدى امتلاكه الكفاءات التي تؤهله في إدارة الموقف التعليمي في ظل التطور الكبير الحاصل في ثورة المعلومات والتقدم التكنولوجي المستمر([vi]). حيث أن الحديث عن الجانب النوعي في التعليم لا يكتمل دون ذكر العنصر الرئيسي والمهم في العملية التربوية والتعليمية وهو المعلم، فهناك تزايد في أعداد المعلمين ولكن هناك تفاوت في مستوياتهم وكفاءتهم، وأنهم بحاجة إلى مزيد من التأهيل لرفع كفاءتهم التخصصية والتربوية، كما أن مهنة التدريس لا زالت بحاجة إلى اهتمام المجتمع بها وجعلها مهنة جذب لأفضل العناصر للالتحاق بمهنة التعليم، وتعاني المدارس من نقص في مدرسي بعض المواد كالمواد العلمية بينما هناك فائض في بعض المواد([vii]).

ومن عوامل التعليم الفعال أن يمتاز المعلم بالكفاءة المهنية والأكاديمية بالإضافة إلى توفر قدرات عقلية لديه مثل الذكاء وقيم شخصية أخرى مثل القيم والميول والاتجاهات نحو تخصصه بشكل خاص ونحو مهنة التعليم عموماً. وأن تتوفر بيئة مدرسية مناسبة وصالحة من حيث توفر الأنظمة والتعليمات الإدارية المرنة والأبنية والمرافق الملائمة، بالإضافة إلى توفر الوسائل والأدوات والإمكانيات ومصادر التعلم التي تشجع على الحصول على المعارف والمعلومات([viii]).

ويعتبر المعلم من العوامل الأساسية لنجاح أي برنامج تربوي، أو تطويره، لذلك فتقويم الهيئة التعليمية ومؤهلاتها والتخصصات التي تمتلكها، وتحديد ما إذا كانت تلك الهيئة مستوفية الشروط التي تطلبها المرحلة الجديدة والبرنامج الجديد المستقبلي، من القضايا التي حظيت باهتمام بالغ من التربويين المتخصصين في تنظيم وتخطيط برامج إعداد المعلم، والدور الذي يفترض أن يضطلع به في مجتمعه الصغير، وفي مجتمعه الكبير الذي تتعاظم فيه مقادير المعرفة وتتسع وتتشعب وتتداخل الاختصاصات، وينتقل العالم كنتيجة لذلك إلى آفاق لم تحققها، بل ولم تحلم الإنسانية عبر مراحل تطورها السابقة بالتفكير فيها، ناهيك عن تحقيقها([ix]).

ولقد اهتم الباحثون بعدد من الجوانب والمتغيرات ذات العلاقة بالمدرسة، ومدى كفايتها في أداء مهمتها كمؤسسة تنشئة اجتماعية ومنها الانضباط المدرسي، حجم المدرسة، حجم الصف، ميول الأطفال، الثواب والعقاب، والسمات الشخصية للمعلم وكانت من أهم السمات التي أشار إليها الباحثون، الحماس والقدرة على التخطيط، التوافق، الوعي بالفروق الفردية، والاتزان([x]). ولا تستطيع المدرسة أن تحقق أهدافها، أو أن تقوم برسالتها على أحسن وجه إلا إذا راعت عدم الوقوع في بعض المنزلقات التي تحول دون نجاحها ومنها الانعزالية ويقصد بذلك أن تقييم المدرسة الحواجز الحصينة بينها وبين الحياة الاجتماعية، بدلا من أن تجعل تربيتها على اتصال دائم بها وتفاعل معها. وقد كانت هذه حال المدرسة القديمة. فهي تعتزل البيئة الاجتماعية ومتطلباتها وحاجتها، وتركز على حشو الأدمغة بالألفاظ الجوفاء. أما المدرسة الحديثة فهي تتقي شر الانعزالية بالتركيز على خدمة المجتمع والانفتاح على البيئة مستوحية مناهجها من واقع الحياة([xi]).

نجد أن هدف المدرسة التربوي التعليمي من الناحية الاجتماعية هو إكساب النشء القدرة على نمو شخصيته ووعيه بمختلف المجالات ليتفاعل مع بيئته بطريقة علمية ومنطقية لاتخاذ الطرق السليمة لحل المواقف الاجتماعية الذي تعترضه خلال الحياة اليومية والمستقبلية فيستفيد ويفيد المجتمع من حوله ويحقق السلام الداخلي والمجتمعي. وهناك مواد في الدستور اليمني تحفظ للناشئة حقها في جودة التعليم.

ومن المواد التي يجب أن توفرها الدولة في الجانب التعليمي للناشئة مادة (81) تكفل الدولة مجانية التعليم وفقا للقوانين النافدة. ومادة(82) يجب أن تهدف المناهج التعليمية إلى تكوين الطفل تكوينا علميا وثقافيا وتنمية شخصيته ومهاراته وتعريفه بأمور دينه وتربيته على الاعتزاز بذاته وكرامته واحترامه للآخرين وكرامتهم والتشبع بقيم الخير والحق والإنسانية، بما يضمن إعداده متكاملا يجعل منه إنسانا مؤهلا مؤمنا بربه ووطنه قادرا على الإسهام بكفاءة في مجلات الإنتاج والخدمات أو مهنيا لاستكمال التعليم العالي على أساس تكافؤ الفرص بين الجنسين([xii]).

إن العملية التربوية التعليمية في محافظة عدن كانت دائماً ما تتميز في جميع مراحلها الدراسية مند الصفوف الأولى وحتى المراحل الثانوية العامة بوجود برامج ومناهج تربوية تعليمية تطبيقية إلى جانب المنهج النظري وكل ذلك يعد بمثابة نموذج تربوي تعليمي لغرس القيم في نفوس الطلاب باعتبار تلك القيم هي الأمر-الناهي لتوجيه سلوك التلاميذ. وتكوين شخصياتهم بما يتوافق وظروف المجتمع المحيط بهم، إلى جانب وجود المدارس ذات المبنى الجاهز من المختبرات المجهزة للتجارب الذي يقوم بها التلاميذ لا ثبات النتائج العلمية لبعض المواد، والمساحة الواسعة المشجرة والفصول الدراسية النظيفة والمؤهلة لممارسة العملية التربوية ابتداءً من المعلم المربي القدوة باعتبار ما يحمل على عاتقه من مهنة شريفة تتطلب منه تحمل المسئولية بشرف وأمانة عالية والذي يعد بمثابة البحر في عطائه الذي لا ينفذ بما يقدمه من وسائل تربوية تعليمية تعزز عملية غرس القيم الاجتماعية الأصيلة، معلم نموذج حي ومحبوب من قبل التلاميذ، معلم هو بنفسه أصيل وعفيف ومتابع ومقيم لسلوك طلابه وبشكل يومي وأسبوعي وشهري بالتواصل مع الأسرة . إلا أن التوسع الكبير في أعداد الملتحقين في الثانوية العامة لارتباط الأغلبية منهم للالتحاق بالسلك الجامعي للدراسة الأكاديمية وبعدهم عن الجانب المهني جعل هناك عبئ شديد على المدرسة والمعلم. 

بالرغم مما شهده التعليم الثانوي من توسع في أعداد الطلاب الملتحقين فيه إلا أن هذه الزيادة كانت لصالح التعليم الثانوي العام على حساب أنواع التعليم الثانوي الأخرى وبالذات التعليم الفني والمهني، مما يعني أن التعليم الثانوي بجملته لا زال مرتبطا بالتعليم الجامعي أكثر من ارتباطه بمطالب التنمية وما زالت النزعة الأكاديمية هي الغالبة عليه، لذلك لابد من العمل على تنويع التعليم الثانوي خلال الفترة القادمة والأخذ بالاتجاهات الحديثة في تطوير المدرسة الثانوية القائمة على أساس المدرسة الثانوية الشاملة وتطعيم المناهج في هذه المرحلة بدراسات عملية وبالدراسات التطبيقية التكنولوجية، أو ما يسمى بالتربية المهنية وبذلك يتم الجمع بين التعليم العام والعمل، إن ذلك يتطلب منا العمل على مراجعة محتوى مناهج المرحلة الثانوية وتطويرها وإيجاد توازن بين الجانب النظري والعملي فيها، إلى جانب العناية بتأهيل وإعداد المعلمين وتوفير متطلبات المدارس من المعامل والمواد والوسائل التعليمية و وتطوير أساليب التقويم والامتحانات والاهتمام بتوفير الكتاب المدرسي وتطويره شكا مضمونا([xiii]) . 

لقد فقدت مهنة التعليم في الوقت الحاضر قدسيتها واحترامها بسبب النظرة الاجتماعية الحالية للمعلم والتي أصبحت دون المستوى عما كانت عليه في السابق وبخاصة لتدني مستوى الدخل فيها وبهذا تدنى مركز المعلم الاجتماعي ومركزه الاقتصادي وبالتالي فقد ما كان يتمتع به في السابق من وضع اجتماعي معين ([xiv]).

ورغم كل ذلك فان المعلم لابد أن يكون قدوة لأنه ركيزة أساسية في العملية التربوية التعليمية ويبدو ذلك واضحا في قول الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه" من نصب نفسه للناس إماماً فليبدأ بنفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم "، الا ان ظروف الثورة والحرب افقدت الانسان كل ما يحتاجه من التقدير الاجتماعي لنفسه أو من الاخرين أي حاجته الى الاحترام والامن النفسي بما فيهم المعلم. فكل تلك الظروف.

ولذلك فالأمن يعني التحرر من الخوف أياً كان مصدر هذا الخوف ويشعر الانسان بالأمن حتى كان مطمئناً على صحته وعمله ومستقبله وأولاده وحقوقه ومركزه الاجتماعي، فاذا حدث ما يهدد هذه الامور أو توقع الفرد هذا التحديد فقد شعوره بالأمن([xv]).

ان الهدف الرئيس للمؤسسة التعليمية التربوية (المدرسة) هو إكساب التلاميذ المعرفة والثقافة العامة أي اصلاح شامل للتربية من خلال ما تقدمه من مناهج أي المقررات الدراسية الذي من المفروض أن تكون حسب احتياج وقدرات ومستوى المرحلة العمرية للطلبة ومناسبة لقدراتهم العقلية والجسمية لجعل العملية التعليمة أكثر فعالية، فهي تعد النشء إعداداً كاملاً وشاملاً لمستقبل الامة، إذ هي تشكل عملية تنمية قيمة لإعداد الطالب من جميع النواحي سواء المعرفية أو الروحية والشخصية والاجتماعية. فكثير من البلدان قامت بتغيير مناهجها لمواكبة تحديات العصر ولم تكتفي بمناهج عقيمة تهتم بالجوانب المعرفية فقط مهمل للجوانب الجسمية والوجدانية ويعتمد على الحشو المعرفي كما يحدث في مدارسنا، وهذا يعتبر منهج تقليدي قديم وضئيل لا يواكب روح العصر وشحيح جدا في تحقيق الأهداف التربوية التعليمية، أو أن اهتمام الدراسة غالباً ما يتركز على الجانب العقلي من خلال تركيز المؤسسة التربوية على وفرة بعض المعلمين وتجاهل بعض معلمي المواد الأخرى فمثلاً نلاحظ تركيزهم على استيعاب معلم الرياضيات أو اللغة العربية على غيره من المعلمين، معللين ذلك بأن المادة مهمة وتنمي الجوانب العلمية في عقول التلاميذ، متجاهلين معلمين البدنية والرسم والأشغال اليدوية والذي تنمي الجسم السليم فتبعد عن الطالب الممل والكلل من الحصص المعتمدة على الحشو، فالعقل السليم لا يوجد إلا بالجسم السليم، حتى أن حصص البدنية وممارسة الألعاب الرياضية لا تتجاوز الحصة الواحدة في الأسبوع وعند قرب الامتحانات كانت هذه الحصص تلغى تماماً . فأي تنمية شاملة لهذا المنهج التقليدي الذي يعاني من نقص وإهمال شديد في الجانب القيمي بتوجيه سلوك الناشئة من الطلبة في مرحلة عمرية دراسية حرجة وهي مرحلة الثانوية العامة.

ان قصور المناهج القائمة في التعليم العام وعدم ملاءمتها لمطالب التغيير واحتياجات التنمية، فمناهج التعليم الأساسي لا يراعي فيها خصائص الواقع وحاجات المتعلمين وهي غالبا ما تهدف إلى إعداد التلاميذ للتعليم الثانوي مما يفقد التربية جدواها بالنسبة لهؤلاء الذين يتجهون إلى العمل في البيئة بعد هذه المرحلة مباشرة، إذ هي لا تتنوع لمطالب الواقع ولا تحتوي على أي جانب له علاقة بتنمية المهارات المهنية الأساسية، ونفس الشيء يقال أيضاً عن مناهج التعليم الثانوي العام الذي نجد فيها الغلبة للجانب النظري الأكاديمي على الجانب العملي التطبيقي، وهي موجهه إلى تحقيق التحصيل الدراسي بمفهومه الضيق([xvi]).

أضف إلى ذلك افتقار الإدارة المدرسية وخاصة في المرحلة الثانوية في الكثير من الأحيان إلى القدرة على تحقيق أهدافها في تربية أبناء المجتمع وتعليمهم، بل قد تعوق هذه الإدارة ذاتها العاملين في المدرسة عن القيام بأدوارهم في أداء وظائفهم بالصورة التي تهدف إليها فلسفة المجتمع اليمني في تربية أبنائه([xvii]) . إذاً هي الرجعية وتعني الرجعية التمشي مع المبدأ القائل ببقاء القديم على قدمه. والابتعاد عن كل ما هو جديد. وإذا أصيبت المدرسة بهذا الداء فأنها تتحجر وتتخلف عن ركب المدرسة الحديثة، ويكون مثلها كمثل الماء الراكد الذي لا يتجدد، إذ سرعان ما تفوح منها الروائح الكريهة. ولعل من أقوى عوامل الرجعية في المدرسة هم المعلمين والمديرين الذين لم ينعموا بثقافة مسلكية متجددة توسع آفاقهم([xviii]).

وبصورة عامة فهي مناهج تربوية تعليمية فقيرة لمتطلبات الحياة العصرية ومواكبة تطورات العالم الحديث مع انعدام التوجيه للمدارس الثانوية المهنية والفنية والإرشاد بمدى أهميتها، فكل هذا لن يساعد بدوره على تهيئة الظروف لإيصال المادة للطالب بعيدا عن الحشو المعرفي الذي يعتمده كثيرا من المعلمين في اليمن عامة والذي لا يواكب التطور السريع في العالم في ميدان التعلم والتعليم. علاوة على ذلك فنجد التوسع في الإقبال وبأعداد كبيرة للمرحلة الثانوية، في الوقت الذي لا يجد النشء التعريف بالجانب المهني والذي أصبح مهملاً، فتشهد المدارس الثانوية اكتظاظ بأرقام كبيرة من التلاميذ فحجم المدرسة أو الفصل لا يتسع لهذه الزيادة وبالتالي تخلق مشكلات جمة في العملية التربوية التعليمية لأنها ركزت على الجانب الكمي في العملية التربوية التعليمة الذي من شأنه أن يحقق التعليم الثانوي لأعداد كبيرة من الشعب ولكنها لم تهتم بالجانب النوعي وبسبب إهمالها لن يتوفر النمو القيمي للعملية التربوية التعليمة ذات الجودة العالية. ولهذا وصل الحال بالتلاميذ أنفسهم للتسرب وقضاء الساعات الطويلة بالشوارع بعيد عن المدرسة حتى أن بوابة المدرسة مفتوحة وجاهزة لخروج الطلبة دون حسيب أو رقيب أو أن هناك بعض المدارس تقفل بأقفال كبيرة وكأنها بوابة سجون خشية خروج الطلبة، غير أن هذا فشل ذريع من قبل المدرسة. فهي أهم المؤسسات التربوية عناية بالقيم الاجتماعية فمناهجها الدراسية تقوم بالاهتمام بالناشئة من خلال ما تتوفر بداخلها من دروس وانشطة متعددة يتم من خلالها توصيل القيم فيكون التأثير أقوى، فكلما كانت الأساليب ناجحة وطرق التدريس ذات أسس سليمة ومستحدثة ومن قبل مربون ناجحون ومعلمون ذات كفاءة يعلمون كيف يزرعون القيم في نفوس الناشئة، فتفاهم المعلم مع طلابه من خلال اشاعة الالفة والتعاون بينهم يساعد على تثبيت القيم عند التلاميذ في المدرسة. 

نرى أن المؤسسة التربوية التعليمية في عدن قامت بمجهود عال في المنهج للصفوف الأساسية وثم اكتشاف جانب من الحشو في التربية الإسلامية من الصف التاسع، إلى جانب أن الوزارة عملت على إقامة مشروع تحسين وتطوير التعليم 2004 ومن المفترض أن يعملوا على نفس المشروع للمرحلة الثانوية ولم يتم العمل به لوقتنا الحاضر. 

وللأسف ادارة التربية والتعليم في محافظة عدن ترفض أن تتعاون مع الباحث بالتحدث أو ادلاء أي معلومات أو تقديم أي من المراجع بما يخص أي مشروع لتطوير العملية التعليمية. ماعدا قسم التعليم العام الذي قدم كل التسهيلات بما يخص الدراسة.

تعاني مدارس عدن من عدم توفر ابسط الإمكانيات المناسبة لتحقيق الهدف التربوي القيمي فنجد الكثير من المدارس تعاني من تدهور واضح في مستوى النظافة فيها أو أنها في مبنى غير مؤهل للعملية التربوية التعليمية، علاوة على أن إدارة قيادة المدرسة غير مؤهلة إدارياً ومهنياً وجل اهتمامها هو مسؤوليات ومهام تحدد في إطار تنفيذي معين وبعيدا عن أمور أكثر أهمية وهي حث المدرسين على زرع الجانب القيمي وتنميته لدى الأبناء. حتى أن بعض المدارس الثانوية شحيحة في عدد معلميها القدوة أم أنه صار نمط تقليدي قديم ؟، وأكبر دليل على ذلك انتشار ظاهرة الغش والتسريب وتعاطي الشمة وتدخين السجائر وكل هذه الآفات تتواجد في مدارس عدن الثانوية. أين القيادات الإدارية الفنية والمهنية والمعلم القدوة لغرس القيم المجتمعية الحميدة؟. وكيف سنربي نشء يتحلى بالقيم المجتمعية المرغوبة لتحقيق نظام حياة متوازن لهؤلاء الناشئة الصغار؟ وكيف سنصنع المواطن الكفؤ المحب لأرضه وشعبه والمتعايش مع مجتمعه بأمن وسلام ؟.

ليس على المدرسة أن تقوم بالجانب الإداري من حيث تحضير المدرسين وتوزيع جدول الحصص فهذا أمر وارد ولكن من المهام الجليلة للمدرسة توفير المناخ المناسب لتنمية القيم الاجتماعية حتى تستطيع المدرسة من القضاء على ظواهر مقيتة بداخل مبناها الذي من المفروض أن يكون مبنى مقدس ويحترمه الجميع من طلبة ومعلمين وإدارة. وهنا يتحقق الهدف التربوي التعليمي السليم. وليس على المدرسة أن تهتم كذلك بالجوانب الإدارية الهامشية ولا يهتمون بدراسة ما هو أعمق لتحسين العملية التربوية التعليمة ومناهجها وكل اهتمامهم انجاز المنهج دون توصيله للطالب في أقل فترة من الوقت في الفصل الدراسي الواحد لأنهم مطالبين بذلك من إدارة المدرسة، وإدارة المدرسة مطالبة بتنفيذ الانجاز من قبل إدارة التربية في المديرية، وإدارة التربية في المحافظة من قبل الوزارة وهكذا، متجاهلين للمهنة السامية لهذه المؤسسة العريقة فدورها يحقق المصلحة القيمة للمجتمع. وعلى حسب تقديرهم أن هذه هي مهام المدرسة وإدارتها متناسيين ما هو أهم في جوانب تحسين طرق التدريس وتوجيه سلوكيات الناشئة وتشجيع التلاميذ على الابتكار في كل الجوانب الفنية والمعرفية والعلمية والرياضية، وتحفيز المعلم كذلك على الإضافة والتحسين للمناهج بما يؤثر في واقعهم المعاش خاصة وأننا نمر بمراحل ثورة وحروب وانفتاح كبير وواسع على العالم من خلال التقنيات الحديثة، ومازالت مدارسنا تقوم في تجهيز الحصص والأعمال الكتابية وحفظ السجلات وحشو المعلومات حتى أنها تخلو من المرشد أو الأخصائي الاجتماعي وهو المسئول الأول وحلقة الوصل بين المدرسة والطالب وأسرة الطالب في حالة حصول بعض التغيرات الذي تطرأ على سلوكيات الطالب وقد تؤثر على وضعه النفسي والدراسي.

وقد أشار ماركس ميكس (Meeks,1968) إلى أهمية الخدمات الإرشادية في المدرسة بقوله " إذا كان هدف الإرشاد هو تسهيل النمو، فإن عملية الإرشاد يجب أن تكون جزء من عملية التعليم من مرحلة رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية"([xix]).

ولكي تحقق المدرسة التعلم الفعال لابد لها من ضمان تفاعل القوى الخارجية ممثلا ذلك في قوى المجتمع المحلي مثل الأسرة والمؤسسات الاجتماعية الأخرى، حيث تزداد فعالية التعلم بمدى تعاون هذه القوى مع المدرسة من حيث المساهمة في تحسين عملية التعلم والتعليم وحل المشكلات التي تواجه المتعلمين والمدرسة على حد سواء([xx]).

هناك عدم توفر نظام مستقر في المؤسسات التعليمية في اليمن لغياب اللوائح والأنظمة المدرسية وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب إلى جانب ذلك من يتولى إدارة المدارس هم على النحو التالي (مؤهل جامعي فأعلى 19,7%، مؤهل أدنى من الجامعي 80,3% ) وهذا يوضح أن القائمين على الإدارة المدرسية لم يعدوا الإعداد الكافي و أكثرهم لم يتمرسوا في العمل الإداري وقتا كافيا لاكتساب الخبرة الفنية والإدارية وبعضهم لم تتوفر فيهم الشخصية القيادية المتزنة والحازمة القادرة على قيادة العمل التربوي قيادة واعية والخبرة الكافية تمكنهم من العمل في هذا المجال، وتؤكد بعض الدراسات إلى أن العديد من المديرين يفتقرون إلى المهارات والكفاءات اللازمة لقيادة العمل المدرسي قيادة فاعلة لتؤثر في الحياة المدرسية بصورة ايجابية إلى جانب ضعف الإعداد الإداري فكان قيام المديرين بوظائف التخطيط والتنظيم والرقابة والتنسيق واتخاذ القرارات في حدودها الدنيا لا تتناسب ومتطلبات العمل التربوي في المدارس([xxi]) .

تعتبر شريحة المدرسين أهم شرائح العنصر الإنساني التي تسهم في تحقيق الأهداف المتعلقة بتربية النشء وإحداث التغيرات المعرفية والسلوكية والخلقية المرغوبة للحياة كما تسهم أيضا في تحقيق الأهداف الاجتماعية المتصلة بتطوير المجتمع وتنميته.

كثيراً من الأمور قد أصابها تدهوراً عام في العملية التربوية التعليمية من آثار الحرب الحاصلة في اليمن والذي لم تنتهي بعد، ومنها نزوح الأهالي من بعض المحافظات الغير محرره إلى محافظة عدن بعد تحريرها وقطونهم في بعض المدارس الأمر الذي سبب تأخير العملية التعليمية لفترة من الزمن، أو تحطم بعض المباني الدراسية وانتقالهم إلى مبنى غير مؤهل لا يشجع العملية التربوية التعليمية، كذلك انتقال عدداً كبيراً من طلاب المحافظات الأخرى للدراسة في مدارس عدن مما سبب كثافة طلابية في الفصول حيث لا يستطيع الطالب من استيعاب المادة، إضافة إلى النقص الحاد في الكادر التعليمي بسبب مزاولة البعض لمهنة التدريس في مدارس التعليم الخاص أو مهن أخرى لعدم إحساسه المسئول بقدسية المهنة ورسالتها السامية . ونقص حاد كذلك في وسائل التعليم، أو لكبر السن أو الحالات المرضية أو الوفاة أو السفر، وقد يكون البعض من هده الأسباب غير صحيح، نتيجة لغياب الدور الرقابي من قبل وزارة التربية والتعليم في عقاب من تسول له نفسه في ذلك التلاعب الذي يؤدي إلى ضعف وتراجع العملية التربوية التعليمية في المحافظة.

تلك الحرب وما قبلها من سياسات ممنهجة من قبل ضعاف النفس الذين اضروا بالعملية التربوية التعليمية في محافظة عدن. فهل سيكون هناك جيل متسلح بالقيم والعلم والمعرفة نحو بناء المستقبل القادم.؟ إن هذه الحرب أفقدت جميع الصيغ التي تمنح لمختلف فئات المجتمع ومؤسساتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية فعطلت جميع آلياتها وأساليب تطبيق أعمالها أي أن جوهرها يقوم في الأساس على استقرار الدولة وسياستها فالمؤسسات تتجسد في الدولة واستقرارها. فمتى ما انهارت الدولة وتعرضت لأي ثورات أو حروب اندثر معها كل شيء. فنلاحظ انه عند الاستقرار النسبي بعد انتهاء الحرب بدأت بعض من الأمور تعود إلى نصابها الصحيح تدريجيا ولكن ليس بالشكل الدقيق. 

منذ بداية العام الدراسي 2017 – 2018 م سادت حالة من الاستقرار وتجاوزنا الكثير من المشكلات التي رافقت عملنا في الماضي بعد الاستقرار النسبي في الحياة العامة والعملية التعليمية تتأثر بالواقع المحيط وعملنا على تأدية الرسالة التربوية بالإمكانيات المتاحة بحيث يكون العام الدراسي ناجح وحصول التلاميذ على حصة دراسية وجرعة تعليمية تساعده في التحصيل العلمي المعرفي التراكمي واستقراره ومواجهة الحياة المستقبلية ([xxii]).

ومن أهم الأسباب التي أدت إلى وجود احتياج للمعلمين هي: 

  • وصول المعلمين إلى سن التقاعد.
  • التنقلات إلى خارج المحافظة.
  • بروز ظاهرة كبار السن.
  • عدم الوقوف الجاد أمام المتسربين تحت ذرائع متعددة .
  • التوظيف العشوائي أثناء تعيينات 2011م شكلت إحباط وتدمر عند الكثيرين لعدم خضوعها للمقاييس والمعايير المطلوبة.
  • الأحداث والأزمات التي مرت بها المحافظة سمحت لذوي الأنفس الضعيفة بإرباك العملية التعليمية والإدارية بصورة عامة.
  • المرضى والمتمارضين وكثرة التقارير الطبية.
  • تقريباً كل هذه الأسباب وغيرها فعلت فعلها في واقع المجتمع التربوي
  • ظاهرة من يدرسون مواد غير تخصصهم نجدها واضحة في المراحل الدراسية للسنوات الأول من التعليم الأساسي (( الصفوف الأولية ))([i]). ينبغي على المعلم أن يكون على معرفة جيدة في مجال تخصص وعلى اطلاع بالمستجدات العملية التي تطرأ في هذا المجال وذلك لأن جزءً من نجاح عملية التعليم يتوقف على مدى إلمام المعلم بجوانب الموضوع الذي يقوم بتدريسه([ii]).

نجد ظاهرة من يدرسون في غير تخصصهم في محافظة عدن وهي ظاهرة خطيرة ولها آثار مترتبة، خاصة بالنسبة للصفوف الأولى من التعليم الأساسي. فكيف يعد النشء المتسلح بالقيم لخدمة هذا الوطن، وهذا بسبب النقص الحاد للكادر التربوي. حتى أن الدولة لم تستطيع توفير المعلمين المتخصصين رغم كثرة الخريجين من ذوي الاختصاصات. فعدم توفر المعلم المختص لا يحقق للمؤسسة دورها في اكتشاف ونقل مقدار كبير من المعلومات المعرفية والقيمية فتصبح تقليدية وبالية ولا تحقق أي أبنية معرفية أو حتى الدافعية لدى التلاميذ. وبشكل عام فأن المعلم في غير تخصصه كيف له أن يكون قدوة في معلوماته المعرفية مما يؤدي إلى فقدانه للاتزان العاطفي فيصب غضبه على التلاميذ ولهذا كله لا يتحقق المعلم القدوة، معلم المعرفة والتوجيه، معلم بناء الشخصية، معلم يعلق في ذهن تلاميذه لعمر طويل وليس معلم للحشو فقط.

ونتيجة للنقص الكبير في عدد المعلمين في بعض مدارس الثانوية لوحظ تقليص عدد الحصص الدراسية من سبع حصص إلى أربع حصص يومياً وإهدار حوالي 37 حصة أسبوعياً من إجمالي الحصص الدراسية المقررة بالمدرسة. إلى جانب عزوف معلمي القرآن والإسلامية بالمدرسة الثانوية ( جرادة ) إلا أن الحصص تسير حسب المتاح والممكن ([iii]).

ويضاف إلى كل ذلك أن التربية والتعليم في اليمن وعلى وجه الخصوص في عدن يدور في حلقة مفرغه ومجوفة وغير متكاملة فالمدرسين بعد تخرجهم من الكليات غير مؤهلين بشكل كافي لممارسة العملية التربوية النموذجية للوصول إلى أفضل واجود العناصر فيها، إلى جانب أن هناك طامة كبرى في تحويل أولادنا للتعليم الخاص الذي يعتمد في الكثير من المدارس إلى الكسب المادي على حساب التعليم القيم، وأخيراً فأن من أهم العناصر في المدرسة هو المعلم كمحرك ديناميكي للعملية التعليمية فاذا جهز العدد الكافي للمعلمين في جميع المدارس المتهيئة مبانيها وامتلكنا معلمون ومن جميع التخصصات ذات ثقافة عالية في الجوانب الفكرية والتربوية وغيرها سيساعد ذلك على توصيل المعلومة للطلاب بشكل سلس بعيدا عن العصبية فتتوطد العلاقة بين المعلم والطالب، وتعطي للطالب حرية أكبر في التعبير وانجاز قدر كبير من عملية التعليم والتعلم فيختزل مجموعة كبيرة من المعلومات يستطيع من خلالها التعامل في المواقف الحرجة من حياته إن استدعى الأمر لامتلاكه مخزون كافي يؤهله لمواجهة مواقف الحياة العامة بمفهوم أوسع. فتكون المدرسة بطاقمها قد استطاعوا من تحقيق الأهداف التربوية المنشودة عن طريق العملية التعليمية المناسبة للمرحلة الثانوية، مع العلم أنه لا تحقيق لأي عملية تعليمية سليمة وايجابية دون أن تسبقها أهداف تربوية ذات قيم مجتمعية.

المبحث الرابع: نتائج البحث الميداني وتحليله

وهنا نستعرض نتائج البحث الميدانية ويتم تفسيرها وفقاً لا داء العينة المبحوثة.
جدول (1) يوضح مجتمع البحث من الطلبة وتوزيعهم في مدارس مديريات العاصمة عدن

م

المدرســــــة

نوعها

عدد الطلبة

المديرية

1

ثانوية حامد خليفة

بنين

1033

مديرية المنصورة

2

ثانوية النعمان

بنين

1353

مديرية المنصورة

3

ثانوية باكثير

بنات

692

مديرية صيرة

4

ثانوية أبان

بنات

727

مديرية صيرة

5

ثانوية لوتاه

بنين

901

مديرية البريقة

6

ثانوية القدس

بنين

843

مديرية البريقة

7

ثانوية النهضة

بنين

1309

مديرية الشيخ عثمان

8

ثانوية عثمان عبده

بنين

1494

مديرية الشيخ عثمان

9

ثانوية 14 أكتوبر

بنات

663

مديرية المعلا

10

ثانوية عبده غانم

بنين

1085

مديرية خورمكسر

11

ثانوية محيرز

بنات

837

مديرية التواهي

12

ثانوية تمنع

بنات

691

مديرية التواهي

13

ثانوية زينب علي قاسم

بنات

1135

مديرية دار سعد

الإجمالــــــــــــي

26936

8 مديريات

 

جدول رقم ( 2 ):  يبين الخصائص الديموغرافية لعينة مجتمع الدراسة حسب متغير النوع الاجتماعي

متغيرات الخصائص الديموغرافية

التكرارات

العدد

النسبة المئوية

  1. متغير النوع الاجتماعي:

1

ذكر

163

50.8%

2

أنثى

158

49.2%

المجموع

321

%100

أولاً : تحليل نتائج الدراسة الميدانية

تقييم دور المدرسة:  

س1) برأيك هل تقوم المدرسة بالأنشطة الاجتماعية والتربوية والثقافية لتنمية القيم الأخلاقية لدى الطلاب؟

جدول"3"

آراء عينة البحث حول قيام المدرسة بالأنشطة الاجتماعية والتربوية والثقافية لتنمية القيم الأخلاقية لدى الطلاب

نص السؤال

بدائل الاستجابة

إحصائية

نسبة الاحتمالية

أحياناً

لا

نعم

هل تقوم المدرسة بالأنشطة الاجتماعية والتربوية والثقافية لتنمية القيم الأخلاقية لدى الطلاب

التكرار

156

91

74

35.01

0.000

%

48.6%

28.3%

23.1%

يرى الطلاب انه أحياناً ما تقوم المدرسة بالأنشطة الاجتماعية والتربوية والثقافية لتنمية القيم الأخلاقية لدى الطلاب.

س2) ما مدى التزام الطلاب بالقيم الأخلاقية في سلوكياتهم داخل المدرسة؟

 

جدول"4"

آراء عينة البحث"الطلاب"

 حول مدى الالتزام بممارسة القيم الايجابية في تعامل وسلوك الطالب في حياته اليومية

 

العوامل

درجة التأثير

إحصائية

نسبة الاحتمالية

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

ضعيف

متوسط

عالي

1

الصدق

التكرار

35

221

65

186.39

0.000

2.09

0.551

%

10.9%

68.8%

20.2%

2

الأمانة

التكرار

11

172

138

134.60

0.000

2.40

0.556

%

3.4%

53.6%

43.0%

3

الإخلاص في العمل

التكرار

23

190

108

130.34

0.000

2.26

0.582

%

7.2%

59.2%

33.6%

4

المثابرة

التكرار

0

244

77

86.88

0.000

2.24

0.428

%

0.0%

76.0%

24.0%

5

التعاون

التكرار

23

170

128

107.16

0.000

2.33

0.604

%

7.2%

53.0%

39.9%

6

الوفاء بالعهد

التكرار

36

158

127

75.16

0.000

2.28

0.655

%

11.2%

49.2%

39.6%

7

طاعة الوالدين

التكرار

9

57

255

317.83

0.000

2.77

0.486

%

2.8%

17.8%

79.4%

8

احترام المعلم

التكرار

25

150

146

94.34

0.000

2.38

0.626

%

7.8%

46.7%

45.5%

9

التواضع

التكرار

0

146

175

2.62

0.106

2.55

0.499

%

0.0%

45.5%

54.5%

10

مؤازرة الجار

التكرار

20

83

218

191.27

0.000

2.62

0.602

%

6.2%

25.9%

67.9%

يتضح من الجدول ( 4) أعلاه أن هناك التزام بممارسة القيم الايجابية في تعامل وسلوك الطالب داخل وخارج المدرسة بمستوى متوسط وهناك إلزام بممارسة بعض القيم بمستوى عالي.

س3) في تقديرك هل هناك علاقة بين الالتزام بممارسة القيم الأخلاقية والتحصيل الدراسي؟

جدول"5"

آراء عينة الدراسة حول العلاقة بين الالتزام بممارسة القيم الأخلاقية والتحصيل الدراسي

نص السؤال

بدائل الاستجابة

إحصائية

نسبة الاحتمالية

إلى حد ما

لا

نعم

هل هناك علاقة بين الالتزام بممارسة القيم الأخلاقية والتحصيل الدراسي

التكرار

93

5

223

224.82

0.000

%

29%

1.5%

69.5%

يبين جدول(5) أن الطلاب يرون أن هناك علاقة بين الالتزام بممارسة القيم الأخلاقية والتحصيل الدراسي.

س4) برأيك هل تحتوي المناهج الدراسية على قدر أكبر من القيم الأخلاقية والاجتماعية؟

جدول رقم (6)

آراء عينة طلاب البحث حول احتواء المناهج الدراسية على قدر أكبر من القيم الأخلاقية والاجتماعية

نص السؤال

بدائل الاستجابة

إحصائية

نسبة الاحتمالية

إلى حد ما

لا

نعم

هل تحتوي المناهج الدراسية على قدر أكبر من القيم الأخلاقية والاجتماعية

التكرار

89

0

232

63.70

0.000

%

27.7%

0.0%

72.3%

وبالتالي فإن الطلاب يرون أن المناهج الدراسية تحتوي على قدر أكبر من القيم الأخلاقية والاجتماعية.

س5) برأيك تقديرك هل يتوفر المعلم (القدوة) لغرس القيم الأخلاقية لدى طلبة المرحلة الثانوية؟

جدول رقم 7)

آراء عينة البحث حول توافر المعلم (القدوة) لغرس القيم الأخلاقية لدى طلبة المرحلة الثانوية

نص السؤال

بدائل الاستجابة

إحصائية

نسبة الاحتمالية

إلى حد ما

لا

نعم

هل يتوفر المعلم (القدوة) لغرس القيم الأخلاقية لدى طلبة المرحلة الثانوية

التكرار

215

0

106

37.01

0.000

%

67.0%

0.0%

33.0%

وبالتالي فإن الطلاب يرون إلى حدا ما يتوافر المعلم (القدوة) لغرس القيم الأخلاقية لدى طلبة المرحلة الثانوية.

تأثير القيم في سلوكيات الطلاب:

س1) من خلال علاقتك بزملائك داخل المدرسة وخارجها، هل تشعر بأنهم متمسكون بالقيم في سلوكياتهم ومواقفهم؟

 

جدول رقم (8)

آراء عينة البحث حول شعور الطلاب بتمسك زملائهم بالقيم في سلوكياتهم ومواقفهم

نص السؤال

بدائل الاستجابة

إحصائية

نسبة الاحتمالية

إلى حد ما

لا

نعم

هل تشعر بأن زملاءك متمسكون بالقيم في سلوكياتهم ومواقفهم

التكرار

264

24

33

345.93

0.000

%

82.2%

7.5%

10.3%

وبالتالي فإن الطلاب يشعرون إلى حد ما بتمسك زملائهم بالقيم في سلوكياتهم ومواقفهم الحياتية.

 

 

س2) في تقديرك إذا كانت القيم التي يكتسبها الطلاب إيجابية فإن سلوكهم يكون إيجابياً ومثمراً؟

جدول"9"

آراء عينة الدراسة "الطلاب" حول القيم السلبية التي يكتسبها الطالب وانعكاسها في سلوكه يكون منحرفاً وغير مقبول

نص السؤال

بدائل الاستجابة

إحصائية

نسبة الاحتمالية

إلى حد ما

لا

نعم

إذا كانت القيم المكتسبة سلبية هل يكون سلوك الطالب منحرفاً وغير مقبول

التكرار

134

6

181

153.33

0.000

%

41.7%

1.9%

56.4%

 

149

 

نلاحظ من خلال الجدول أعلاه أن غالبية الطلاب اختاروا البديل نعم من بدائل الاستجابة ويشكلون معظم أفراد عينة الدراسة، وهي نسبة أعلى من النصف

وبالتالي فإن الطلاب يؤكدون بأنه إذا كانت القيم المكتسبة سلبية فسيكون سلوك الطالب منحرفاً وغير مقبول.

س3) من خلال علاقتك بزملائك داخل المدرسة وخارجها، هل تشعر بأنهم متمسكون بالقيم في سلوكياتهم ومواقفهم؟

 

جدول"10"

آراء عينة الدراسة " الطلاب" حول القيم الإيجابية التي يكتسبها الطلاب وانعكاسها على سلوكهم يكون إيجابياً

نص السؤال

بدائل الاستجابة

إحصائية

نسبة الاحتمالية

إلى حد ما

لا

نعم

إذا كانت القيم المكتسبة إيجابية هل يكون سلوك الطلاب ايجابياً ومثمراً

التكرار

55

20

246

276.58

0.000

%

17.1%

6.2%

76.6%

 

نلاحظ من خلال الجدول أعلاه أن غالبية الطلاب اختاروا البديل نعم من بدائل الاستجابة ويشكلون معظم أفراد عينة الدراسة، أي ان اكتساب القيم الإيجابية تولد سلوك إيجابي.

 

س4) برأيك ما مدى الالتزام بممارسة القيم الايجابية في تعامل وسلوك الطالب في حياته اليومية؟

 

جدول رقم (11)

آراء عينة البحث

 حول مدى الالتزام بممارسة القيم الايجابية في تعامل وسلوك الطالب في حياته اليومية

 

العوامل

درجة التأثير

إحصائية

نسبة الاحتمالية

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

ضعيف

متوسط

عالي

1

الصدق

التكرار

35

221

65

186.39

0.000

2.09

0.551

%

10.9%

68.8%

20.2%

2

الأمانة

التكرار

11

172

138

134.60

0.000

2.40

0.556

%

3.4%

53.6%

43.0%

3

الإخلاص في العمل

التكرار

23

190

108

130.34

0.000

2.26

0.582

%

7.2%

59.2%

33.6%

4

المثابرة

التكرار

0

244

77

86.88

0.000

2.24

0.428

%

0.0%

76.0%

24.0%

5

التعاون

التكرار

23

170

128

107.16

0.000

2.33

0.604

%

7.2%

53.0%

39.9%

6

الوفاء بالعهد

التكرار

36

158

127

75.16

0.000

2.28

0.655

%

11.2%

49.2%

39.6%

7

طاعة الوالدين

التكرار

9

57

255

317.83

0.000

2.77

0.486

%

2.8%

17.8%

79.4%

8

احترام المعلم

التكرار

25

150

146

94.34

0.000

2.38

0.626

%

7.8%

46.7%

45.5%

9

التواضع

التكرار

0

146

175

2.62

0.106

2.55

0.499

%

0.0%

45.5%

54.5%

10

مؤازرة الجار

التكرار

20

83

218

191.27

0.000

2.62

0.602

%

6.2%

25.9%

67.9%

أن ترتيب درجة الالتزام بممارسة القيم الايجابية في تعامل وسلوك الطالب في حياته اليومية على النحو الآتي:

1-يلتزم الطلاب والطالبات بطاعة الوالدين في تعاملهم وسلوكهم في حياته اليومية.

  1. يلتزم الطلاب والطالبات بمؤازرة الجار.
  2. بالتواضع في تعاملهم
  3. بالأمانة في تعاملهم وسلوكهم
  4. باحترام المعلم
  5. بالتعاون
  6. بالوفاء والعهد
  7. بالإخلاص في العمل
  8. بالمثابرة
  9. بالصدق

س5) هل تشعر بوجود تنافس بين زملائك الطلاب للحصول على المرتبة الأولى في الامتحانات؟

جدول رقم (12)

آراء عينة البحث"الطلاب" حول الشعور بوجود تنافس بين زملائه الطلاب للحصول على المرتبة الأولى في الامتحانات

نص السؤال

بدائل الاستجابة

إحصائية

نسبة الاحتمالية

أحياناً

لا

نعم

هل تشعر بوجود تنافس بين زملائك الطلاب للحصول على المرتبة الأولى في الامتحانات

التكرار

41

26

254

303.98

0.000

%

12.8%

8.1%

79.1%

 

 

 

 

 

 

 

وبالتالي فإن الطلاب يؤكدون شعورهم بوجود تنافس بين زملائهم الطلاب للحصول على المرتبة الأولى في الامتحانات.

 

 

س6) هل يفضل زملاءك الاعتماد على الغش لتحقيق النجاح في الامتحان؟

جدول رقم " 13"

آراء عينة الدراسة "الطلاب "حول تفضيل زملاءهم الاعتماد على الغش لتحقيق النجاح في الامتحان

نص السؤال

بدائل الاستجابة

إحصائية

نسبة الاحتمالية

إلى حد ما

لا

نعم

هل يفضل زملاءك الاعتماد على الغش لتحقيق النجاح في الامتحان

التكرار

90

22

209

167.46

0.000

%

28.0%

6.9%

65.1%

الجدول يدل على وجود أعداد كبيرة من الطلاب بالاستجابة حول تفضيل زملاءهم الاعتماد على الغش لتحقيق النجاح في الامتحان ولصالح البديل نعم.

 

س7) برأيك إذا كانت القيم التي يكتسبها الطالب (سلبية وضالة) فإن سلوكه يكون منحرفاً وغير مقبول؟

جدول رقم (14)

آراء عينة االبحث"الطلاب"  حول القيم السلبية التي يكتسبها الطالب وانعكاسها في سلوكه يكون منحرفاً وغير مقبول

نص السؤال

بدائل الاستجابة

إحصائية

نسبة الاحتمالية

إلى حد ما

لا

نعم

إذا كانت القيم المكتسبة سلبية هل يكون سلوك الطالب منحرفاً وغير مقبول

التكرار

134

6

181

153.33

0.000

%

41.7%

1.9%

56.4%

وبالتالي فإن الطلاب يؤكدون بأنه إذا كانت القيم المكتسبة سلبية فسيكون سلوك الطالب منحرفاً وغير مقبول.

س8) ما هي أكثر السلوكيات غير المقبولة التي يزاولها بعض الطلاب؟

جدول"15"

آراء عينة الدراسة "الطلاب" حول أكثر السلوكيات غير المقبولة التي يزاولها بعض الطلاب

  
 

150

 

 


 

العوامل

درجة التأثير

إحصائية

نسبة الاحتمالية

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

نادراً

أحياناً

باستمرار

1

الإهمال في أداء الواجبات المدرسية

التكرار

26

189

106

124.17

0.000

2.25

0.592

%

8.1%

58.9%

33.0%

2

التسكع في الشوارع لساعات طويلة

التكرار

50

170

101

67.79

0.000

2.16

0.668

%

15.6%

53.0%

31.5%

3

إيذاء ومشاكسة الطلاب في المدرسة

التكرار

65

198

58

116.32

0.000

1.98

0.620

%

20.2%

61.7%

18.1%

4

تعاطي القات أو الشمة

التكرار

63

73

185

85.76

0.000

2.38

0.794

%

19.6%

22.7%

57.6%

5

ممارسة الكذب في التعامل مع الآخرين

التكرار

45

160

116

62.94

0.000

2.22

0.674

%

14.0%

49.8%

36.1%

6

عدم طاعة الوالدين

التكرار

186

91

44

79.79

0.000

1.90

0.656

%

57.9%

28.3%

13.7%

7

عدم احترام كبار السن

التكرار

98

180

43

88.84

0.000

1.83

0.641

%

30.5%

56.1%

13.4%

8

تدخين السجائر

التكرار

72

187

62

90.19

0.000

1.97

0.646

%

22.4%

58.3%

19.3%

9

عدم احترام المعلم

التكرار

87

180

54

13.85

0.001

1.83

0.808

%

27.1%

56.1%

16.8%

10

سوء معاملة الجيران

التكرار

136

103

82

97.81

0.000

1.56

0.723

%

42.4%

32.1%

25.5%

يمكن أن نرتب السلوكيات غير المقبولة بعض الطلاب والطالبات حسب أكثرها مزاولة على النحو الآتي:

  1. يعد سلوك تعاطي القات أو الشمة أكثر السلوكيات غير المرغوبة مزاولة من قبل الطلاب والطالبات واحتل على المرتبة الأولى من بين السلوكيات غير المرغوبة.
  2. احتل سلوك الإهمال في أداء الواجبات المدرسية المرتبة الثانية 
  3. احتل سلوك ممارسة الكذب في التعامل مع الآخرين المرتبة الثالثة 
  4. احتل سلوك التسكع في الشوارع لساعات طويلة المرتبة الرابعة 
  5. احتل سلوك إيذاء ومشاكسة الطلاب في المدرسة المرتبة الخامسة 
  6. احتل سلوك تدخين السجائر المرتبة السادسة 
  7. احتل سلوك عدم طاعة الوالدين المرتبة السابعة 
  8. احتل سلوك عدم احترام كبار السن المرتبة الثامنة 
  9. احتل سلوك عدم احترام المعلم المرتبة الثانية 
  10. احتل سلوك سوء معاملة الجيران المرتبة العاشرة 
     

ثانياً: النتائج العامة للدراسة

  1. معظم عينة الدراسة متساوية تقريبا في العدد فنسبة عينة الذكور (50%) والإناث (49%)تتركز في الفئة العمرية مابين السابع عشر(45%) والثامن عشر(24,9%), والسادس عشر (16,2%) من المرحلة الدراسية الأول، الثاني والثالث ثانوي بقسميه العلمي والأدبي.وهي مرحلة مفعمة بالتغيرات الفسيولوجية والسيكولوجية أي مرحلة تغيرات للقيم وكان معظم عينة البحث من المستوى الدراسي الثاني ثانوي(%45,2)، ثم الثاني ثانوي (%35,2).. 
  2. وعلى ضوء أبعاد الدراسة الميدانية وما تحتويه من أهداف مختلفة فقد أظهرت النتائج أن دور المدرسة أصبح ضئيلاً مقارنة بالمؤسسات الاخرى، بعد أن كانت تلعب الدور الوسيط بين الأسرة الحاضنة الأولى وبين العالم الخارجي المحيط بالنشء، الا أنها تعاني من خلل واضح من خلال ما تعززه من قيم اجتماعية كالغش وتعاطي القات والشمة وغيرها لطلاب المرحلة الثانوية . وبالالتفاف إلى هذه الحقائق والأضرار الراهنة وما سوف يتخللها من أثار هدم وعدوان فينتج لنا جيل مقهور ومحبط ولا جدوى منه.
  3. يظهر من نتائج البحث أن غالبية عينة البحث تتأثر بعدم وجود الأنشطة الاجتماعية والثقافية لتنمية القيم الأخلاقية لديهم داخل المدرسة بنسبة (%48.6) للبديل أحياناً، و(%28.3) للبديل لا. 
  4. على الرغم من ضعف الأنشطة الاجتماعية في المدرسة إلا أن نتائج عينة الدراسة من الطلاب أظهرت تعاون كامل مع إدارة المدرسة في النشاطات التي تقوم بها ما نسبته (%60.7) بمستوى عالي وهذا يدل على التفاعل القوي والتعطش لمثل هذه الأنشطة من قبلهم.
  5. احتلت صحبة الرفقاء المرتبة الثانية ضمن القيم الاجتماعية الذي أظهرتها العينة لنتائج الدراسة لقيمة الحرص على مصاحبة الرفقاء الأخيار داخل المدرسة أو خارجها بنسبة (%49.2) وهي بمستوى متوسط إلى عالي.
  6.  بينت نتائج الدراسة لعينة المبحوثين أن قيمة الطاعة للمعلمين والاستجابة لنصائحهم وإرشاداتهم حصلت على مراتب متقدمة بنسبة (%48) بمستوى متوسط إلى عالي.
  7. أن عينة الدراسة من الطلبة ذكور كانوا أم إناث فقد أظهرت النتائج الميدانية أن هناك قيم حصلت على نسبة بمستوى متوسط مثل تجنب حسد الزملاء وحب الخير لهم بنسبة(%53.9) ثم احترامهم للتقيد بالنظام واللوائح داخل المدرسة ما نسبته (%39.3)، كذلك قيمة الاعتذار للزملاء في حالة الإساءة بنسبة(%72.3) بمستوى متوسط.
  8. أثبتت النتائج أن قيمة التزام الصدق في التعامل مع المعلمين وهي قيمة أخلاقية اجتماعية هامة ولكنها حصلت على نسبة (%33) بمستوى متوسط إلى ضعيف.
  9. من خلال النتائج الميدانية لعينة المبحوثين هناك ممارسات ضعيفة لبعض القيم الاجتماعية ومنها التواضع للزملاء وعدم التعالي عليهم بنسبة(%37.7) بمستوى ضعيف، ثم قيمة محافظة الطلاب على ممتلكات ومرافق المدرسة بنسبة(%60.7) بمستوى ممارسة ضعيف.
  10. أكدت نتائج الدراسة الميدانية للعينة المبحوثة أن هناك ممارسة قيمية ضعيفة للطلاب وهي التجنب للغش في الامتحانات بنسبة (67.9%) بمستوى ضعيف.
  11. تؤكد نتائج الدراسة أن هناك علاقة بين الالتزام بممارسة القيم الأخلاقية الاجتماعية والتحصيل الدراسي بنسبة (%69.5) للبديل نعم.
  12. بينت نتائج الدراسة الميدانية أن المناهج الدراسية تحتوي على قدر أكبر من القيم الأخلاقية الاجتماعية بنسبة (%72.3) للبديل نعم.
  13. يتضح من نتائج الدراسة أن المعلم (القدوة) لغرس القيم الاجتماعية بنسبة (%67.0) للبديل إلى حد ما.
  14. تؤكد نتائج الدراسة الميدانية أن المدرسة تساهم في تنشئة الأبناء وتكوين شخصياتهم بنسبة(%40.8) بدرجة متوسطة ثم المجتمع المحلي ما نسبته (%55.1) كذلك درجة تأثير متوسطة.
  15. بينت نتائج الدراسة الميدانية أن هناك ضعف في العلاقة بين الأسرة والمدرسة ما نسبته (%35.8) بدرجة تأثير عالي جداً.
  16. أوضحت نتائج العينة المبحوثة من خلال الدراسة الميدانية أن الطلاب المتمسكون بقيمهم داخل المدرسة وخارجها ما نسبته (%82.2) للبديل إلى حد ما.

ثالثاًالتوصيات والمقترحات 

ولعل أهم التوصيات كانت على النحو التالي: 

  1. أهمية وضرورة التوسع في مؤسسات التنشئة الاجتماعية فلا يكفي وجود مؤسسات تنشئة دون أن يجري توسع دائب فيها، وخدمات مضاعفة على الدوام، ووجود كفاءات في شتى المؤسسات الاجتماعية، تلك الكفاءات التي تسعى للتغيير لما يساير روح العصر في ربط الجانب القيمي بالحياة العصرية – مؤسسات تعمل بشكل متوازي ومتناغم لتهدف إلى رفعة الناشئة وتقييمه لنصنع جيلاً متحملاً مسؤولية مجتمعه، فعلى مؤسسات التنشئة الاجتماعية تقع المسئولية الأولى فيما تتضمنه من قيم.
  2. على أن تهتم الدولة بمؤسسة المدرسة على وجه الخصوص باعتبارها أحد مؤسسات التنشئة الاجتماعية الهامة والتي تجمع عدد أكبر من الناشئة بمختلف الأعمار والمستويات الاجتماعية والاقتصادية. ابتداء من المعلم القائم على توصيل المناهج الدراسية.
  3.  ضرورة عمل دورات وورش تعليمية ومهنية بصورة دائمة لتوعية المعلمين وفق الأنظمة التعليمية العالمية.
  4. اختيار نوعية المناهج الاجتماعية التي من شأنها أن تقوي كافة القيم الاجتماعية وتفعيلها لمحاربة الظواهر ألا أخلاقية التي تدمر عقول ونفسيات الطلاب في هذه المرحلة العمرية الحرجة من التعليم الثانوي.
  5. ضرورة وجود المشرف أو الأخصائي الاجتماعي لأهميته البالغة و الذي يعمق حلقة التواصل بين الأسرة والمدرسة. 
  6. التشديد على المدرسة في تفعيل وتقوية دورها التربوي لتنمية القيم والاعتناء بتعزيزها في نفس الناشئة فهذا هو الهدف الرئيس من ضمن أهداف كثيرة لا تتحقق إلا بالوصول للهدف الرئيس الذي بدونه لن يصل الطالب للتوازن، فمن فقد قيمه الاجتماعية فقد توازنه، فيجب على المدرسة العمل على ذلك باستمرارية لقلب الموازين بالنسبة للطلاب الذي يظهر ضعف واضح في قيمهم وقد بلغ ذلك الضعف ليس على محيط المدرسة فقط بل وخارجها أيضاً.
  7. إقامة دورات تدريبية لجميع الموظفين في المدرسة دون استثناء ابتداءً من الإدارة المدرسية وحتى الحارس على البوابة بما يخص مسؤوليتهم التربوية الرسمية في غرس القيم للطلبة وعلى وجه الخصوص المعلم وذلك بما يتناسب مع الطبيعة المجتمعية والتقدم المعاصر في كافة مجالات العلوم، فهي مسئولية يتحملها الجميع داخل المبنى.
  8. إعطاء المعلم حقه الكامل من المعاش والتأمين الصحي وغيره إلى جانب مكافئة المعلم المتميز حتى يكون نموذج مشرف يحتذى به من قبل زملائه وطلابه فنوع القيم التي يحملها المعلم تؤثر بدرجة عالية على نفسية الطالب.
  9. وضع القوانين الرادعة للمعلمين المتخاذلين عن تأدية واجبهم التربوي التعليمي حتى نرتقي بوجود المعلم الآمين على توجيه الطلبة نحو قيم اجتماعية تهدف بهم لرفعة الأرض والإنسان داخل وطنا الحبيب.
  10. على المعلمين تطويع طاعة واحترام الطلاب لهم لتنمية القيم المجتمعية داخل المدرسة وخارجها ولكن ليس بشكل مشدد يعمل على تنفيرهم ولا بشكل لين يفقد هيبة المعلم.
  11. العمل بوتيرة عالية لتكثيف الجهود الرامية إلى تفعيل قيم الصدق في التعامل والأمانة والتواضع في التعامل مع زملائه وتحمل المسئولية للحفاظ على ممتلكات المدرسة.
  12. ضرورة تجنب ظاهرة الغش في الامتحانات فقد استفحلت بصرة خطيرة مما يفرز لنا جيل متهالك غير قادر على إدارة أموره أو أمور غيره. 
  13. ضرورة ان توجد مراقبة دقيقة للطلاب المتعاطيين لأنواع المخدرات مثل الحبوب والحوت (الشمة) داخل سور المدرسة وتوجيههم بأضرارها النفسية والجسدية. ضرورة تعزيز بعض القيم المتهالكة في الناشئة كقيمة احترام النظام والتقيد باللوائح وقيمة الاعتذار لزملائه كله تلك القيم المجتمعية تحتاج العمل عليها من قبل المعلمين فبدونها ينشئ جيل أناني، متعصب، عديم المسؤولية. حيث أن الالتزام بها سوف يعطي دافع للطلاب في تحصيل دراسي أفضل لأنها قواعد موجهه للسلوك. 

 

الهوامش

([1]) محمد أحمد صوالحه- مصطفى محمود حوامده،  مصدر سابق، ص43.

([1]) سلوى عبد الحميد أحمد الخطيب ,نظرة معاصرة في علم الاجتماع المعاصر،دار النيل للطباعة والنشر،القاهرة، 2002،ص346.

([1]) صالح محمد أبو جادو،سيكولوجية التنشئة الاجتماعية،علم النفس الاجتماعي ,ط 1،دار الميسرة للنشر والتوزيع، عمان،1998،ص18.

([1]) ميشيل دبابنه، و نبيل محفوظ، سيكولوجية الطفولة، دار المستقبل للنشر والتوزيع، عمان، 1984,ص28.

([1]) صالح محمد أبو جادو، سيكولوجية التنشئة الاجتماعية، مصدر سابق، ص18.

([1]) عبدالله عويدات، أثر انماط التنشئة الأسرية على طبيعة الانحرافات السلوكية عند طلبة الصفوف الثامن والتاسع والعاشر الذكور في الاردن، مجلة دراسات،المجلد24،العدد1,الأردن،1997،ص84.

([1]) صالح محمد أبو جادو، سيكولوجية التنشئة الاجتماعية، علم النفس الاجتماعي، ط 1،ص 18،دار الميسرة للنشر والتوزيع،عمان،2010,ص18.

([1]) محمد علي محمد وغريب سيد أحمد ،المجتمع والثقافة الشخصية ،مدخل إلى علم الاجتماع ،دار المعرفة الجامعية ،الإسكندرية،1984 ص26.

([1]) حنان عبد الحميد العناني ,الطفل والأسرة والمجتمع، دار صفاء للنشر والتوزيع ،ط1،عمان ،2000م،ص 23.

([1]) أماني محمد سيد النور، القيم الخلقية بين الإرثين الثقافي الإغريقي والإسلامي ,رسالة دكتوراه منشورة، كلية الآداب،الخرطوم,2003،ص23.

([1]) أحمد رجب الأسمر، فلسفة التربية في الإسلام انتماء وارتقاء، دار الفرقان للتوزيع والنشر،الاردن،1997، ص 393.

([1]) عبد الباري الثبيتي، أهمية القيم في بناء الأفراد والأمم، موقع مكتبة المسجد النبوي،1427 هجري. النت

([1]) عمر محمد التومي الشيباني، تطور النظريات والأفكار التربوية،ط3،بيروت- لبنان، دار الثقافة ,1971 ، ص345.

([1]) حسن علي حسن، سيكولوجية المجاراة" الضغوط الاجتماعية وتغير القيم"، دار غريب للطباعة والنشر،القاهرة،1998، ص133.

([1]) فتحي يوسف مبارك، القيم الاجتماعية اللازمة لتنفيذ الحلقة الثانية من التعليم الأساسي ودور المناهج في تنميتها للطالب، المجلة العربية للتربية والثقافة والعلوم،م2،ع1،1992.

([1]) سيف الدين عبد الفتاح، القيم في الظاهرة الاجتماعية ,ط1، دار البشير للثقافة والعلوم، مصر،2011، ص48.

([1]) ثناء يوسف الضبع وناصر فؤاد غبيش، تنمية المفاهيم الدينية والخلقية والاجتماعية لدى الاطفال، ط1، دار المسيرة للطباعة والنشر، عمان، 2011م، ص95.

([1]) سعد رياض، علم النفس في القرآن الكريم، مؤسسة اقرأ، القاهرة ,2004، ص41.

([1]) *سورة الأنفال ,آية: 24.

([1]) محمد ابن إسماعيل البخاري، صحيح البخاري،ج3،ط3،تحقيق مصطفى الديب البغا، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1407 ه، ص1080،رقم الحديث 2797.

([1]) أحمد إبراهيم أحمد، نحو تطوير للإدارة المدرسية، دار المطبوعات الجديدة، الزقازيق- بنها، 1985، ص13 .

([1]) عبد الله الرشدان، علم اجتماع التربية، مصدر سابق،ص65.

([1]) مسفر عبد الله المالكي، دور منهج الحديث والثقافة الإسلامية في تعزيز القيم الخلقية لدى طلاب الصف الأول الثانوي بمحافظة الطائف، رسالة ماجستير جامعة أم القرى,، كلية التربية، قسم التربية الإسلامية، مكة المكرمة، 1428هجري، ص90.

([1]) محمد عبدالمجيد عبدالعال، السلوك الإنساني في الإسلام ,ط1، دار المسيرة للطباعة والنشر، عمان – الأردن، 2007م،ص 116.

([1]) عبدالله الرشدان، مصدر سابق،,ص127.

([1]) محمود أحمد شوق، أساسيات المنهج الدراسي ومهماته، دار عالم الكتب، 1416 هجري،ص203.

([1]) معاوية محمود أبو غزال، نظريات النمو وتطبيقاتها التربوية، ط1، دار الميسرة للنشر والتوزيع،الأردن،2014 ,ص62.

([1]) عدلي سليمان، المدرسة والمجتمع من منظور اجتماعي، ط1،مصر، 1994م،ص10.

([1]) عبدالرحمن النحلاوي، أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والأسرة والمجتمع، دار الفكر، دمشق، 1426 ه ,ص122.

([1]) عدلي سليمان، المدرسة والمجتمع من منظور اجتماعي، مصدر سابق،ص10.

([1]) صالح بن عبدالله بن حميد وآخرون، موسوعة نظرة النعيم في مكارم وأخلاق الرسول الكريم صل الله عليه وسلم ,دار الوسيلة للنشر والتوزيع، جده، 1418 هجري، ص175. 

([1]) محمد علي المرصفي، مقدمة في أصول التربية، دار المجتمع، جدة ,1408هجري، ص219.

([1]) الفرح وذبابنه، أساسيات التنمية المهنية للمعلمين، دار الوراق للنشر والتوزيع،الأردن،2006،ص3.

([1]) جمال محمد الهنيدي، قراءات في علم اجتماعيات التربية,ط2،مؤسسة أم القرى،الرياض،1425ه – 2005،ص127.

([1]) ,عبداللطيف بن حسين فرج، نظم التربية والتعليم في العالم ,ط2،دار الميسرة للنشر, الأردن، 2010،،ص131.

([1]) توفيق احمد مرعي ومحمد احمد الحيله،  طرائق التدريس العامة،ط7،دار المسيرة، عمان- الأردن،2015،ص231.

([1]) عبدالله الرشدان، علم اجتماع التربية، مصدر سابق، ص128.

([1]) أحلام رجب عبد الغفار، التربية المعاصرة، ع3، التطور القيمي لطلاب كلية التربية،غزه,1994 ص179.

([1]) عبد الله معمر الحكيمي، في علم الاجتماع والانثروبولوجيا، ج2، مركز منار للدراسات الاجتماعية، اليمن –صنعاء،2017,ص 121.

([1]) حسن أحمد فرحان، عدن -تغر اليمن، الماضي -الحاضر-المستقبل، الندوة العلمية الأولى، الجزء الثاني، دار جامعة عدن للطباعة والنشر،1999،ص380.

([1]) أحمد إبراهيم أحمد، نحو تطوير الإدارة المدرسية، دراسات نظرية وميدانية، دار المطبوعات الجديدة، جامعة الزقازيق –بنها,1985، ص ص16-17.

([1]) إصلاح التعليم وتطويره في اليمن، دار الكتب صنعاء،2003،ص103.

([1]) وزارة التربية والتعليم، مكتب التربية والتعليم، محافظة عدن، شعبة التعليم العام،  1017-2018، ص1.

([1]) بدر سعيد علي الاغبري، التربية والتعليم في اليمن،ط3،دار الشوكاني للطباعة والنشر، اليمن –صنعاء،2003-2004،ص109.

([1])عماد عبد الرحيم زغلول وشاكر عقلة المحاميد، سيكولوجية التدريس الصفي، ط2، دار المسيرة للطباعة والنشر، الأردن-عمان، 2010، ص 37-38.

([1]) علي صالح محمد الأرضي، تاريخ التعليم في عدن،ط1،دار الثقافة العربية للنشر، جامعة عدن- الجمهورية اليمنية،2001 ,ص157.

([1]) سيكولوجية التنشئة الاجتماعية، صالح محمد أبو جادو، ط11،دار المسيرة للطباعة والنشر، الأردن-عمان، 2015، ص228.

([1]) عبدالله الرشدان، علم اجتماع التربية، مصدر سابق،ص129.

([1]) الدستور اليمني، قانون حقوق الطفل، مادة (81) –(82)

([1]) بدر سعيد علي الأغبري، التربية والتعليم في اليمن ,مصدر سابق،ص217.

([1]) محمد عبدالرحيم عدس، واقعنا التربوي إلى أين؟، ط1،دار الفكر للنشر والتوزيع، 1995،الأردن-عمان، ص42.

([1]) محمد شحاته ربيع، مصدر سابق،ص140.

([1]) بدر سعيد علي الاغبري، التربية والتعليم في اليمن، مصدر سابق،ص108.

([1]) إصلاح التعليم وتطويره في اليمن، رقم الإيداع 42،دار الكتب صنعاء، 2003,ص108.

([1]) عبدالله الرشدان، علم اجتماع التربية، مصدر سابق، 129.

([1]) -، صالح أحمد الخطيب، الإرشاد النفسي في المدرسة، ط1، دار الكتاب الجامعي العين- الإمارات العربية المتحدة،,2003،ص257.

([1]) عماد عبد الرحيم زغلول وشاكر عقلة المحاميد، سيكولوجية التدريس، الصفي، مصدر سابق، ص38.

([1]) إصلاح التعليم وتطويره في اليمن، مصدر سابق، ص 88-89.

([1]) -، مكتب التربية والتعليم، مصدر سابق، محافظة عدن ,ص1.

([1]) مكتب التربية والتعليم، مرجع سابق،  م | عدن، ص 6.

([1]) مكتب التربية والتعليم، مرجع سابق،  م | عدن، ص 29. 

([1]) مكتب التربية والتعليم، مصدر سابق، ص10 .