تحركات دبلوماسية في المنطقة..

إسرائيل تدرس خيارات الرد على هجوم إيران الصاروخي: الخليج في مرمى التحذيرات الإيرانية

تعيش منطقة الشرق الأوسط حالة من التوتر والترقب الشديدين، وسط تهديدات متبادلة بين إيران وإسرائيل بعد هجوم إيراني صاروخي استهدف مواقع إسرائيلية في مطلع أكتوبر الجاري. وبينما تحذّر طهران دول الخليج العربي من السماح باستخدام أراضيها أو أجوائها في أي هجمات ضدها، تسعى الجهود الدبلوماسية في المنطقة لتهدئة التصعيد ومنع اتساع رقعة الصراع، خاصة مع مخاوف من استهداف البنية التحتية النفطية الخليجية.

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يستقبل نظيره الإيراني عباس عراقجي في الرياض. 9 أكتوبر 2024 - Reuters

واشنطن

يشهد الشرق الأوسط حالة من الترقب والقلق مع تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، على خلفية الهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدف مواقع إسرائيلية مطلع أكتوبر الجاري. وقد أدى هذا التصعيد إلى تحذيرات إيرانية لدول الخليج العربي من مغبة السماح باستخدام أراضيها أو مجالها الجوي في أي ضربات عسكرية قد تنفذها إسرائيل أو الولايات المتحدة ضد إيران.

في الوقت الذي لم تصدر فيه تصريحات رسمية واضحة، نقلت وسائل إعلام عن مسؤولين مجهولين تحذيرات إيران من استهداف الدول التي تسمح باستخدام أراضيها لشن أي هجوم. وبالمقابل، كثفت طهران من تحركاتها الدبلوماسية في محاولة لخفض التصعيد المحتمل، إذ زار وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الرياض، وأجرى مباحثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تناولت التطورات الإقليمية.

التحذيرات الإيرانية وتصاعد المخاوف

نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريراً نقل عن مسؤولين عرب أن إيران حذرت عبر قنوات دبلوماسية سرية من استهداف دول خليجية عربية إذا سمحت باستخدام أراضيها لشن هجوم على طهران. كما أشارت الصحيفة إلى أن إيران هددت برد مدمر على البنية التحتية المدنية الإسرائيلية، بالإضافة إلى توجيه ضربات لأي دولة تسهم في تسهيل الهجوم.

بدورها، أكدت الدول العربية رفضها استخدام مجالها الجوي أو بنيتها العسكرية لأي عمليات هجومية، وذلك في رسائل وجهتها إلى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، ما يعكس المخاوف المتزايدة من أن تتحول المنطقة إلى ساحة مواجهة شاملة.

حياد دول الخليج وسط تصاعد التوتر

صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية كشفت أن إيران دعت دول الخليج إلى الالتزام بالحياد، في ضوء الهجمات الصاروخية التي شنتها على إسرائيل، رداً على اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في أواخر سبتمبر، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية. وفي سياق متصل، تحرص إيران على إبقاء قنوات الحوار مفتوحة مع دول الخليج لتجنب تدهور الأوضاع.

وأكدت مصادر خليجية أن هذه الدول، وخاصة السعودية والإمارات، أعربت عن قلقها من تصعيد الصراع، في حين يواصل المسؤولون الإقليميون جهودهم للحفاظ على الاستقرار. وأشارت تقارير إلى أن دول الخليج تتخذ موقفاً حذراً من التورط في أي تصعيد، وتسعى لطمأنة إيران بشأن التزامها الحياد في الصراع.

جهود لخفض التصعيد

في مسعى لتجنب حرب شاملة، اجتمع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي مع نظرائهم الإيرانيين في الدوحة لمناقشة التطورات الإقليمية. وأكدت الدول الخليجية خلال الاجتماع أهمية خفض التصعيد والتحلي بضبط النفس، محذرين من أن استهداف منشآتها النفطية قد يكون له تداعيات خطيرة على الاقتصاد العالمي.

كما أبدت دول خليجية، بما في ذلك السعودية والإمارات وقطر، رفضها السماح لإسرائيل باستخدام أجوائها لشن هجمات على إيران، وفقاً لما ذكرته مصادر مطلعة لـ"رويترز". وتسعى هذه الدول إلى تجنب أي تصعيد من شأنه أن يهدد أمن المنطقة.

الموقف الإسرائيلي

حتى اللحظة، لا يزال موعد وطبيعة الضربة الإسرائيلية ضد إيران غير واضح. وعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية، تواصل إسرائيل استعداداتها العسكرية، حيث من المقرر أن يجتمع مجلس الوزراء الأمني لبحث خيارات الرد على الهجوم الإيراني، وفقاً لما أوردته وسائل الإعلام الإسرائيلية.

ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن إسرائيل قد تعتمد على مسارات بديلة لضرب إيران، تشمل التحليق عبر سوريا أو العراق، حيث تواجه دفاعات جوية ضعيفة.

خاتمة

بينما تتزايد حدة التصريحات بين إسرائيل وإيران، تحاول دول الخليج البقاء في موقف محايد، متخوفة من أن تنجر إلى صراع لن يكون أحد بمنأى عن تداعياته.