بعد فشل الهجمات الصاروخية..

الأسلحة الإيرانية عاجزة أمام الدفاعات الإسرائيلية.. هل تتجه طهران نحو البرنامج النووي؟

كشفت دراسة حديثة أن التصعيد في الشرق الأوسط خلال العام الأخير أظهر محدودية فعالية الأسلحة الإيرانية والأسلحة التي تزوّد بها حلفاءها مثل حزب الله والحوثيين وحماس، حيث فشلت الهجمات الصاروخية والمسيّرات في إلحاق أضرار كبيرة بإسرائيل.

إسرائيل تكشف محدودية الأسلحة التي استعملتها إيران كأدوات لفرض النفوذ والتخويف في المنطقة عبر تزويد الميليشيات الحليفة بها

طهران

كشف التصعيد المستمر في منطقة الشرق الأوسط على مدار العام الماضي عن محدودية فعالية الأسلحة الإيرانية، سواء التي تمتلكها إيران أو التي زوّدت بها حلفاءها مثل حزب الله، الحوثيين، وحماس. وقد أظهر ذلك عجز هذه الجماعات عن إلحاق أضرار حقيقية بإسرائيل رغم إطلاقها صواريخ متعددة. ويشير هذا الوضع إلى أن إيران قد تلجأ إلى تسريع تطوير برنامجها النووي.

وعلى الرغم من إطلاق حلفاء إيران لصواريخ مختلفة الأسماء باتجاه إسرائيل، إلا أن حجم الخسائر كان محدوداً للغاية، ما يؤكد فعالية منظومتي القبة الحديدية ومقلاع داوود في التصدي لهذه الهجمات. كما تمكنت الطائرات الإسرائيلية من إسقاط جميع المسيّرات التي أُطلقت نحو المواقع الإسرائيلية.

أصبح حديث إيران عن توازن الردع مع إسرائيل والولايات المتحدة شيئاً من الماضي، إذ كشفت إسرائيل عن محدودية قدرات الأسلحة التي تستخدمها طهران وأدواتها الحليفة في المنطقة لفرض النفوذ. وأمام هذا العجز في تحقيق الردع الكافي، يبدو أن إيران قد تتجه نحو تطوير أسلحة نووية بشكل أسرع، كما أشار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، الذي أكد أن إيران تواصل تطوير برنامجها النووي بانتظام، رغم الحديث عن رغبتها في المفاوضات.

ويعتقد المحللون أن الحديث الإيراني عن المفاوضات لا يهدف إلا إلى كسب الوقت، في حين تسعى إيران لتطوير السلاح النووي الذي يمكنها من تعويض فشل الأسلحة التقليدية التي لم تنجح في تحقيق أهدافها أمام الضربات الإسرائيلية.

وفي سياق التصعيد، أعلن الحرس الثوري الإيراني وحزب الله عن إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، بما في ذلك صواريخ من نوع "فادي 4" التي زعم الحزب أنها قادرة على استهداف مساحات واسعة، لكن لم ترد تقارير عن خسائر ناجمة عن هذه الهجمات، مما يعزز الانطباع بأن هذه الأسلحة غير فعالة.

الهجمات السابقة، مثل الهجوم الذي نفذته إيران في أبريل الماضي بإطلاق مئات الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل، باءت بالفشل أيضاً، حيث ساهمت الدفاعات الأميركية والإسرائيلية في إسقاط معظمها.

وأظهرت هذه الهجمات محدودية الأسلحة الإيرانية وأثبتت أن إسرائيل هي التي تملك زمام المبادرة، خاصة بعد استهدافها مواقع إيرانية في سوريا ولبنان واليمن، بالإضافة إلى عملية اغتيال إسماعيل هنية في طهران، والتي كشفت عن ضعف استخباري وعسكري إيراني.

كانت إيران تعتمد على أسلحتها "المتطورة" لترهيب خصومها وفرض نفوذها في المنطقة، من خلال تزويد ميليشياتها الحليفة، وهو ما ظهر بوضوح في استهداف الحوثيين لمنشآت سعودية عام 2019. لكن اليوم، بات واضحاً أن تلك الأسلحة لم تعد قادرة على تحقيق نفس التأثير، وأن الحديث عن تطوير أسلحة جديدة كان مجرد دعاية سياسية.

وفي سبتمبر الماضي، كشفت إيران عن صاروخ باليستي جديد ومسيّرة انتحارية، في محاولة لإظهار قدرتها على تطوير أسلحة جديدة، لكن الشكوك حول فعاليتها تظل قائمة.