اتهامات متبادلة..
تحذيرات شديدة من قوات الدعم السريع لـ "الحكومة المصرية" بشأن الصراع السوداني
وجهت قوات الدعم السريع تحذيراً شديد اللهجة للحكومة المصرية من التورط في الصراع السوداني، كاشفة لأول مرة عن أسرى مصريين وصفتهم بـ"المرتزقة"، زاعمة مشاركتهم إلى جانب الجيش السوداني في الحرب الحالية.
أصدرت قوات الدعم السريع بياناً شديد اللهجة حذرت فيه الحكومة المصرية من التورط في الصراع الدائر في السودان. وكشفت لأول مرة عن أسرى مصريين وصفتهم بـ"المرتزقة"، زاعمة أنهم شاركوا إلى جانب الجيش السوداني في الحرب الحالية.
يأتي هذا التصعيد بعد أن اتهم قائد قوات الدعم السريع، الفريق الأول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، القاهرة بشن ضربات جوية على قواته في منطقة جبل موية. وفي بيان نشرته قوات الدعم السريع على حسابها الرسمي في منصة "إكس" مساء الجمعة، أشارت إلى أن "الحكومة المصرية لم تتوقف عن تقديم الدعم العسكري للجيش السوداني من أسلحة وذخائر وقنابل طائرات، بالإضافة إلى الدعم الفني والسياسي والدبلوماسي والإعلامي". وأضاف البيان أن القوات تمكنت من أسر "مرتزقة مصريين" شاركوا في القتال إلى جانب الجيش السوداني، وأنهم حالياً محتجزون لدى قوات الدعم السريع.
كما استذكر البيان حادثة أسر ضباط وجنود مصريين في قاعدة مروي العسكرية في وقت سابق، حيث تم تسليمهم إلى الحكومة المصرية عبر الصليب الأحمر الدولي. وأشار البيان إلى ما وصفه بالتدخل العسكري المصري المباشر في النزاع، متهماً الطيران المصري بشن غارات على معسكرات قوات الدعم السريع، منها "مجزرة معسكر كرري" التي أودت بحياة أكثر من أربعة آلاف جندي كانوا يستعدون للمغادرة إلى السعودية للمشاركة في "عاصفة الحزم".
وأضاف البيان أن الدعم المصري لم يتوقف عند الغارات الجوية، بل شمل تزويد الجيش السوداني بطائرات عسكرية من طراز كي8 الصينية، التي وصلت إلى قاعدة بورتسودان الجوية وشاركت في المعارك الأخيرة، بالإضافة إلى تقديم قنابل أميركية الصنع تسببت في دمار واسع للمنازل والمنشآت المدنية.
ووجه البيان انتقادات لاذعة لموقف مصر، واصفاً إياها بالملاذ الآمن لقادة "الحركة الإسلامية الإرهابية" وداعماً للنظام السابق في السودان. واتهم الحكومة المصرية بعرقلة الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق الاستقرار في السودان، مشيراً إلى أن مصر تعارض أي خطوات تهدد بقاء الجيش السوداني في السلطة.
وفي خطاب مسجل، اتهم حميدتي مصر بتدريب الجيش السوداني وإمداده بطائرات مسيرة، مشيراً إلى أن الغارات الجوية المصرية ساهمت في تراجع قوات الدعم السريع من منطقة جبل موية الاستراتيجية.
من جهتها، نفت الحكومة المصرية في بيان رسمي الاتهامات الموجهة إليها، ووصفت تصريحات حميدتي بأنها "مزاعم لا أساس لها". ودعت المجتمع الدولي إلى فحص الأدلة التي تثبت عكس ما قاله قائد قوات الدعم السريع.
وفي الوقت الذي استمرت فيه الحرب في السودان منذ أبريل 2023، تضاعف عدد اللاجئين إلى مصر ليصل إلى مئات الآلاف. وتزامن ذلك مع استضافة القاهرة لعدد من المؤتمرات التي تهدف إلى تحقيق السلام في السودان، وسط استمرار الاشتباكات التي أجبرت نحو 10 ملايين سوداني على النزوح، وانتشار المجاعة والعنف العرقي، الذي يُلقى باللوم فيه بشكل كبير على قوات الدعم السريع.