تل أبيب تراقب عن كثب..

العراق: ساحة مواجهة جديدة بين إيران وإسرائيل وسط تصاعد التوترات الإقليمية

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، تتجه إيران بشكل متزايد إلى العراق كنقطة انطلاق لهجماتها الصاروخية على إسرائيل، وسط تهديدات إسرائيلية بشن ضربات داخل العراق في حال استمرار الميليشيات المدعومة من إيران في مهاجمتها.

رئيس الوزراء العراقي يحذر من خطر انزلاق العراق إلى صراع إقليمي

تل أبيب

في ظل تزايد المخاطر الإقليمية، تستند إيران بشكل متزايد إلى العراق كنقطة انطلاق لصواريخها الباليستية ضد إسرائيل، وذلك بسبب القيود المدى التي عانت منها خلال هجومي "الوعد الصادق" 1 و2، إضافةً إلى استنفاد أغلب مخزونها من الصواريخ طويلة المدى. دفعت هذه التحركات إسرائيل إلى إصدار تهديدات غير مباشرة إلى بغداد، ملوحةً بشن ضربات داخل الأراضي العراقية إذا استمرت الميليشيات المدعومة من إيران في استهدافها.

يبرز العراق كخيار استراتيجي وحيد لإيران مع ما يُشاع عن رفض الرئيس السوري بشار الأسد التورط في الصراع الإقليمي المتصاعد منذ أكتوبر من العام الماضي، وسط تكهنات عن استعداد دمشق لإعادة تموضعها في المنطقة بعيداً عن المحور الإيراني.

ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الأحد في تقرير أن تل أبيب حددت أهدافاً داخل العراق قد تضربها إذا استمرت الميليشيات المدعومة من إيران في مهاجمتها، محذرةً بغداد من عواقب السماح باستمرار هذه الهجمات. ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تُكشف هويتها أن الأقمار الصناعية رصدت عمليات نقل صواريخ باليستية ومعدات ذات صلة من إيران إلى العراق، يُفترض استخدامها في هجوم وشيك على إسرائيل.

كما أشار التقرير إلى مراقبة إسرائيلية دقيقة للأهداف المرتبطة بالميليشيات المدعومة من إيران وأخرى داخل العراق، ودعت بغداد إلى اتخاذ إجراءات صارمة لكبح جماح الميليشيات ومنع استخدامها الأراضي العراقية كمنصة لشن هجمات.

وعلى خلفية الضربات الإسرائيلية الأخيرة داخل إيران، تحدث مسؤولون إيرانيون عن احتمال زيادة مدى الصواريخ الباليستية الإيرانية، مما يشير إلى نقص حاد في مخزون طهران من الصواريخ بعيدة المدى. وفي تصريح لكمال خرازي، مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي، قال إن "طهران قد تزيد مدى صواريخها الباليستية إلى ما يتجاوز 2000 كيلومتر"، وهو الحد الذي وضعته سابقاً لنفسها.

لكن استغراق تصنيع صواريخ جديدة وقتاً دفع إيران حالياً إلى التركيز على إطلاق الصواريخ من العراق، خاصة في ظل موقف الأسد الرافض للمشاركة في الصراع. ووسط هذا المشهد، انخرطت الميليشيات العراقية في النزاع بضربات متكررة على إسرائيل، مهددةً بإشعال أزمة طاقة عالمية في حال استهداف المنشآت النفطية الإيرانية.

وأعلنت تلك الميليشيات يوم الأحد عن قصفها ثلاثة مواقع عسكرية داخل إسرائيل بالطائرات المسيرة، معتبرةً أن الهجمات تأتي ردًا على العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، مع تأكيدها استمرار عملياتها ضد "معاقل العدو".

من جهته، أعرب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عن مخاوفه من انتقال الصراع إلى العراق، حيث وجه رسالة قبل شهر إلى الرئيس الأميركي جو بايدن والدول الأوروبية، محذراً فيها من مخاطر التصعيد. وقال السوداني في بيانه إن المنطقة تعتبر "الرئة التي يتنفس منها العالم بالطاقة"، مطالباً بجهود مضاعفة "لإنقاذ المنطقة من ويلات حرب شاملة".

ويشير مراقبون إلى أن العلاقات الإيرانية-السورية تشهد توتراً ملحوظاً، وهو ما أكدته تصريحات مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي أكبر ولايتي التي جاءت لنفي "المزاعم التي تهدف إلى إفساد العلاقة بين إيران وسوريا". وبالرغم من هذا النفي، تظهر دلائل على تحركات سورية نحو تجنب التورط، حيث أفاد تقرير لرويترز بأن الأسد أحجم عن دعم الفصائل الفلسطينية في غزة بعد تهديدات إسرائيلية، ورفض السماح لحزب الله بنشر قوات في الجولان.

يرى المراقبون أن الأسد يدرك أن التورط المباشر في هذا الصراع قد يؤدي إلى رد إسرائيلي قد يضعف قواته العسكرية. ورغم اعتماد دمشق سياسة الحياد، لا تزال تتعرض لضربات إسرائيلية متواصلة، حيث نفذ الجيش الإسرائيلي غارة برية في سوريا يوم الأحد، أسفرت عن اعتقال مواطن سوري متورط في شبكات إيرانية، في أول إعلان عن تدخل بري مباشر منذ بدء الحرب.