الصراع الفلسطيني الاسرائيلي..

حادثة تسلل عبر الحدود الأردنية: توتر أمني بين عمّان وتل أبيب وسط تصعيد إسرائيلي

شهدت العلاقات الأمنية بين الأردن وإسرائيل تصاعدًا جديدًا في التوتر بعد عملية تسلل نفذها مسلحان عبر الحدود الأردنية جنوب البحر الميت، حيث حاولا استهداف جنود إسرائيليين.

تأهب لقوات إسرائيلية في منطقة البحر الميت عقب الإعلان عن عملية التسلل من الأردن الجمعة (رويترز)

تل أبيب

أثارت عملية تسلل نفذها مسلحان عبر الحدود الأردنية جنوب البحر الميت، ومحاولتهما استهداف جنود إسرائيليين، تصاعدًا في التحديات الأمنية بين عمّان وتل أبيب، وفقًا لما نشرته وسائل إعلام عبرية يوم الجمعة. تأتي هذه الحادثة في ظل توتر العلاقات بين البلدين، خاصة على خلفية العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة ولبنان.

ولم يقدم الجانب الأردني الكثير من التفاصيل حول الحادثة، حيث اكتفى الجيش الأردني في بيان صادر عن القوات المسلحة بنفي مزاعم اجتياز عسكريين أردنيين للحدود الغربية للمملكة. فيما عجّت وسائل التواصل الاجتماعي بفيديوهات نُسبت إلى منفذي التسلل، مما زاد من حدة التكهنات حول دوافع العملية.

وأكدت مصادر أردنية تحفّظها على الخوض في التفاصيل حتى استكمال التحقيقات، مشددة على ضرورة الحصول على المعلومات من المصادر الرسمية وتجنب تداول الشائعات.

في المقابل، أعلن حزب جبهة العمل الإسلامي دعمه لما وصفه بالعملية "البطولية"، مشيرًا إلى أن المنفذين هما عامر قواس وحسام أبو غزالة، واللذان نفذا العملية ردًا على جرائم الاحتلال منذ بدء معركة "طوفان الأقصى". تم تداول فيديوهات للشابين وهما يعلنان تبنيهما للعملية، التي تعد الأولى من نوعها في استهداف مباشر عبر الحدود الأردنية - الإسرائيلية.

من جهته، تحدث المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عن تفاصيل العملية، قائلاً إن قوات الجيش رصدت "مخربين" اجتازوا الحدود من الأردن إلى الأراضي الإسرائيلية جنوب البحر الميت، حيث تم تحييدهما بعد تبادل لإطلاق النار. وأضافت تقارير إعلامية عبرية أن الجيش الإسرائيلي تمكن من التصدي للمهاجمين اللذين أطلقا النار على جنود إسرائيليين.

وفي سياق متصل، كانت حادثة مشابهة قد وقعت في 8 سبتمبر الماضي، عندما قام الأردني ماهر الجازي، وهو سائق شاحنة، بقتل ثلاثة جنود إسرائيليين قرب جسر الملك الحسين. هذه الحادثة شكلت تحديًا للسلطات الأردنية وسط توترات متصاعدة بين البلدين منذ بدء الحرب الإسرائيلية في غزة.

وأعربت مصادر أردنية عن مخاوفها من أن تُستغل هذه العمليات الفردية من قبل إسرائيل لتبرير التوسع في عملياتها العسكرية بالضفة الغربية، معتبرة أن تصعيد إسرائيل وارتكابها للمجازر ضد المدنيين في غزة ولبنان قد يدفع المنطقة إلى حالة من الهاوية ويزيد من مشاعر الغضب، التي قد ترتد سلبًا على الإسرائيليين.

ومن جانب آخر، استغلت منصات التواصل الاجتماعي، التي وصفتها مصادر أردنية بأنها إسرائيلية، الفرصة للتحريض ضد الأردن ونشر شائعات وأخبار كاذبة بهدف إحداث فتنة وتشويه الموقف الأردني، الذي يدعو إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي على غزة وتحذير من تفجير الأوضاع في الضفة الغربية.

وفي ردود فعل حزبية، أعلن حزب جبهة العمل الإسلامي (الذراع الحزبية لجماعة الإخوان المسلمين) تأييده للعملية، مشيرًا إلى أنها "تعبير حقيقي عن موقف الشباب الأردني الداعم لصمود الشعب الفلسطيني". وجاءت هذه التصريحات بالتزامن مع مسيرة نظمت في عمان بعد صلاة الجمعة، تضامنًا مع مقتل زعيم حماس يحيى السنوار في غزة.