كان في زيارة غير معلنة لبيروت..

هل قُتل قاآني وصفي الدين في ضربة إسرائيلية؟ تكهنات حول أكبر اختراق أمني لحزب الله

تولى قاآني قيادة فيلق القدس بعد مقتل سلفه قاسم سليماني، ويعتبر من أبرز الشخصيات في استراتيجيات إيران العسكرية في الشرق الأوسط.

قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني

طهران

كشف مسؤولان أمنيان إيرانيان لرويترز أن الاتصال بإسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس الإيراني، قد انقطع منذ تعرض بيروت لضربات إسرائيلية الأسبوع الماضي. وكان قاآني قد توجه إلى لبنان بعد مقتل الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية، حسن نصر الله، في ضربة جوية إسرائيلية الشهر الماضي.

كما فقد الاتصال بهاشم صفي الدين، المرشح لخلافة نصر الله على رأس حزب الله، وسط تكهنات إسرائيلية حول إمكانية تعرضه للقتل في غارة قوية استهدفت مقرًا تحت الأرض للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت. ولا يعرف حتى الآن ما إذا كان قاآني برفقة صفي الدين أم لا، ولكن المعلومات الإسرائيلية تشير إلى أن قادة من فيلق القدس، الذراع الخارجي للحرس الثوري الإيراني، كانوا ضمن مجموعة من قادة الجماعة الشيعية المدعومة من إيران.

إذا تأكدت أنباء اغتيال قائد فيلق القدس مع صفي الدين، فسيشكل ذلك ضربة قاصمة لإيران ولحزب الله، ويعتبر أكبر اختراق أمني يتعرض له الحزب منذ مقتل نصر الله وقادة آخرين.

عُين قاآني رئيسًا لوحدة المخابرات العسكرية الخارجية في الحرس الثوري الإيراني بعد اغتيال الولايات المتحدة لسلفه قاسم سليماني في ضربة بطائرة مسيرة في بغداد عام 2020. وكانت مهمته تتضمن إدارة حلفاء طهران شبه العسكريين في أنحاء الشرق الأوسط ومناطق أخرى حول العالم.

وأفاد مسؤولون ومحللون عسكريون غربيون أن قاآني لم يحظ بالاحترام نفسه الذي حظي به سليماني، ولا يمتلك العلاقات الوثيقة بين حلفاء إيران في العالم العربي. في حين كان سليماني يتولى قيادة فيلق القدس في وقت زادت فيه قوة حلفاء إيران في المنطقة، يتولى قاآني قيادته في وقت يتعرض فيه هؤلاء الحلفاء لاستهداف جواسيس إسرائيل وطائراتها الحربية.

شغل قاآني منصب نائب قائد فيلق القدس منذ عام 1997، وتولى قيادته بعد وفاة سليماني، حيث تعهد بطرد القوات الأميركية من الشرق الأوسط ثأرًا لمقتل سليماني. ونقلت الإذاعة الرسمية عنه قوله قبل جنازة سليماني في طهران: "نعد بمواصلة طريق الشهيد سليماني بالقوة نفسها... والتعويض الوحيد لنا هو إخراج أميركا من المنطقة".

ولد قاآني (67 عامًا) في مدينة مشهد، وهي مدينة دينية شيعية محافظة في شمال شرق إيران، وقاتل في صفوف الحرس الثوري خلال حرب الخليج الأولى في ثمانينات القرن الماضي. يمتلك أيضًا خبرة في العمليات في دول أخرى خلف الحدود الإيرانية، مثل أفغانستان وباكستان. على عكس سليماني، لا يتحدث قاآني اللغة العربية، وكان سليماني يتواصل بطلاقة مع الفصائل المسلحة العراقية وقادة حزب الله.

ولم يكن قاآني يميل إلى الظهور العلني مثل سليماني، ولا توجد معلومات كثيرة عنه عبر الإنترنت أو في البرقيات الدبلوماسية المسربة. وعلى عكس سليماني، الذي ظهرت له العديد من الصور على مدى سنوات في ساحات القتال في العراق وسوريا برفقة الفصائل المسلحة، فضل قاآني التواري عن الأنظار، وأجرى معظم اجتماعاته وزياراته للدول المجاورة في سرية.