خليفة حسن نصرالله..

هل يكشف انقطاع الاتصال مع هاشم صفي الدين عن تصعيد جديد بين إسرائيل وحزب الله؟

أطلقت إسرائيل عملية عسكرية جديدة على امتداد الشريط الحدودي مع لبنان، بعد أيام قليلة من اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، في تصعيد خطير يشير إلى مرحلة جديدة من التوتر في المنطقة.

هاشم صفي الدين الخليفة المحتمل لحسن نصرالله

بيروت

لم تترك إسرائيل مجالًا لـ "حزب الله" لالتقاط أنفاسه، حيث أعلنت، بعد أيام من اغتيال الأمين العام حسن نصرالله، إطلاق عملية برية على طول الشريط الحدودي مع لبنان. جاء ذلك بعد يوم واحد من هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل، ردًا على اغتيال نصرالله وإسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي تم على الأراضي الإيرانية.

شكّل اغتيال نصرالله ذروة العمليات التي استهدفت قيادات "حزب الله" البارزة، بعد سلسلة اغتيالات استهدفت كوادر الصف الأول في التنظيم، فضلًا عن الضربة الاستخباراتية التي تمثلت بتفجير آلاف أجهزة "البيجر" و"اللاسلكي" بين أيدي عناصر الحزب.

من يقود "حزب الله" الآن؟

في الأيام التي تلت الاغتيال، حاول "حزب الله" إظهار التماسك، وذلك من خلال كلمة ألقاها نائب الأمين العام، نعيم قاسم، الذي أكد أن الحزب مستمر في تحقيق أهدافه ومواصلة نشاطه الجهادي. لكن سلسلة الاغتيالات التي طالت شخصيات بارزة، مثل صالح العاروري وفؤاد شكر، وضعت الحزب أمام تساؤلات كبيرة حول قيادته بعد نصرالله.

القيادة الجماعية

يشير الكاتب السياسي قاسم قصير إلى أن "حزب الله" يتجه نحو قيادة جماعية أو تشاورية، تتمثل في مجلس الشورى، الذي يتفرع منه عدة مجالس فرعية تشمل الجوانب التنفيذية والقضائية والسياسية. ويرجح قصير أن تستمر هذه الآلية لفترة حتى يتم تحديد موعد لاختيار أمين عام جديد من خلال المؤتمر المركزي للحزب.

من سيخلف نصرالله؟

يعتبر كثيرون أن هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي، هو المرشح الأبرز لخلافة نصرالله، لكن قصير يستبعد هذا الخيار، موضحًا أن الاختيار يعتمد على الظروف التي ستحيط بالحزب والبلد بعد انتهاء الحرب. وعلى الرغم من علاقاته الوثيقة مع إيران ومرشدها الأعلى، علي خامنئي، يؤكد قصير أن اختيار الأمين العام لا يرتبط بتلك العلاقات، بل بالدور المطلوب من الشخص.

دور مجلس الشورى

يتولى مجلس الشورى قيادة الحزب ووضع الخطط واختيار المسؤولين الأساسيين في المناطق والوحدات. وعلى الرغم من وجود نظام داخلي للحزب، فإن معرفة تفاصيله تقتصر على الأعضاء الأساسيين.

القيادة الجماعية: خيار تكتيكي؟

يربط علي الأمين، رئيس تحرير موقع "جنوبية"، اعتماد "حزب الله" القيادة الجماعية باحتمال فقدان القدرة على التواصل بين القيادات بسبب الهجمات الإسرائيلية. ويشير إلى أن نعيم قاسم هو الذي يتولى مسؤوليات الأمين العام حاليًا. ويرى أن الحزب قد يتجه لاختيار أمين عام سياسي في المستقبل، مشيرًا إلى أن "حزب الله" سيعود ليكون حزبًا عاديًا، بعيدًا عن الشخصيات ذات النفوذ الكبير.

التحولات في إيران

على صعيد التحولات في إيران، يرى الأمين أن المرشد الأعلى خامنئي قد يدفع باتجاه الحوار مع الولايات المتحدة، خاصة بعد فشل المحافظين وغضب الشارع الإيراني من حكمهم. ويشير إلى أن إيران قد تسعى لتحويل "حزب الله" إلى حزب سياسي يعزز مؤسساته المدنية، لكن هذا التحول سيكون صعبًا نظرًا لتركيز الحزب على المقاومة.

الرد الإيراني

ردًا على اغتيال نصرالله وهنية، أطلق الحرس الثوري الإيراني صواريخ على إسرائيل، في محاولة لاستعادة زمام المبادرة. ويرى قاسم قصير أن هذا الرد قد يؤدي إما إلى تصعيد كبير أو إلى فتح باب المفاوضات مع إسرائيل وأمريكا.

هل تضرر "حزب الله" بالكامل؟

على الرغم من الضربات القوية التي تلقاها "حزب الله"، يوضح الكاتب حسن أبو هنية أن بعض هياكل الحزب، مثل المجلس التنفيذي والكتل البرلمانية والسياسية، لم تتضرر. ويشير إلى أن الحزب لا يزال يحظى بقاعدة شعبية قوية، فضلًا عن الدعم الإيراني المستمر، ما يجعل من الصعب القول إن بنيته التنظيمية قد انهارت بالكامل.

مستقبل "حزب الله"

في خضم هذه التحديات، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن اغتيال نصرالله يمثل نقطة تحول تاريخية في ميزان القوى بالشرق الأوسط. ورغم أن "حزب الله" يعاني من ضربة قوية، إلا أن الضربة الإيرانية لإسرائيل خففت من وطأتها.