الحرب اللبنانية – الإسرائيلية..

هل نجحت إسرائيل في اغتيال حسن نصر الله؟ نتنياهو يثير التكهنات بـ"انتظروا"

تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة العمليات العسكرية ضد "حزب الله" في لبنان حتى تحقيق أهداف إسرائيل، رافضًا الجهود الدولية لوقف مؤقت للقتال، ومحذرًا إيران من أن "لا مكان في أراضيها بمنأى عن صواريخ إسرائيل".

زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله

بيروت

أفادت صحيفة "معاريف" نقلاً عن تقديرات الجيش الإسرائيلي بنجاح عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله. وكشفت القناة الـ12 الإسرائيلية أن قرار اغتيال نصر الله تم اتخاذه يوم الاثنين الماضي خلال اجتماع المجلس الأمني والسياسي.

وفي رده على سؤال حول نجاح عملية اغتيال نصر الله، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "انتظروا"، وفقًا لما نقلته القناة الـ12.

كان نتنياهو قد قطع زيارته إلى الولايات المتحدة، حيث كان يحضر اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعدما نفذت إسرائيل ضربة على مقر نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت. وأكد مكتبه أن نتنياهو كان من المفترض أن يعود إلى إسرائيل يوم الأحد، لكنه غادر مساء الجمعة.

استهدفت إسرائيل بسلسلة غارات جوية المقر المركزي لحزب الله في بيروت، في أعنف هجوم منذ حرب 2006. وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن الهدف الرئيسي من هذه الضربات هو اغتيال نصر الله.

ووفقًا لوزارة الصحة اللبنانية، أسفرت الغارات عن مقتل شخصين وإصابة 76 آخرين في حصيلة أولية، حيث استهدفت منطقة سكنية مزدحمة تضم "المربع الأمني" لحزب الله، المحاط بحراسة مشددة.

تأتي هذه الغارات بعد خطاب نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث أكد أن إسرائيل ستواصل العمليات ضد حزب الله حتى تحقيق أهدافها. كما حذر نتنياهو إيران من الرد بقصف إذا تعرضت إسرائيل لهجوم أولاً، مشيرًا إلى قدرة إسرائيل على الوصول إلى أي مكان في إيران.

منذ يوم الاثنين، خلفت الضربات الإسرائيلية في لبنان أكثر من 700 قتيل، وفقًا للسلطات، بينهم عدد كبير من المدنيين، حيث تهدف هذه الهجمات إلى إضعاف حزب الله المدعوم من إيران، وحليف حركة حماس.

وفي نفس السياق أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استمرار العمليات العسكرية ضد "حزب الله" في لبنان حتى تحقيق أهداف إسرائيل، مشدداً على رفضه للجهود الدولية، بما في ذلك المساعي الأميركية والفرنسية، لوقف مؤقت للعمليات العسكرية لتجنب تصعيد إقليمي. وجاءت تصريحاته خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث وجه تحذيراً مباشراً لإيران، مشيراً إلى أن "لا يوجد مكان في إيران لا تطاله صواريخ إسرائيل".

وأوضح نتنياهو أن "طالما اختار حزب الله طريق الحرب، فإن إسرائيل لن يكون أمامها خيار سوى الرد"، مضيفاً أن بلاده "لها كل الحق في إزالة هذا التهديد وإعادة المواطنين الإسرائيليين إلى ديارهم بأمان". كما عبّر عن عدم قدرة إسرائيل على تحمل الوضع الحالي الذي استمر لما يقرب من عام، قائلاً: "طفح الكيل، بلادي في حالة حرب، وتقاتل من أجل البقاء".

كما أشار نتنياهو إلى أن إسرائيل ستواصل عملياتها العسكرية ضد "حزب الله" حتى تحقيق جميع أهدافها، مشبهاً الوضع بالمدن الحدودية الأميركية مثل إل باسو وسان دييغو التي قد تتحول إلى مدن أشباح في حال واجهت تهديدات مماثلة. وشدد على أن إسرائيل كانت متسامحة لفترة طويلة مع الوضع الحالي.

وفيما يتعلق بالضربات التي استهدفت "حماس" في غزة في أكتوبر 2023، قال نتنياهو إن إسرائيل دمرت جزءاً كبيراً من قدرات "حماس"، لكنها ستواصل القتال حتى تحقق "النصر الكامل". ودعا أيضاً إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد البرنامج النووي الإيراني، مطالباً بإعادة فرض العقوبات على طهران.

واختتم نتنياهو كلمته بالتأكيد على أن إسرائيل ستستمر في السعي نحو السلام، لكنها ستواصل مواجهة التهديدات الأمنية بكل حزم. وأثناء حديثه، لفت إلى أن الوفد الإيراني كان غائباً عن الجلسة، فيما تظاهر معارضون لسياسات نتنياهو خارج مبنى الأمم المتحدة.