بمشاركة أميركية إسرائيلية..
قطر تستضيف جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.. سيناريوهات التفاوض؟
تتجه الأنظار للعاصمة القطرية الدوحة التي تستضيف جولة مفاوضات جديدة حول هدنة في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن. وعشية المفاوضات دعت ألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا للتوصل لاتفاق في ظل تصعيد إقليمي بين إسرائيل وإيران.
تستضيف العاصمة القطرية، الدوحة، اليوم الخميس، جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بمشاركة أميركية إسرائيلية، وسط غموض بشأن موقف «حماس» من نتائجها في ظل إعلان الحركة رفضها المشاركة وتمسكها بالمقترح الأخير للرئيس الأميركي جو بايدن، يوليو الماضي.
يشارك في المحادثات وفد رفيع المستوى يضم مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) وليام بيرنز، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل، بينما سيمثل إسرائيل رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الموساد، ديفيد برنياع.
تأتي هذه الجولة في ظل غياب حركة حماس التي أعلنت أنها لن تشارك في المفاوضات المباشرة، لكنها ترغب في الحصول على معلومات حول ما يُناقش بعد انتهاء الجلسة.
تسعى الأطراف الدولية إلى التوصل إلى انفراجة تؤدي إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين في غزة، مما قد يمنع تصعيداً كبيراً في النزاع.
وحضّ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ورئيس الوزراء القطري جميع الأطراف على عدم تقويض محادثات الهدنة. في الوقت نفسه، قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإرسال وفد رفيع المستوى إلى الدوحة مع منحهم الصلاحيات اللازمة، في خطوة لم تكن متوقعة.
ورغم ذلك، انتقد قيادي في حركة حماس العملية، متهماً الحكومة الإسرائيلية بالمراوغة ورفع سقف مطالبها لإبقاء المفاوضات مفتوحة.
كما أعرب مسؤولون في حماس عن فقدانهم الثقة في الوساطة الأمريكية، مشيرين إلى أنهم سينضمون للمحادثات إذا تركزت على مقترح وقف إطلاق النار الذي قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن وحظي بموافقة مجلس الأمن.
وتتزايد الضغوط على الإدارة الأمريكية التي تبذل جهوداً مكثفة للتوصل إلى تسوية دبلوماسية، محذرة من أنه لا يوجد مبرر لتأخير أو تعطيل الاتفاق. يأمل المسؤولون الأمريكيون أن يساهم الاتفاق في منع أي عمل عسكري من إيران ضد إسرائيل، خاصةً بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية.
ومع ذلك، يشير بعض المحللين إلى أن استمرار الصراع قد يكون له مصلحة للطرفين، رئيس الحكومة الإسرائيلية يسرائيل نتنياهو وقائد حركة حماس يحيى السنوار، لأسباب قد تتعلق بمصالحهم الاستراتيجية.
في غضون ذلك دعا السفير الألماني في إسرائيل، شتيفن زايبرت، اليوم الأربعاء، إلى التوصل لاتفاق حول وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع السفيرين البريطاني والأمريكي في تل أبيب، قال زايبرت إنه "لا يوجد واجب أهم في الوقت الحالي من تحقيق إطلاق سراح الرهائن" في أسرع وقت ممكن.
وأضاف الدبلوماسي الألماني أن "معاناتهم تفوق كل ما يمكن تخيله"، مشيرا إلى ما وصفه بـ "التقارير المروعة" الصادرة عن الذين تم إطلاق سراحهم حتى الآن. واستطرد المتحدث السابق باسم الحكومة الألمانية: "نحن نعلم أيضا أن بعضهم لن يعودوا أحياء".
بدوره قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية دافيد مينسر في إفادة صحفية إن "إسرائيل سترسل فريق التفاوض في الموعد المتفق عليه، وهو غدا 15 أغسطس/آب، من أجل الانتهاء من تفاصيل تنفيذ الاتفاق الإطاري".
وذكر مسؤول دفاعي أن الوفد يضم رئيس المخابرات الإسرائيلية دافيد برنياع ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار ومسؤول ملف الرهائن في الجيش نيتسان ألون.
وتبدأ جولة جديدة من المفاوضات، الخميس، في مسعى لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة رغم تزايد الشكوك بشأن إمكانية تحقيق ذلك، ما يرفع من مخاطر توسع الصراع إلى حرب شاملة في المنطقة.
ويأمل الوسطاء الدوليون في بدء مفاوضات وقف إطلاق النار المتوقفة بين إسرائيل وحماس، في جولة جديدة من المحادثات تهدف في النهاية إلى التوصل إلى اتفاق بين الجانبين. لكن فرص حدوث انفراجة تبدو ضئيلة، وفق ما ينقل تقرير من شبكة "أي بي سي".
وتدرس إسرائيل وحماس اقتراحا مدعوما دوليا منذ أكثر من شهرين من شأنه إنهاء الحرب المستمرة منذ 10 أشهر، وإطلاق سراح حوالي 110 رهائن لا يزالون محتجزين في غزة.
ويثير احتمال توجيه ضربات إيرانية وشيكة ضد إسرائيل مخاوف من صراع أوسع. وأشار مسؤولون أميركيون وإيرانيون إلى أن التقدم الكبير نحو وقف إطلاق النار في غزة قد يؤدي إلى خفض فوري للتصعيد الإقليمي.
يتوجه الوسطاء الدوليون إلى الجولة الجديدة مدركين أنها عالية المخاطر كونها تأتي وسط تزايد المخاوف من تصعيد النزاع من قبل إيران وحزب الله.
وتنقل صحيفة "نيويورك تايمز" أن المفاوضين يسابقون الزمن للتوصل إلى وقف إطلاق نار يمكن أن ينزع فتيل التوترات قبل هجوم إيراني متوقع على إسرائيل.
وأمضى الوسطاء شهورا في محاولة إقناع الجانبين بالموافقة على خطة من ثلاث مراحل، حيث من المقرر أن تفرج حماس عن الرهائن المتبقين الذين تم أسرهم خلال هجومها في 7 أكتوبر مقابل فلسطينيين مسجونين لدى إسرائيل وانسحاب إسرائيل من غزة.
وتستند هذه الجولة من المحادثات إلى اقتراح طرحه الرئيس الأميركي جو بايدن في خطاب وطني في 31 مايو يدعو إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والسجناء والمعتقلين الفلسطينيين وإعادة إعمار غزة. وهي خطة قال مسؤولون في البيت الأبيض إن حماس كانت قبلتها بالفعل وأيدتها إسرائيل.
والاثنين، أيد زعماء فرنسا وألمانيا وبريطانيا الدعوات إلى وقف إطلاق النار في غزة وإعادة عشرات الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس وتسليم المساعدات الإنسانية "دون قيود".
ورد في البيان الفرنسي الألماني البريطاني المشترك أنه "يجب أن تنتهي المعارك الآن، ويجب إطلاق سراح جميع الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس. يحتاج شعب غزة إلى تسليم وتوزيع المساعدات بشكل عاجل وغير مقيد".
تأتي الجولة الجديدة في ظل تعرض مسار المفاوضات لضربة كبيرة الشهر الماضي عندما قتل زعيم حماس إسماعيل هنية بينما كان في طهران لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني. وألقي باللوم على إسرائيل، التي لم تؤكد أو تنف الهجوم. وقال بايدن من الواضح إن ذلك "لم يساعد" جهود وقف إطلاق النار ، ودفع المحادثات إلى طريق مسدود للغاية.
وجاء مقتل هنية بعد ساعات فقط من اغتيال إسرائيل لفؤاد شكر، القائد الكبير في حزب الله في غارة في بيروت. وأثارت كلتا الضربتين تهديدات بالانتقام من إيران وحزب الله، وأدى الخوف من حرب إقليمية شاملة إلى تحويل الانتباه الدولي بعيدا عن الجهود الرامية إلى إنهاء القتال في غزة.
أثارت عمليات القتل موجة من النشاط الدبلوماسي، وشدد البيت الأبيض على أهمية الجولة الأخيرة من مفاوضات وقف إطلاق النار.
وصرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان- بيير، إن الجولة الأخيرة من مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في غزة "أساسية".
وقالت "غدا سيكون يوما مهما. نريد أن نرى وقفا لإطلاق النار. نريد أن نرى نهاية لهذه الحرب، ونريد أن نرى الرهائن يعودون إلى ديارهم، ومن بينهم رهائن أميركيون، ونريد أن نرى زيادة في المساعدات الإنسانية التي تذهب إلى غزة. ونعتقد أن السبيل لتهدئة التوترات التي نشهدها في الشرق الأوسط هو التوصل إلى هذا الاتفاق".
والاثنين، أيد زعماء فرنسا وألمانيا وبريطانيا الجهود الجارية من جانب الولايات المتحدة وقطر ومصر للتوسط في اتفاق لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عشرة أشهر بين إسرائيل وحماس.
وينقل تقرير من إذاعة "أن بي أر" أن الجولة الجديدة تأتي وعلى المحك أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في غزة في ظل ظروف مهينة بشكل متزايد، مع وفيات يومية من الغارات الجوية الإسرائيلية، والرهائن الإسرائيليين المتبقين الذين يقبعون في الأسر.
وكان من المتوقع أن تشمل محادثات وقف إطلاق النار، التي من المقرر أن تجري في الدوحة أو قطر أو القاهرة، كبار مسؤولي الاستخبارات من مصر وإسرائيل والولايات المتحدة، بالإضافة إلى رئيس الوزراء القطري، وفق ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز".
ولم يتضح حتى وقت متأخر من الأربعاء ما إذا كانت حماس ستحضر المفاوضات التي تنطلق الخميس. وقال أحمد عبد الهادي، ممثل حماس في لبنان، في مقابلة إن القيام بذلك يعني "العودة إلى المربع الأول"، واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالمماطلة في المفاوضات.
وتابع "نتنياهو ليس معنيا بالتوصل إلى اتفاق ينهي العدوان بشكل كامل، بل هو يخدع ويتهرب ويريد إطالة أمد الحرب، بل وتوسيعها على المستوى الإقليمي".
ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين اطلعا على المحادثات، تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما، إن حماس ستظل مستعدة للتواصل مع وسطاء بعد الاجتماع إذا قدمت إسرائيل "ردا جادا" على عرض حماس الأخير، في أوائل يوليو.
وقال فيدانت باتيل المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن مسؤولين قطريين أكدوا للولايات المتحدة أنهم سيعملون على تمثيل حماس في المحادثات لكنه لم يذكر ما إذا كان أعضاء الحركة سيحضرون شخصيا أم سيمثلهم وسطاء فقط.
وتابع "نتوقع تماما أن تتقدم هذه المحادثات كما ينبغي. وجهة نظرنا هي أن جميع المفاوضين يجب أن يعودوا إلى الطاولة... أكد لنا شركاؤنا القطريون أنه سيكون هناك تمثيل لحماس (في المفاوضات)".
أما من الجانب الإسرائيلي، فقد أعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي موافقته على مغادرة فريق التفاوض إلى قطر لإجراء محادثات وقف إطلاق النار.
وقال مكتب بنيامين نتنياهو، الأربعاء، إن الزعيم الإسرائيلي أعطى الضوء الأخضر لمغادرة فريق التفاوض إلى قطر لإجراء محادثات وقف إطلاق النار.
وتدرس إسرائيل وحماس منذ أكثر من شهرين مقترحا مدعوما دوليا من شأنه إنهاء الحرب المستمرة منذ 10 أشهر وإطلاق سراح نحو 110 رهائن ما زالوا محتجزين في غزة.
ولم تحرز المفاوضات غير المباشرة تقدما جوهريا خلال تلك الفترة، ولا تزال هناك نقاط شائكة، كما أن الشروط الجديدة المطروحة أدت إلى تعقيد فرص إحراز تقدم.
تبدأ الجولة الجديدة من المفاوضات في ظل استمرار النقاط الشائكة. وعبرت إسرائيل عن مخاوفها من بند في الخطة يقضي بتمديد وقف إطلاق النار الأولي طوال المرحلة الثانية من المفاوضات. ويبدو أن إسرائيل قلقة من استمرار حماس في مفاوضات غير مثمرة إلى ما لا نهاية.
ومن ناحيتها بدت حماس قلقة من استئناف إسرائيل الحرب فور إعادة بعض رهائنها، وأضافت إسرائيل مؤخرا مطالب أخرى إلى مقترح الاتفاق الأولي، وفق مسؤولين مصريين مطلعين على المفاوضات لوكالة أسوشيد بريس. وفي بيان صدر الثلاثاء، نفى مكتب نتنياهو ذلك، واصفا الشروط الإضافية بأنها "توضيحات أساسية". وقالت إسرائيل إن حماس أضافت 29 مطلبا وشرطا، دون تحديد أي منها.
وذكر مسؤولون مصريون أن إسرائيل تسعى إلى الحفاظ على سيطرتها على محور صلاح الدين ( ممر فيلادلفيا)، الذي تعتقد إسرائيل أن حماس تستخدمه لتهريب أسلحة عبر أنفاق تحت الأرض، وهو ما تنفيه مصر.
وتطالب إسرائيل بالحفاظ على وجود لقواتها على طول الطريق بين الشرق والغرب الذي يشطر غزة، حتى تتمكن من القضاء على أي مسلحين يعبرون إلى شمال القطاع. وقال مكتب نتنياهو إن إسرائيل تريد سبيلا لضمان ذلك، لكنه نفى أن يكون ذلك شرطا إضافيا. ورفضت حماس المطلب، قائلة إن إسرائيل ستستخدم ذلك كذريعة لمنع الفلسطينيين من العودة إلى ديارهم.
وقال المسؤولون المصريون ومكتب نتنياهو إن إسرائيل تطالب كذلك بحق رفض إطلاق سراح بعض السجناء الفلسطينيين، بينما ترفض حماس أي تنازلات بهذا الشأن.
ومن بين مطالب إسرائيل أيضا تسلم قائمة بأسماء الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة، وهو ما رفضته حماس، وفق المسؤولين، الذين اشترطوا عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مخولين مناقشة هذه المفاوضات الحساسة مع وسائل الإعلام.
وبدأت الحرب إثر هجوم نفّذته حماس في أكتوبر على جنوب إسرائيل وأسفر عن مقتل 1198 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لحصيلة استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 111 منهم محتجزين في غزة، بمن فيهم 39 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وأسفرت الغارات والقصف والعمليات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة عن مقتل 39965 شخصا على الأقل، بحسب أرقام وزارة الصحة في القطاع.