مصالحة تاريخية بين الصين والهند..

قمة بريكس تدعو لإحلال السلام في الشرق الأوسط وأوكرانيا وتدين الهجمات الإسرائيلية

أعلنت قمة بريكس 2024، التي استضافتها مدينة قازان الروسية، عن خطط جديدة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء، مع الدعوة إلى إحلال السلام في مناطق النزاع مثل الشرق الأوسط وأوكرانيا.

الدعوة لنظام عالمي متعدد الأقطاب وتعزيز التعاون الاقتصادي

وكالات

لم يقتصر اهتمام قادة الدول العشرين الذين حضروا قمة بريكس على الجانب الاقتصادي وتعزيز الشراكات بين الدول الأعضاء، بل عكست كلماتهم رغبة واضحة في أن تتحول القمة إلى منبر سياسي يعبر عن قضايا العالم الثالث، مع الإيحاء بإمكانية أن تشكل المجموعة قوة توازن في مواجهة الهيمنة الغربية.

القمة وجهت دعوات صريحة لإحلال السلام في كل من الشرق الأوسط وأوكرانيا، وهو ما لاقى تجاوباً من روسيا التي أبدت استعدادها لدعم مبادرات التوصل إلى وقف الحرب مع كييف. وفي هذا السياق، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن "مسار تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب جارٍ ولا رجعة فيه"، محذراً من أن الاعتماد المفرط على العقوبات الاقتصادية والحمائية قد يؤدي إلى أزمة عالمية.

ورأت روسيا في القمة فرصة لإبراز قوتها السياسية والاقتصادية، مؤكدة من خلال حضور رؤساء وقادة دول مؤثرة أن محاولات عزلها وفرض العقوبات على اقتصادها قد باءت بالفشل.

وفي سياق متصل، أشار المحلل السياسي الروسي كونستانتين كالاتشيف إلى أن الكرملين يسعى من خلال جمع قادة بريكس في قازان إلى التأكيد على أن روسيا ليست معزولة بل تمتلك شركاء وحلفاء. كما أوضح أن موسكو تعمل على إظهار "بديل للضغط الغربي"، وأن التعددية القطبية أصبحت واقعاً لا يمكن تجاهله.

شهدت القمة حضوراً نوعياً من قادة دول مثل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والرئيس الصيني شي جينبينغ، ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مما أضفى على القمة أهمية سياسية واقتصادية بالغة، وهو ما يفرض على الولايات المتحدة التعامل مع هذا التكتل بجدية أكبر وليس كمجرد تجمع عرضي.

ورغم تقليل الولايات المتحدة من أهمية تحول مجموعة بريكس إلى خصم جيوسياسي، إلا أنها أبدت قلقها من استعراض موسكو قوتها الدبلوماسية في ظل استمرار النزاع في أوكرانيا.

كما أظهرت القمة قدرة المجموعة على حل الخلافات الداخلية، إذ عقد الرئيسان الصيني والهندي اجتماعاً ثنائياً هو الأول منذ خمس سنوات، وتصافحا على هامش القمة، مؤكدين على أهمية تجاوز النزاعات بما يخدم تطلعات التنمية لكلا البلدين.

وفي كلمته، قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إن توسيع بريكس يعكس رغبة دول المجموعة في تعزيز التعاون المتعدد الأطراف، مبرزاً أهمية إيجاد آليات مبتكرة لتمويل التنمية في الدول النامية.

وفي بيانها الختامي، عبرت دول بريكس عن بالغ قلقها إزاء استمرار الصراعات في الشرق الأوسط وأوكرانيا، داعية إلى إحلال السلام ووقف الحرب. كما أعرب البيان عن القلق حيال الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مندداً بالتصعيد العسكري الإسرائيلي الذي تسبب في مقتل وإصابة العديد من المدنيين. بالإضافة إلى ذلك، ندد البيان بالأوضاع في جنوب لبنان، وطالب بوقف فوري للأعمال العسكرية.

ورغم التوترات السياسية التي ناقشتها القمة، لم تغفل الواجهة الاقتصادية التي تأسست من أجلها. فقد اقترحت روسيا إنشاء بورصة لتداول الحبوب بين دول بريكس مع إمكانية توسيعها لتشمل سلعاً رئيسية أخرى مثل النفط والغاز والمعادن، وهو ما اعتبره بوتين خطوة نحو تحقيق الأمن الغذائي ومواجهة التدخلات الخارجية في الأسواق.

ودعم قادة المجموعة فكرة إنشاء نظام مدفوعات عابر للحدود، مما سيمكن دول بريكس من التبادل التجاري دون الاعتماد على الدولار. وفي هذا السياق، قال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إن الوقت قد حان لإنشاء طرق دفع بديلة، مؤكداً أن بنك التنمية الجديد التابع للمجموعة صُمم ليكون بديلاً للمؤسسات المالية التقليدية مثل صندوق النقد الدولي.

كما دعا بوتين إلى إنشاء منصة استثمارية لدول بريكس، تسهل الاستثمارات المتبادلة بين دول المجموعة، مع إمكانية توسيع استخدامها لتشمل دول الجنوب العالمي.