تهديد الملاحة البحرية..
منظمة سويسرية: الحوثيون يشرفون على هجمات بحرية عبر "مركز تنسيق العمليات الإنسانية"
كشفت تحقيقات لمنظمة غير حكومية سويسرية عن إشراف جماعة الحوثي في اليمن على هجمات بحرية تستهدف السفن التجارية في البحر الأحمر وبحر العرب، وذلك عبر مركز تنسيق العمليات الإنسانية الذي أنشأته الجماعة في فبراير الماضي.
كشفت تحقيقات حديثة لمنظمة غير حكومية سويسرية عن تورط جماعة الحوثي في اليمن في إدارة هجمات بحرية تستهدف حركة الملاحة قبالة السواحل اليمنية، وذلك بالتزامن مع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة. وأوضحت منظمة "إينباكت" (تأثير) أن الهجمات البحرية يشرف عليها "مركز تنسيق العمليات الإنسانية"، الذي أُنشئ في فبراير 2024 بمرسوم صادر عن رئيس المجلس السياسي الأعلى لجماعة الحوثيين، مهدي المشاط.
وبحسب التحقيقات، يتبع هذا المركز "مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة" ويخضع لإشرافه المباشر. من بين مهامه المعلنة، التخفيف من التداعيات الإنسانية للعمليات العسكرية، مع الالتزام بالقانون الدولي الإنساني والتنسيق مع الأطراف الدولية.
أحمد حامد، الملقب بـ"رئيس الرئيس"، هو الشخصية النافذة التي تدير المركز، حيث يتمتع بسلطات واسعة ضمن قيادة الحوثيين، ويعتبر من أقرب الشخصيات إلى مهدي المشاط. تقرير صادر عن الأمم المتحدة عام 2021 وصف حامد بأنه أقوى قائد مدني في الحركة الحوثية خارج دائرة أسرة الحوثي.
وأظهرت تحقيقات "إينباكت" أن الهجمات التي بدأت في نوفمبر 2023 واستهدفت سفناً تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب بزعم دعم الفلسطينيين في غزة، أثرت بشكل كبير على حركة الملاحة. كما أدت إلى ارتفاع تكاليف التأمين والنقل البحري نتيجة اضطرار الشركات لتغيير مساراتها لتجنب المناطق الخطرة.
ووفقًا لبيانات "لويدز ليست إنتليجنس"، تراجعت حركة المرور عبر قناة السويس من 2000 سفينة شهريًا قبل نوفمبر 2023 إلى حوالي 800 سفينة في أغسطس 2024، مما يبرز التأثير السلبي للهجمات على التجارة العالمية.
وفي إطار محاولات التصدي لهذه الهجمات، شنت القوات الأميركية والبريطانية ضربات متكررة على مواقع الحوثيين في اليمن. بدورهم، اعتبر الحوثيون أن السفن الأميركية والبريطانية أهداف مشروعة لهم في رد فعل على تلك الضربات.
وتطرق تحقيق "إينباكت" إلى دور المركز في اختيار السفن التي يُسمح لها بالعبور في الممرات المائية القريبة من اليمن، وخاصة مضيق باب المندب. وأفادت المنظمة بأن الحوثيين يضفون طابعًا مؤسسيًا على حربهم البحرية من خلال مركز التنسيق، الذي وفر وسائل للتواصل مع السفن مباشرة.
من جهة أخرى، نشرت المنظمة رسالة رسمية بعثها الحوثيون إلى المنظمة البحرية الدولية في مارس 2024، تمنع فيها عبور السفن التابعة لدول مثل إسرائيل، الولايات المتحدة، وبريطانيا، وتلك المتجهة إلى موانئ إسرائيلية.