حملة "تبليك دون تعليق" تتصدر الساحة..

الذباب الإلكتروني تحت المجهر الخليجي: مبادرة إماراتية لوقف الفتن والتحريض

بمواجهة التصاعد المتسارع لظاهرة الذباب الإلكتروني وتفشي الحسابات الوهمية على وسائل التواصل الاجتماعي، التي تتسبب في نشر الفتن والتحريض والكراهية بين الشعوب، برزت مبادرة خليجية جديدة تحت عنوان "تبليك دون تعليق".

الإمارات تقود حملة لمكافحة الحسابات المسيئة على التواصل الاجتماعي

أبوظبي

في مواجهة انتشار "الذباب الإلكتروني" وتكاثر الحسابات الوهمية على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تسببت في تأجيج الحروب الكلامية وإثارة الفتن والتحريض وتبادل السباب، تصدرت الساحة أمس مبادرة خليجية تهدف لوضع حد لهذه الظاهرة الخطيرة. تحت شعار "تبليك دون تعليق"، حظيت المبادرة بتفاعل كبير وانتشار واسع، خصوصاً بعد أن أطلقها رئيس المكتب الوطني للإعلام في الإمارات، الشيخ عبدالله آل حامد، داعياً لمكافحة الحسابات الوهمية المسيئة.

آل حامد دعا من خلال حسابه على منصة "إكس" إلى ضرورة حظر هذه الحسابات دون الرد عليها، مؤكداً أن الرد على المسيئين ليس من الأدب، وأن محاربة هذه الظاهرة واجب يحتمه الانتماء للأصالة العربية. وأكد على أهمية التضامن في مواجهة محاولات زرع الفتن وتضليل الجمهور، مشيراً إلى أن هذه الحسابات تعمل على بث الفرقة بين الشعوب الخليجية.

في السياق نفسه، دعا رئيس المؤسسة القطرية للإعلام الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني إلى تضافر الجهود للتصدي للحسابات مجهولة المصدر التي تهدف إلى نشر الفتنة والتفرقة بين شعوب الخليج. وأكد على أهمية التعاون بين دول الخليج للتصدي لهذه الحسابات التي تسعى لزعزعة استقرار النسيج الاجتماعي الخليجي.

وفي الكويت، لاقت المبادرة تأييداً واسعاً من قبل خبراء ونشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي. وطالبوا عبر جريدة "السياسة" بسن تشريعات صارمة لمكافحة الذباب الإلكتروني، معتبرين أن المبادرة تعكس حرص الإمارات على وأد الفتن وتعزيز وحدة الصف الخليجي.

العديد من الشخصيات البارزة في الكويت أعربوا عن دعمهم للمبادرة، مؤكدين أنها جاءت في وقتها المناسب لمواجهة الحسابات المأجورة التي تعمل على بث الفتن بين الشعوب الخليجية. وأشاد الخبراء الأمنيون بأهمية التنسيق المشترك بين دول الخليج لمكافحة هذه الظاهرة، مؤكدين أن مثل هذه المبادرات تسهم في حماية المجتمعات الخليجية من التهديدات الإلكترونية.

وفي ختام ردود الفعل، أكدت رئيس جمعية أمن المعلومات وأستاذة علم الحاسوب في جامعة الكويت، د. صفاء زمان، أن المبادرة تدق ناقوس الخطر وتستوجب تفعيل التنسيق بين وزراء الإعلام في دول مجلس التعاون الخليجي لوقف الحملات الإلكترونية التي تستهدف تفتيت المجتمعات الخليجية.

ورأى المهندس أحمد جبر، خبير الأمن السيبراني، أن الحملة ضرورية لحماية المجتمعات من المعلومات المضللة وتعزيز الأمان الرقمي. وأوضح أن تعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر الحسابات المزيفة وعدم التعاطي معها أو إعادة نشرها أمر حيوي، حيث أن هذه الحسابات غالبًا ما تهدف إلى زعزعة استقرار المجتمع وزرع الفتنة. وأشار إلى أهمية التحقق من الحسابات عبر العلامات الزرقاء وعدد المتابعين ونوعية التفاعل لضمان مصداقية المعلومات.

بدوره، أيد شادي عبد الحليم، الخبير في نظم المعلومات، الحملة بشكل كامل، مؤكدًا على أهمية التعاون بين الجهات الحكومية والخاصة لنشر الوعي، خاصة مع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تزييف المعلومات. أما فادي الراعي، أخصائي تقنيات المعلومات، فقد أكد أن الحملة تأتي في توقيت حاسم نظراً للتطور السريع في وسائل التواصل الاجتماعي واستغلالها لنشر الأخبار المضللة، داعيًا إلى تعزيز مشاركة المختصين في جهود الحملة.

ودعت الحملة مستخدمي مواقع التواصل إلى أهمية التحقق من مصادر المعلومات باستخدام مواقع متخصصة مثل "FactCheck" و"Snopes"، والتثقيف الذاتي حول كيفية التمييز بين المعلومات المفيدة والمضللة لضمان بيئة رقمية أكثر أمانًا.