التحالفات الإقليمية..

استراتيجية "المشروع الكبير": كيف خططت حماس لأكبر هجوم على إسرائيل؟

أظهرت الوثائق أن حماس تبنت تكتيك "تجنب التصعيد" في الفترة التي سبقت الهجوم، وذلك لتمويه نواياها الحقيقية والاستعداد لضربة عسكرية واسعة النطاق.

وثائق سرية تكشف خطط حماس لتصعيد عسكري شامل بدعم من إيران وحزب الله

واشنطن

في تقرير حديث، استعرضت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية محاضر اجتماعات سرية زعمت أنها حصلت عليها من الجيش الإسرائيلي، تكشف تفاصيل خطط "حماس" قبل هجوم 7 أكتوبر 2023. هذه الوثائق، التي نسبها الجيش الإسرائيلي إلى حركة حماس، توضح استراتيجية الحركة على مدى أكثر من عامين لتجنب التصعيد مع إسرائيل، بهدف خداعها والاستعداد لتنفيذ هجوم كبير بمساعدة إيران.

خطط حماس والتعاون مع إيران وحزب الله

وفقًا للوثائق التي حصلت عليها الصحيفة، عقد زعيم المكتب السياسي للحركة، يحيى السنوار، اجتماعات مكثفة مع كبار قادة حماس لتحضير ما وصفوه بـ"الهجوم الأكثر تدميرًا" في تاريخ الحركة. تُظهر الوثائق جهودًا مضنية لإقناع إيران وحزب الله بدعم الخطة، والتي تم تسميتها داخليًا بـ"المشروع الكبير".

وبحسب التقارير، تم العثور على هذه الوثائق في يناير 2024 خلال عملية عسكرية في أنفاق خان يونس. إلا أن الإعلام الإسرائيلي لم ينشر هذه الوثائق بشكل مستقل، مما يثير تساؤلات حول صحتها ودقتها.

استراتيجية حماس: التحضير بصمت لتصعيد مدمر

تكشف الوثائق أن حماس خططت للهجوم منذ خريف 2022، لكن تأجيل التنفيذ جاء لمحاولة إقناع إيران وحزب الله بالمشاركة. أشار قادة حماس في الاجتماعات إلى أن "الوضع الداخلي" في إسرائيل، الناتج عن الاضطرابات السياسية وخطط نتنياهو لإصلاح القضاء، مثّل فرصة لتصعيد كبير.

في يوليو 2023، أرسلت حماس مبعوثًا إلى لبنان للقاء قائد إيراني طلب منه المساعدة في ضرب مواقع حساسة في إسرائيل. وعلى الرغم من تأييد إيران وحزب الله للفكرة مبدئيًا، أُجل التنفيذ مرة أخرى، حيث طلبت طهران مزيدًا من الوقت للتحضير.

الوثائق: خداع إسرائيل واستغلال الهدوء

بحسب الوثائق، كانت حماس تتعمد تجنب المواجهات مع إسرائيل منذ 2021 لتعزيز عنصر المفاجأة. في إحدى الاجتماعات في يونيو 2022، ناقش القادة خططًا تفصيلية لاستهداف قواعد عسكرية ومواقع حساسة في إسرائيل، والتي تم تنفيذها بالفعل في 7 أكتوبر.

كما أظهرت الوثائق أن قادة الحركة كانوا يخفون هذه الخطة حتى عن بعض مقاتلي حماس، حيث لم يتم إبلاغهم بالتفاصيل الكاملة إلا قبل ساعات من الهجوم.

تساؤلات حول الدور الإيراني في الهجوم

على الرغم من إشارات الوثائق إلى تواصل حماس مع إيران وحزب الله، نفت طهران رسميًا أي تورط مباشر في التخطيط للهجوم. أشارت الصحيفة إلى أن المرشد الإيراني علي خامنئي نفى علنًا تورط بلاده في الهجوم، رغم وجود تقارير متضاربة حول دور طهران وحزب الله في دعم حماس عسكريًا وتدريب مقاتليها.

فشل استخباراتي إسرائيلي

أشار تقرير الجيش الإسرائيلي إلى أن الوثائق المكتشفة تمثل "فشلًا استخباراتيًا" في التنبؤ بالهجوم. رغم علم إسرائيل ببعض هذه الخطط قبل الهجوم، إلا أن القيادات العسكرية قللت من قدرة حماس على التنفيذ الفوري. كما أدت الوثائق إلى تبادل الاتهامات داخل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.

في النهاية، لا تزال الكثير من التفاصيل غير مؤكدة، مع تساؤلات حول مدى صحة هذه الوثائق، وسط تفسيرات متباينة حول دور إيران وحزب الله، وهو ما يزيد تعقيد المشهد السياسي والعسكري في المنطقة.