خطوة محفوفة بالمخاطر..

حزب الله وإسرائيل: بين حرب الاستنزاف ومفاوضات وقف إطلاق النار

أعلن النائب اللبناني قاسم هاشم، السبت، أن الرد اللبناني على مسودة الهدنة التي اقترحتها الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" سيصبح جاهزًا بين الاثنين والثلاثاء المقبلين.

لبنان يقترب من الرد على مسودة الهدنة وسط تصاعد العمليات العسكرية

واشنطن

صرح النائب اللبناني قاسم هاشم، السبت، أن لبنان سيقدم رده على مسودة اقتراح الهدنة التي قدمتها الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار مع إسرائيل بين الاثنين والثلاثاء المقبلين. ويأتي ذلك وسط تصاعد العمليات العسكرية بين إسرائيل و"حزب الله" في جنوب لبنان، ودخول الجهود الدبلوماسية مرحلة الأوراق التفاوضية لأول مرة منذ توسع الحرب في أواخر سبتمبر.  

التفاوض تحت النار


تسلم رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، المقترح الأميركي، الذي تضمن بنودًا أثارت جدلًا في الساحة اللبنانية. وأوضح النائب هاشم أن الرد اللبناني سيشمل ملاحظات جوهرية، خاصة فيما يتعلق بحرية الحركة الإسرائيلية وتشكيل لجنة إشراف جديدة. وأضاف أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار يجب أن يتماشى مع القرار الأممي رقم 1701.  

هاشم انتقد النهج الإسرائيلي قائلاً: "العدو يحاول فرض شروطه تحت النار لدفع لبنان إلى التنازل، لكن هذا لن يحدث". وأشار إلى أن نبيه بري يتبع نهجًا حذرًا في إدارة الملف لضمان سيادة لبنان وكرامته.  

بنود مثيرة للجدل في المقترح الأميركي


ذكرت صحيفة *وول ستريت جورنال* أن المسودة الأميركية تشمل انسحاب "حزب الله" إلى شمال نهر الليطاني، على أن يتولى الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل منع عودته جنوبًا. وأشارت الصحيفة إلى وجود نقطة خلافية بشأن ضمان إسرائيل الالتزام بوقف إطلاق النار إذا فشلت القوات اللبنانية والدولية في تنفيذ المهام.  

التوقيت وتأثير التغيرات السياسية


لم يستبعد هاشم أن يبقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المفاوضات معطلة حتى يناير المقبل، تزامنًا مع تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب السلطة، مستبعدًا تقديم أي تنازلات كبيرة للإدارة الأميركية الحالية.  

على الجانب الآخر، نقلت صحيفة *واشنطن بوست* عن مصادر إسرائيلية أن نتنياهو يسعى لتحقيق مكاسب سياسية مبكرة لإدارة ترامب من خلال التوصل إلى هدنة، خاصة بعد تعهده بإنهاء الحروب في الشرق الأوسط.  

إيران تدعم الموقف اللبناني


نفى هاشم أي ارتباط بين زيارة مستشار المرشد الإيراني علي لاريجاني إلى بيروت وتوقيت تسلم لبنان للمقترح الأميركي. وصرح لاريجاني، بعد لقائه المسؤولين اللبنانيين، أن إيران تدعم أي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية و"المقاومة"، مؤكدًا أن طهران تسعى لحل الأزمة دون تعطيل.  

تعزيز العمليات العسكرية  


على صعيد العمليات العسكرية، أعلنت إسرائيل توسيع هجماتها في جنوب لبنان، مشيرة إلى انضمام آلاف الجنود الإضافيين إلى القوات المتمركزة هناك. وصرح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، أن العمليات تهدف إلى زيادة الضغط على "حزب الله" للتوصل إلى تسوية.  

من جانب آخر، أفادت تقارير بأن "حزب الله" يستعد لحرب استنزاف طويلة الأمد، بقيادة عسكرية جديدة لإدارة الصواريخ والعمليات البرية. ونقلت *يديعوت أحرونوت* أن الحزب غير مستعجل لقبول مقترح التسوية، مما يترك المجال مفتوحًا لتصعيد مستمر.