استراتيجية غامضة وتوتر متصاعد..
الاضطراب الداخلي في طهران بعد فوز ترامب: انقسامات بين التفاوض والمواجهة
تشهد إيران حالة من الاضطراب الداخلي عقب فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بولاية جديدة، حيث أثار هذا التطور موجة من الانقسامات داخل النظام الإيراني بين الدعوات للتصعيد والمخاوف من الدخول في مواجهة غير محسوبة.
نشرت صحيفة ستاره صبح الرسمية في 16 نوفمبر مقالًا بعنوان "أيام مرعبة"، وصفت فيه المشهد الإيراني بعد فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة، محذرة من فترة مليئة بالتوترات والاضطرابات. وأشارت إلى أن الأيام المتبقية من ولاية بايدن (63 يومًا) قد تكون عصيبة لإيران، داعية قادة النظام إلى التزام الحذر وتجنب أي تصعيد قد يؤدي إلى تفاقم الوضع.
تحذيرات من تغير الظروف
حذرت الصحيفة من أن عودة ترامب تعني التعامل مع شخصية غير قابلة للتنبؤ وداعمة قوية لإسرائيل ومعادية بشدة للجمهورية الإسلامية. ودعت إلى إعادة تقييم النهج الإيراني للتكيف مع هذا الواقع الجديد.
في سياق متصل، وصف علي مطهري، النائب السابق لرئيس مجلس النظام، هذه المخاوف بـ"الاستسباع"، مشيرًا إلى أن البعض يسعى للتفاوض مع ترامب بدافع الخوف، قائلاً: "لدينا مرض يُسمى ‘الاستسباع’، وهو عندما يقف حيوان أمام مفترس، يقترب منه خوفًا من أن يُبتلع."
انقسامات داخلية وتصريحات متناقضة
يظهر المشهد الإيراني حالة من الانقسام الداخلي في الخطاب الرسمي. ففي خطبة الجمعة بمدينة أردبيل، وصف الملا عاملي ترامب بأنه "رجل اقتصاد يبتعد عن الحرب لأنها مكلفة." بينما رد عليه الملا عبادي في خطبة أخرى قائلاً: "ترامب تاجر لنفسه فقط، ولن يرفع العقوبات بل سيزيدها."
من جانب آخر، صرحت المتحدثة باسم الحكومة أن "لا فرق بين ترامب وبايدن"، وهو ما أثار سخرية وسائل الإعلام المؤيدة للنظام. صحيفة هممیهن علقت على هذا التصريح بقولها: "هناك فرق كبير جدًا بين الرجلين، ولا يمكن تقبل مثل هذا الكلام من مسؤول حكومي."
تزايد الضغط الداخلي والدعوات للتمسك بالمواجهة
تواجه الحكومة ضغوطًا متزايدة من أجنحة داخل النظام الإيراني، حيث اتهمت صحيفة مقربة من الحرس الثوري "عناصر منبهرة بالغرب" بالسعي لإعادة التفاوض مع ترامب وتعليق عمليات "الوعد الصادق 3"، وهي سلسلة من العمليات التي يعتبرها النظام جزءًا من استراتيجيته لمواجهة الضغوط الخارجية.
الصحيفة شددت على أن التفاوض مع أمريكا سيكون "حماقة وخيانة"، داعية إلى تنفيذ عمليات عسكرية لتعزيز الموقف الإيراني أمام الإدارة الأمريكية الجديدة.