بين القصف والرد..
حرب غزة ولبنان: كيف تعكس الأحداث الأخيرة تصعيد الصراع في المنطقة؟
أكدت كتائب عز الدين القسام تنفيذ عمليات عسكرية ضد القوات الإسرائيلية المتوغلة، فيما شهدت المنطقة عمليات إخلاء للجنود القتلى والجرحى.
أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء عن مقتل جندي وإصابة آخر بجروح خطيرة خلال الاشتباكات مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة، مما يعكس قدرة حركة حماس على تكبيد الجنود الإسرائيليين خسائر بشرية بعد عام من الحرب، رغم الحصار المشدد والقصف المستمر.
وفي بيان رسمي، أوضح الجيش أن "الرقيب نوعم إسرائيل عبدو، البالغ من العمر 20 عاماً، وهو من الكتيبة 17 في لواء البصالح، قد قتل في معركة بشمال غزة يوم الاثنين". وأضاف أن جندياً آخر أصيب بجروح خطيرة في تلك المعارك.
وفي سياق متصل، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، في سلسلة بيانات، تنفيذ عمليات عسكرية ضد قوات الجيش الإسرائيلي المتوغلة في مخيم جباليا ومناطق أخرى شمالي غزة. وأفادت القسام أن مقاتليها رصدوا "هبوط طائرات مروحية إسرائيلية لإخلاء القتلى والجرحى من الجنود".
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن الأحد عن بدء عملية عسكرية في بلدة ومخيم جباليا (شمال) بزعم "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، بعد ساعات من هجوم عنيف على المناطق الشرقية والغربية لشمالي القطاع، حيث وصف هذا الهجوم بأنه الأعنف منذ مايو/أيار الماضي.
وعلى الرغم من مرور عام على الحرب، أظهرت حماس قدرتها العسكرية من خلال شن كتائب القسام هجومًا صاروخيًا على تل أبيب، حيث سقطت بعض الصواريخ في مناطق مفتوحة، بينما تم التصدي للبعض الآخر في الجو.
وتشير العديد من التقارير العسكرية إلى قدرة كتائب القسام على استعادة قوتها في عدة مناطق، بما في ذلك شمال القطاع، في الوقت الذي يقوم فيه الجيش الإسرائيلي بتهجير السكان من بلدات مثل بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا.
إضافةً إلى ذلك، أفاد الجيش الإسرائيلي، عبر موقعه الإلكتروني، بأن جندياً آخر قد أصيب بجروح حرجة في معركة بجنوب لبنان، دون تقديم مزيد من التفاصيل. كما أُعلن عن مقتل جنديين آخرين في معارك بجنوب لبنان يوم الاثنين. وبذلك، يرتفع عدد القتلى العسكريين (ضباط وجنود) منذ بداية الحرب (على غزة ولبنان) إلى 730.
منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي، تشن إسرائيل حربًا على لبنان، حيث نفذت غارات جوية غير مسبوقة في كثافتها ودمويتها، استهدفت حتى العاصمة بيروت، بالإضافة إلى توغل بري بدأته في الجنوب، متجاهلةً التحذيرات الدولية والقرارات الأممية.
وفقًا للأرقام الرسمية، قتلت إسرائيل 2083 شخصًا وأصابت 9869 منذ بدء القصف المتبادل مع "حزب الله" في 8 أكتوبر 2023، بينهم 1251 قتيلاً و3618 جريحًا، مع تسجيل عدد كبير من الضحايا من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 1.2 مليون نازح، منذ 23 سبتمبر حتى عصر يوم الاثنين.
ويقوم "حزب الله" بالرد يوميًا بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات في أنحاء إسرائيل. بينما تعلن تل أبيب عن بعض خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية الإسرائيلية تعتيمًا صارمًا على معظم الخسائر، وفقًا لمراقبين.
ومنذ عقود، تحتل إسرائيل أراضٍ عربية في لبنان وسوريا وفلسطين، وترفض إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.