الصراع الفلسطيني الاسرائيلي..
بعد عام على هجمات السابع من أكتوبر: تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل
بعد مرور عام على الهجوم الكبير الذي شنته حركة حماس على إسرائيل، تكبّد الفلسطينيون خسائر فادحة، إذ تصاعدت المعاناة في قطاع غزة والضفة الغربية، بينما أظهرت الأرقام المأساوية حجم الدمار البشري والمادي. وفي ظل الرد الإسرائيلي العنيف، تأزمت العلاقات الدولية، وخاصة مع الولايات المتحدة، وسط تحذيرات من أزمة إنسانية خانقة تهدد حياة الملايين.
بعد عام من الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس على إسرائيل، تعاني غزة من خسائر فادحة وأزمات إنسانية خانقة. كما يبدو أن شبكة إيران من الحلفاء الإقليميين قد ضعفت، بينما تختبر الأحداث المتلاحقة العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
منذ الهجوم الكارثي في 7 أكتوبر 2023، الذي أدى إلى اندلاع حرب عنيفة بين القوات الإسرائيلية ومسلحي حماس، تدهورت الأوضاع في غزة بشكل مأساوي، حيث تضررت حياة الفلسطينيين بشكل كبير. أظهر تقرير لمعهد العلاقات الخارجية الأميركي أن حماس قد ضاعفت معاناة المدنيين من خلال إخفاء مقاتليها وأسلحتها والرهائن الإسرائيليين في المناطق السكنية المزدحمة وفي أنفاق تحت الأرض.
وبحلول سبتمبر 2024، كانت الحصيلة مروعة: ما لا يقل عن 41,431 قتيلاً، و95,818 جريحًا، و1.9 مليون نازح من إجمالي سكان غزة البالغ 2.2 مليون نسمة. ومع ذلك، فإن أرقام الضحايا المعلنة من وزارة الصحة في غزة، المدارة من قبل حماس، لا تشمل العدد الكبير من المفقودين.
فقط 17 من أصل 36 مستشفى في غزة تعمل جزئيًا، وقد دُمِّرت العديد من المباني نتيجة للقصف العنيف، الذي يضاهي دمار المدن الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية. وقد أظهرت صور الأقمار الصناعية في يوليو 2024 أن 63% من مباني غزة تضررت، بما في ذلك 215,137 وحدة سكنية.
تسارعت الأوضاع الإنسانية بشكل كبير بعد الحملة العسكرية الإسرائيلية، حيث أغلقت إسرائيل المعابر الحدودية إلى غزة، مما أجبر الفلسطينيين على البحث عن الغذاء والماء والدواء والمال والمأوى، في ظل تباطؤ وصول المساعدات. أفاد مكتب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سبتمبر أن 46% من عمليات تسليم المساعدات إما مُنعَت أو تأخرت.
مع استمرار القصف والعمليات العسكرية، أصبح 86% من غزة تحت أوامر الإخلاء الإجباري بحلول أغسطس، ما أدى إلى تحويل منطقة المساوي، وهي منطقة مزدحمة بالخيام في الجنوب، إلى الملاذ الآمن الوحيد. في ذلك الشهر، تفشت حالة شلل الأطفال بعد القضاء عليه لمدة 25 عامًا. ووسط تدهور الأوضاع، حذرت منظمات الإغاثة من مجاعة وشيكة.
كما تكبد الفلسطينيون في الضفة الغربية خسائر فادحة بعد هجوم حماس، حيث أغلقت القوات الإسرائيلية المنطقة ومنعت العمال من الذهاب إلى وظائفهم في إسرائيل، مع تنفيذ عمليات بحث مكثفة عن المشتبه بهم. وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في رام الله، قُتل أكثر من 700 فلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية منذ بداية الحرب.
تواجه الجمهورية الإسلامية، الحليف الرئيس لحركة حماس، مشهدًا إقليميًا مليئًا بالتحديات بعد مرور عام على الهجوم. منذ السابع من أكتوبر 2023، هدمت السلطات الإسرائيلية 1,725 مبنى، مما أدى إلى تهجير 4,450 فلسطينيًا، وهو ما يعكس ضعف معدل النزوح في العام السابق. ووفقًا للإحصاءات، فإن ثلث الفلسطينيين في الضفة الغربية عاطلون عن العمل، حيث أغلقت العديد من الشركات وعلقت تصاريح العمل بعد الهجوم.
بالإضافة إلى ذلك، تزايدت المخاوف من إساءة معاملة الفلسطينيين المعتقلين منذ بداية الحرب، حيث أظهرت التقارير أن 53 فلسطينيًا لقوا حتفهم أثناء الاحتجاز. دعت الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيقات في تلك الحالات، بالإضافة إلى التقارير المتعلقة باستهداف المدنيين بشكل عشوائي أو متعمد.
على الرغم من حكم محكمة العدل الدولية في مايو بأن إسرائيل ملزمة بحماية المدنيين وتلبية احتياجاتهم الأساسية، إلا أن المحكمة تفتقر إلى آلية لإنفاذ قراراتها. وعليه، بدأت سبع حكومات في فرض قيود على المساعدات المقدمة لإسرائيل. وفي سبتمبر، علقت المملكة المتحدة شحنات الأسلحة بسبب المخاوف من انتهاكات القانون الدولي.
في محاولة لإثارة غضب القادة المجتمعين في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 23 سبتمبر 2024، وصف رؤساء وكالات الإغاثة الوضع في غزة بأنه “أكثر من مليوني فلسطيني محرومون من الحماية والموارد الأساسية للبقاء على قيد الحياة”. ونددوا بسلوك الطرفين خلال العام الماضي، معتبرين أنه يتجاهل المعايير الإنسانية.