معاداة السامية..
أعمال عنف ضد إسرائيليين في هولندا تثير القلق من عودة الكراهية العرقية في أوروبا
شهدت مدينة أمستردام الهولندية هجمات معادية للسامية استهدفت مشجعين إسرائيليين كانوا قد قدموا لحضور مباراة كرة قدم، ما أثار ردود فعل غاضبة من المسؤولين الأوروبيين الذين أدانوا الاعتداءات وشددوا على ضرورة حماية الجاليات اليهودية في أوروبا، وسط مخاوف من تصاعد موجة الكراهية في القارة.
دان المسؤولون الأوروبيون الهجمات التي تعرض لها إسرائيليون زاروا هولندا لحضور مباراة كرة قدم مساء الخميس الماضي، مشددين على ضرورة التصدي لمعاداة السامية التي ما زالت تطل برأسها في أوروبا. وأعرب الإسرائيليون عن شعورهم بأن هذه الحوادث تستحضر في الأذهان مآسي اليهود الماضية في أوروبا، محذرين من تكرار مظاهر الاضطهاد التي يسعى الأوروبيون جاهدين للتخلص من إرثها.
يرى الجانب الإسرائيلي أن هذه الاعتداءات تندرج في إطار معاداة السامية، بعيداً عن أي صلة مباشرة بالصراع في غزة أو الوجود العربي والمسلم في أوروبا. وتزامنت الهجمات مع ذكرى "ليلة الزجاج المكسور"، حيث وصفت السفارة الإسرائيلية في هولندا المشهد بأنه "مروع"، إذ يعيد إلى الأذهان تلك الليلة القاسية التي شهدها اليهود في ألمانيا النازية، مع تزايد المخاوف من تجدد العنف في شوارع أوروبا.
في سياق متصل، وصف المستشار الألماني أولاف شولتس عبر منصة "إكس" تقارير العنف ضد مشجعي مكابي تل أبيب في أمستردام بأنها "غير مقبولة"، مشدداً على وجوب توفير الأمان لليهود في أوروبا. وأبدى شولتس قلقه من تأثير العنف الذي يستهدف اليهود بالتزامن مع تصاعد اليمين المتطرف والنشاطات العدائية للجماعات الإسلامية المتشددة التي تستغل الصراع في غزة لتحريض الجاليات ضد اليهود.
من جهتها، قررت بلدية أمستردام منع المظاهرات لثلاثة أيام بدءاً من الجمعة عقب أحداث وصفتها رئيسة البلدية فمكه هالسما بأنها "هجمات كر وفر معادية للسامية". وأفادت بأن مشجعي مكابي تل أبيب تعرضوا للهجوم والرشق بالألعاب النارية، ما استدعى تدخل شرطة مكافحة الشغب لمرافقتهم إلى أماكن إقامتهم.
وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تدخل الشرطة في اشتباكات تخللها هتافات معادية لإسرائيل، فيما ردد بعض مشجعي مكابي تل أبيب عبارات معادية للعرب قبل المباراة التي جمعتهم بفريق أياكس أمستردام.
وذكر أحد المشجعين الإسرائيليين، جوني بوجربتسي، أن "أجواء الرعب" هيمنت في شوارع أمستردام مع مشاهد العنف التي واجهها مشجعو مكابي. وقد أرسلت إسرائيل طائرتين لإعادة المئات من المشجعين الإسرائيليين إلى بلادهم بعد أحداث وصفها مسؤولون بأنها ذات طابع معادٍ للسامية.
وسجلت هولندا ارتفاعاً في الحوادث المعادية للسامية منذ اندلاع الصراع الأخير بين إسرائيل وغزة. ووردت تقارير عن تهديدات طالت مؤسسات يهودية في البلاد، فيما أشار مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن قرار إرسال الطائرات جاء استجابة "لحادثة عنيفة" استهدفت مواطنين إسرائيليين.
وعبر رئيس الوزراء الهولندي ديك سخوف عن صدمته إزاء الهجمات، مؤكداً لنتنياهو أن بلاده لن تتوانى عن ملاحقة المتورطين وتقديمهم للعدالة. من ناحيته، أدان السياسي الهولندي خيرت فيلدرز هذه الأحداث، داعياً إلى ترحيل "المجرمين من المسلمين"، في إشارة إلى الاتهامات التي وجهها لهذه الفئة.
وأضاف الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ أن هذه الأحداث تذكر بأحداث دامية في التاريخ اليهودي، مؤكداً أن مشاهد العنف ضد مشجعي مكابي تل أبيب في أمستردام تثير القلق وتعيد إلى الأذهان مآسي الماضي.