الحرب اللبنانية – الإسرائيلية..

تصعيد خطير بين إسرائيل وحزب الله بعد توغل بري وقتال عنيف في جنوب لبنان

جاء هذا التصعيد بعد توغل بري نفذته القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان، تزامناً مع تهديدات متبادلة بين إسرائيل وإيران على خلفية الهجوم الصاروخي الإيراني الواسع الذي أتى رداً على اغتيال حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله، وإسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.

إيران تستهدف "قلب إسرائيل" بصواريخ فرط صوتية في هجوم غير مسبوق

بيروت

شهدت الأراضي اللبنانية اشتباكات عنيفة بين جنود إسرائيليين ومقاتلي حزب الله، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ثمانية من جنوده منذ بداية التوغل البري في جنوب لبنان. يأتي هذا التصعيد بعد يوم من تبادل التهديدات بين إسرائيل وإيران، على خلفية الهجوم الصاروخي الإيراني الواسع.

وفي بيان له، أكد الجيش الإسرائيلي مقتل الجنود الثمانية خلال المعارك التي جرت بعد عبور الحدود واستهداف مواقع لحزب الله، الذي يحظى بدعم مباشر من إيران. من جانبه، أعلن الجيش اللبناني إصابة أحد جنوده بجروح، مؤكداً أن القوات الإسرائيلية توغلت داخل الحدود الجنوبية للبنان.

وفي المقابل، صرّح حزب الله بأنه دمّر ثلاث دبابات إسرائيلية من طراز "ميركافا" باستخدام صواريخ موجهة، بالإضافة إلى تفجير عبوة ناسفة قرب الحدود استهدفت قوة إسرائيلية "متسللة".

يأتي هذا التطور وسط تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل بعد هجوم صاروخي واسع نفذته إيران يوم الثلاثاء، ردًا على اغتيال أمين عام حزب الله حسن نصرالله في ضاحية بيروت الجنوبية، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بطهران في يوليو.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد أن إيران ارتكبت "خطأ فادحاً" وأنها ستدفع الثمن، مشيرًا إلى أن إسرائيل ستواصل الرد على أي هجوم يستهدفها. وتباينت الأرقام حول الهجوم، حيث ذكرت إسرائيل أن إيران أطلقت نحو 180 صاروخاً، بينما أكدت طهران أن العدد بلغ 200، وأن "90% منها" أصابت أهدافها.

في تطور غير مسبوق، استخدمت إيران صواريخ فرط صوتية في الهجوم الذي أطلقت عليه اسم "الوعد الصادق 2"، واستهدفت مواقع عسكرية إسرائيلية مهمة، بما في ذلك قاعدة نيفاتيم الجوية. وأكدت إسرائيل أنها اعترضت عددًا كبيرًا من الصواريخ بمساعدة القوات الأميركية والبريطانية.

الهجوم أثار حالة من الذعر في إسرائيل، حيث أُصيب شخصان بجروح طفيفة، فيما قُتل فلسطيني في أريحا جراء شظايا صاروخ. وصرح أحد سكان تل أبيب قائلاً إن الوضع كان "جنونياً ومخيفاً للغاية".

الحرس الثوري الإيراني أكد استهدافه "قلب" إسرائيل، وأشار إلى أن الهجوم استهدف قواعد عسكرية رئيسية. كما أوضح وزير الخارجية الإيراني أن بلاده مارست "حق الدفاع عن النفس" بعد اغتيال نصرالله، محذراً من تدخل واشنطن.

على الصعيد الدولي، استنكرت الأمم المتحدة الهجوم، ودعت القوى الكبرى، بما في ذلك الصين وروسيا، إلى تهدئة الوضع ومنع التصعيد. كما استدعت ألمانيا السفير الإيراني احتجاجًا على الهجوم، وكررت دعوتها لمواطنيها لمغادرة إيران.

في لبنان، استهدفت الطائرات الإسرائيلية الضاحية الجنوبية لبيروت، فيما أطلقت دعوات لإخلاء المزيد من القرى الجنوبية. كما قُتل شخصان على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت مبنى في دمشق. وفي غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف ثلاث مدارس تستخدمها حماس كمراكز قيادة.

هذا التصعيد يأتي بعد مرور نحو عام على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، مما يزيد من مخاوف تصاعد الصراع إلى مستويات غير مسبوقة.