تصاعد التوترات في الشرق الأوسط..
خيارات إسرائيل بعد الهجوم الإيراني: ضربات استراتيجية أم هجمات سيبرانية؟
تعيش منطقة الشرق الأوسط حالة من التوتر المتصاعد، وسط تصاعد التحذيرات من اندلاع حرب إقليمية شاملة، بعد الهجوم الصاروخي الواسع الذي شنّته إيران على إسرائيل. ومع استمرار المواجهات المسلحة في عدة جبهات، من غزة ولبنان إلى اليمن، تتزايد المخاوف من أن تكون هذه التطورات مقدمة لصراع إقليمي أكبر يضم العديد من القوى المتنافسة.
بعد الهجوم الصاروخي الكبير الذي شنّته إيران على إسرائيل يوم الثلاثاء، يرى عدد من الخبراء أن المنطقة تتجه نحو صراع إقليمي واسع النطاق. فالتوتر في الشرق الأوسط، الذي كان بالفعل في ذروته منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة العام الماضي بعد هجوم غير مسبوق شنّته حركة حماس على الأراضي الإسرائيلية، امتد إلى لبنان، ومع تصاعد الأعمال العدائية، بات الخطر المتمثل في توسع النزاع ليشمل دولًا أخرى أكثر واقعية، مما يثير قلقًا دوليًا واسع النطاق.
هل سترد إسرائيل على الهجوم الإيراني؟
بعد الهجوم الإيراني الذي شمل إطلاق حوالى 200 صاروخ بالستي على إسرائيل، أكد المسؤولون الإسرائيليون أنهم سيردّون. وأوضحت إيران أن الهجوم جاء انتقامًا لمقتل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في طهران في يوليو الماضي، واغتيال حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، في غارة إسرائيلية على بيروت نهاية سبتمبر، والتي أسفرت أيضًا عن مقتل مسؤول كبير في الحرس الثوري الإيراني.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سارع إلى التأكيد على أن "إيران ارتكبت خطأ فادحاً وستدفع الثمن"، بينما يرى ديفيد خالفا، أحد مدراء مرصد شمال إفريقيا والشرق الأوسط في مؤسسة جان جوريس، أن إسرائيل مضطرة للرد نظرًا لحجم الهجوم وتغير طبيعة الأهداف التي شملتها الضربات الإيرانية.
ما هي خيارات إسرائيل؟
بعد الهجوم الإيراني، تُناقش في إسرائيل عدة خيارات للرد، بدءًا من توجيه ضربات لمواقع استراتيجية إلى شن هجوم سيبراني. كما دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، نفتالي بينيت، إلى تدمير المنشآت النووية الإيرانية. من جهته، ألمح الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى "مباحثات" جارية حول استهداف المنشآت النفطية الإيرانية كخيار للرد.
يرى خالفا أن المواجهة بين إسرائيل وإيران تحولت إلى "حرب مفتوحة"، مع احتمال تصاعدها إلى حرب استنزاف إقليمية. ورغم تأكيدات إيران وإسرائيل المتكررة بعدم الرغبة في التصعيد الشامل، فإن الهجمات المتبادلة ترفع خطر اندلاع حرب إقليمية شاملة.
أي توجه مستقبلي؟
تؤكد سيما شين، مديرة برنامج الأبحاث حول إيران في المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن الوطني، أن إيران لديها القدرة على التصعيد بإرسال مئات الصواريخ والمسيّرات، بالإضافة إلى احتمالات تنفيذ عمليات إرهابية خارجية تستهدف مصالح إسرائيلية.
رغم هذه التهديدات، يرى محللون أن الطرفين قد يسعيان في النهاية إلى حل سياسي، مع دور حاسم قد تلعبه الولايات المتحدة وفرنسا، خاصة في لبنان، في تهدئة الأوضاع.