تصعيد الهجمات على السفن التجارية..

العمليات الحوثية في البحر الأحمر وبحر العرب: عواقب وخيمة على اليمن والعالم

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والتهديدات الحوثية المتزايدة، تواصل جماعة الحوثي استهداف الملاحة البحرية عبر تنفيذ هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر وبحر العرب. وأفاد المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، بأن الجماعة نفذت ثلاث عمليات استهدفت سفينتين، مؤكداً أن هذه الهجمات لن تتوقف إلا بعد تحقيق مطالبها المتعلقة بوقف العدوان على غزة ولبنان.

التهديدات الحوثية تعيد إشعال المخاوف من الحرب الإقليمية في اليمن

صنعاء

تستمر جماعة الحوثي في استهداف الملاحة البحرية من خلال شن هجمات على السفن، مما يثير مخاوف اليمنيين من احتمال انزلاق البلاد إلى حرب إقليمية ودولية قد يكون لها تداعيات كارثية على الأوضاع الإنسانية المتدهورة بالفعل في البلاد.

وفي تصريح له، قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، إن الجماعة نفذت ثلاث عمليات استهدفت السفينة "كورديليا مون" في البحر الأحمر والسفينة "ماراثوبوليس" في بحر العرب. وأضاف سريع أن الهجمات على "ماراثوبوليس" تمت عبر صواريخ مجنحة وطائرات مسيرة، مؤكداً أن تلك الهجمات لن تتوقف إلا بوقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها ووقف العدوان على لبنان.

تتزايد الأصوات على منصات التواصل الاجتماعي في اليمن التي تندد بممارسات الحوثيين، التي يُنظر إليها على أنها استعراضات فارغة لنصرة غزة ولبنان، بينما يصفها الكثيرون بوصفها مجرد أدوات لإيران تنفذ أوامرها.

ويعرب اليمنيون عن قلقهم من أن تلك الأعمال ستؤدي إلى مزيد من الدمار والخراب للبلاد، وسط تصاعد التوترات الأمنية نتيجة التدخل العسكري الأمريكي المباشر ضد الحوثيين. وقد استمر النزاع الأهلي في اليمن لأكثر من عشر سنوات، مما يجعل الوضع أكثر توتراً.

وتحدث ناشطون عن الوضع المأسوي الذي يعيشه المواطنون في ظل سيطرة الحوثيين، الذين يتجاهلون أزمات الشعب بينما يستعرضون "بطولاتهم" الوهمية. وقد أطلق البعض صيحات للتوعية بالممارسات المدمرة للميليشيات المدعومة من إيران في اليمن وسوريا والعراق ولبنان.

من الأمل بإنهاء الحرب الأهلية إلى القلق من تداعيات حرب أكبر، يواجه اليمنيون صراعاً مستمراً يبدو أنه يتخذ أبعاداً إقليمية ودولية، مما يجعل حل الأزمة أمراً بالغ التعقيد. وأكد ناشطون أن الشعب اليمني هو من يتحمل تداعيات اعتداءات الحوثيين على الملاحة البحرية.

في الأثناء، أفادت وكالة أمن بحرية بريطانية بإصابة سفينتين بهجمات الحوثيين الثلاثاء قبالة سواحل اليمن، وسط تصاعد التوترات الإقليمية بعد بدء إسرائيل عملية برية في جنوب لبنان.

وأعلنت وكالة "يو.كاي.أم.تي.أو" التي تديرها البحرية الملكية البريطانية أن السفينة تعرضت لضربة من طائرة مسيرة، مما تسبب في ثقب خزان الصابورة رقم 6. وفي حادث آخر، أصيبت سفينة جديدة بصاروخ، مؤكدة أن جميع أفراد طاقمها بخير.

ومنذ نوفمبر، يشن الحوثيون المدعومون من إيران هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر وبحر العرب، ويزعمون أنها تأتي دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة وسط الحرب مع حركة حماس.

كما تضررت شبكة الكهرباء في محافظة الحديدة بسبب الغارات الإسرائيلية التي استهدفت محطات الطاقة، مما أسفر عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 57 آخرين، وفقاً لتصريحات الحوثيين. في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف مواقع تستخدم لنقل الأسلحة رداً على هجمات الحوثيين.

وقد دفعت هذه الهجمات بعض شركات الشحن إلى تغيير مساراتها حول إفريقيا لتجنب المرور عبر البحر الأحمر، وهو ممر حيوي يشهد نحو 12 بالمئة من التجارة العالمية. في هذا السياق، تقود الولايات المتحدة تحالفًا بحريًا دوليًا لحماية الملاحة في هذه المنطقة الاستراتيجية.