الحرب اللبنانية – الإسرائيلية..

إسرائيل وحزب الله: اغتيال نصر الله يفتح صفحة جديدة من الصراع.. مستقبل المقاومة في الميزان

رحيل حسن نصر الله، الذي كان يعتبر أحد أبرز الشخصيات في محور المقاومة، يطرح تساؤلات حول مستقبل حزب الله والخليفة المحتمل له، وسط ردود فعل محلية وإقليمية تعبّر عن تضامن واسع مع الحزب وتدين الهجوم الإسرائيلي.

أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله (د.ب.أ)

بيروت

أعلن «حزب الله» عن استشهاد أمينه العام، حسن نصر الله، جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت مقر الحزب في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت. ويأتي هذا الإعلان بعد ساعات من الصمت الحزبي عقب تأكيد إسرائيل نجاح عملية الاغتيال. ومن المعروف أن أنصار نصر الله يلقبونه بـ«السيّد» أو «أبو هادي»، نسبة إلى ابنه الأكبر الذي استشهد عام 1997 خلال معارك مع القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان.

وجاء في بيان «حزب الله» الصادر بعد ظهر السبت: «التحق سماحة السيد حسن نصر الله برفاقه الشهداء العظام الخالدين، الذين قادهم لأكثر من ثلاثين عاماً من النصر إلى النصر، منذ تسلّمه قيادة المقاومة عام 1992، مروراً بتحرير لبنان في عام 2000، والنصر المؤزر في حرب 2006، وصولاً إلى دعمه لفلسطين وغزة في نضالهما ضد الاحتلال». وأكد الحزب في بيانه: «نبارك استشهاد سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله الذي حقق أغلى أمانيه، شهيداً على طريق القدس وفلسطين». وأضاف البيان أن الحزب ملتزم بمواصلة المقاومة ضد إسرائيل دفاعاً عن لبنان وفلسطين.

وفيما لم يذكر البيان أسماء القادة الآخرين الذين استشهدوا مع نصر الله، أكدت وزارة الصحة اللبنانية أن الغارة الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وتسببت بانهيار 7 مبانٍ، حسب قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله».

بدورها، نعت حركة «حماس» نصر الله، ووصفت اغتياله بـ«العمل الإرهابي الجبان»، مؤكدة أن هذه الجريمة لن تزيد المقاومة إلا إصراراً. وقالت الحركة: «نقف صفاً واحداً مع حزب الله في لبنان، وهذه الدماء الطاهرة ستكون لعنة تطارد العدو الصهيوني».

كما نعى مقتدى الصدر، رجل الدين العراقي، نصر الله في منشور على «إكس»، قائلاً: «عشتَ شامخاً وذهبت شهيداً شامخاً». وفي العراق أيضاً، اعتبر رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أن اغتيال نصر الله هو «تجاوز لكل الخطوط الحمراء» من قِبل إسرائيل. وأكد السوداني في بيانه: «نقف مع الشعبين اللبناني والفلسطيني ضد هذا العدوان الساعي إلى توسيع رقعة الصراع».

تشير هذه التطورات إلى تصاعد التوتر في المنطقة بعد اغتيال نصر الله، وتبقى الأنظار مركزة على من سيخلفه في قيادة «حزب الله» وتأثير ذلك على الساحة الإقليمية.

والتزمت طهران رسمياً الصمت بشأن التقارير المتداولة حول اغتيال أمين عام "حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله، وعدد من الضباط الإيرانيين البارزين، بمن فيهم قائد قوات "الحرس الثوري" في لبنان وسوريا، عباس نيلفروشان، على الرغم من تزايد ردود الفعل الرسمية تجاه القصف العنيف الذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة الماضي.

وأشارت صحيفة "كيهان" الرسمية، مساء الجمعة، نقلاً عن مصادر غير رسمية، إلى مقتل نيلفروشان في القصف الإسرائيلي، دون ذكر ما إذا كان برفقة نصر الله. وأكد إعلام "الحرس الثوري" عبر رسالة موحدة على شبكة "تلغرام" صباح السبت أن تقرير مقتل نيلفروشان لم يتم تأكيده بعد.

وذكرت تقارير إسرائيلية أن القصف استهدف مقر قيادة جماعة "حزب الله" أثناء انعقاد اجتماع، بعد حصول إسرائيل على معلومات حول اجتماع مشترك بين نصر الله وقيادات من "الحرس الثوري".

وأفادت وسائل إعلام تابعة لـ"الحرس الثوري" بأن نيلفروشان تولى قيادة قوات "الحرس الثوري" في لبنان وسوريا بعد مقتل محمد رضا زاهدي في أبريل الماضي، وكان يشغل دور المنسق العام لهذه القوات.

في الوقت نفسه، أصدرت هيئة الأركان المسلحة الإيرانية تعليمات إلى الدفاعات الجوية في الجيش النظامي و"الحرس الثوري" للاستعداد وفرض حالة التأهب القصوى، وفقاً لوسائل الإعلام الإيرانية.

وفي تطور آخر، ذكرت وكالة "رويترز" نقلاً عن مسؤولين إيرانيين أن المرشد علي خامنئي نُقل إلى مكان آمن داخل إيران وسط إجراءات أمنية مشددة، وأشارت إلى أن إيران على اتصال دائم مع "حزب الله" وحلفائها لتحديد الخطوة التالية بعد إعلان إسرائيل اغتيال نصر الله.

وأدان خامنئي في بيان الهجوم الإسرائيلي على ضاحية بيروت، قائلاً: "المجزرة التي ارتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الأعزل في لبنان أثبتت مجدداً وحشية هذا النظام". وأكد أن "كل قوى المقاومة في المنطقة تقف إلى جانب حزب الله". وأضاف: "مصير هذه المنطقة ستحدده قوى المقاومة وعلى رأسها حزب الله".

من جهته، ندد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بالهجوم ووصفه بـ"جريمة حرب فاضحة"، مشيراً إلى أن إيران ستظل تدعم الشعب اللبناني والمقاومة. وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن الضربة الإسرائيلية "الوحشية" تظهر أن الدعوات الأميركية لوقف إطلاق النار كانت "خداعاً واضحاً" لشراء الوقت لصالح إسرائيل.

وفي سياق متصل، أدانت لجنة الأمن القومي الإيرانية القصف الإسرائيلي، وأعلنت دعمها الكامل لجبهة المقاومة.