الملف الإيراني..
من طهران إلى أصفهان: موجة الاحتجاجات الإيرانية تتزايد وسط تدهور الأوضاع الاقتصادية
شهدت إيران خلال اليومين الماضيين تصاعدًا في موجة الاحتجاجات التي شملت عدة مدن رئيسية، حيث قاد الطلاب، الممرضات، وعمال النفط مظاهرات احتجاجية ضد السياسات الحكومية المتبعة، مطالبين بالعدالة الاقتصادية والإصلاحات.
شهدت إيران تصاعداً في الاحتجاجات على مدار اليومين الماضيين، مما يعكس حالة الاستياء الواسعة عبر مختلف القطاعات. اندلعت اليوم الأحد 20أكتوبر مظاهرات في مدن مثل طهران، شوش، دامغان، وأصفهان، لتنضم إلى موجة الغضب التي قادها الطلاب والممرضات وعمال النفط يوم أمس. يسلط هذا التصاعد في المظاهرات الضوء على المعاناة الاقتصادية المتزايدة والمعارضة المتنامية للسياسات الحكومية. في جميع أنحاء البلاد، يرفع المواطنون أصواتهم مطالبين بالعدالة والإصلاحات الاقتصادية وتغيير النظام، مع استمرار تفاقم حالة الإحباط.
في 20 أكتوبر، اندلعت احتجاجات جديدة في عدة مناطق من إيران. في طهران، تجمع طلاب جامعة آزاد في منطقة باستور احتجاجاً على زيادة بنسبة 200٪ في الرسوم الدراسية، حيث هتفوا ضد العبء المالي المفرط الذي وضع على كاهلهم وأسرهم.
وفي شوش، نزل المتقاعدون من منظمة الضمان الاجتماعي إلى الشوارع، مطالبين بتحسين ظروفهم المعيشية وتنفيذ الوعود الحكومية. في أصفهان، نظم متقاعدو قطاع الفولاذ احتجاجات أيضاً، موجهين انتقادات للحكومة بسبب الوعود التي لم يتم الوفاء بها وسوء الإدارة الاقتصادية.
وفي دامغان، احتج المتقاعدون من شركة البرز الشرقية للفولاذ مطالبين بتحسين حقوقهم ومزاياهم، منضمين إلى الموجة المتزايدة من الاستياء.
في 19 أكتوبر، اندلعت احتجاجات متعددة في جميع أنحاء البلاد. في طهران، واصل طلاب جامعة آزاد مظاهراتهم التي بدأت الأسبوع الماضي، معربين عن غضبهم إزاء الزيادة الحادة في الرسوم الدراسية. الزيادة الكبيرة في الرسوم – التي تضاعفت ثلاث مرات من 30 مليون إلى 90 مليون تومان لكل فصل دراسي لبرامج العلوم الطبية – أثارت سخطاً واسعاً. واتهم الطلاب الجامعة بالافتقار إلى الشفافية وبتغليب الأرباح على التعليم، معتبرين أن هذه الزيادة عبء غير عادل في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة بالفعل.
وفي الوقت نفسه، استأنفت الممرضات في محافظة زنجان احتجاجاتهن أمام مبنى المحافظ، مطالبات بتحسين الأجور وإنهاء العمل الإضافي الإجباري. يعاني القطاع الصحي من ضغوط متزايدة وسط الأزمة الاقتصادية، وأعربت الممرضات عن إحباطهن العميق من تجاهل الحكومة لمطالبهن.
وفي منطقة سيري بمحافظة هرمزجان، نظم عمال النفط أيضاً احتجاجاً ضد “السياسات المعادية للعمال” وتدهور ظروف العمل. جاء ذلك في أعقاب سلسلة من الاحتجاجات المماثلة في قطاع الطاقة بشأن نزاعات الأجور والأمن الوظيفي. وفي زاهدان، بمحافظة سيستان وبلوشستان، تصاعدت التوترات بعد مقتل مواطن بلوشي محلي على يد قوات الأمن، مما زاد من حدة الإحباط في هذه المنطقة المهمشة.
تؤكد الاحتجاجات التي شهدتها إيران خلال اليومين الماضيين عمق واتساع حالة الاستياء في البلاد. عبر مختلف القطاعات والمدن، من الطلاب إلى المتقاعدين، ومن الممرضات إلى عمال النفط، ترتفع الأصوات المطالبة بالعدالة الاقتصادية والإصلاح الجذري. وبينما تستمر الحكومة في التقليل من أهمية هذه الاحتجاجات، فإن استمرارها وتوسع نطاقها يشير إلى أزمة متفاقمة داخل البلاد. يتوحد المواطنون من مختلف الفئات في مطلبهم للشفافية والعدالة والتغيير الحقيقي.