واشنطن تحذر تركيا..
أنقرة ترفض استقبال قادة حماس: مصلحة الدولة فوق الاعتبارات الإقليمية
وجهت الولايات المتحدة تحذيرًا صريحًا إلى تركيا بشأن احتمالية استضافة قادة حركة حماس، مؤكدة أن "زعماء منظمة إرهابية لا ينبغي أن يعيشوا بأمان في أي مكان".
نفت تركيا بشكل قاطع وجود أي نية لنقل مقر حركة حماس من قطر إلى أراضيها، في رسالة تحمل دلالات سياسية موجهة للأطراف المعنية، وخصوصًا الدوحة التي قد تكون استفسرت عن الموقف التركي بهذا الشأن. أكدت أنقرة أن مكان قادة حماس ليس في تركيا، مشيرة إلى أن إيران قد تكون الوجهة الأنسب لهم، خاصة أن القادة في الخارج ليس لديهم تأثير مباشر على الداخل الفلسطيني يمكن أن تستخدمه تركيا كورقة سياسية.
مصادر في وزارة الخارجية التركية نفت، عبر وكالة الأناضول، صحة الأنباء المتعلقة بنقل المكتب السياسي لحماس إلى تركيا، مشددة على أن هذه الادعاءات "لا تعكس الحقيقة". ويُظهر تسريب هذا الموقف الرسمي عبر مصادر مجهولة محاولة لتجنب الإحراج عن المسؤولين الأتراك، وعلى رأسهم الرئيس رجب طيب أردوغان، وإيصال رسالة مفادها أن أنقرة تضع مصالحها فوق كل اعتبار، ولا ترغب في إثارة توترات مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
من جهتها، حذرت الولايات المتحدة تركيا من استقبال قادة حماس أو التعامل معهم. وقالت الخارجية الأمريكية إن "زعماء منظمة إرهابية لا يجب أن يعيشوا بأمان في أي مكان"، مؤكدة أن هذا الخيار غير مقبول. ويبدو أن الموقف التركي المتسرب جاء استباقًا لتحذيرات أمريكية صارمة بشأن استضافة قادة الحركة، مما يعكس رغبة أنقرة في تجنب مواجهة دبلوماسية مع واشنطن.
تسعى تركيا من خلال موقفها المعلن إلى توجيه رسالة واضحة لقطر وحماس، بأن عليهما البحث عن بدائل بعيدًا عن أراضيها. وقد يكون هذا الموقف ردًا على محاولة جس نبض تركي، ربما تمت خلال زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى أنقرة، بشأن مصير قادة حماس بعد فشل الوساطة القطرية في إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
ترى تركيا أن استضافة قادة حماس لا تعود عليها بفائدة سياسية، حيث إن هؤلاء القادة من الصف الثاني والثالث، ولا يمتلكون تأثيرًا يذكر على الداخل الفلسطيني أو على كتائب القسام، كما أنهم لا يملكون سلطة اتخاذ قرارات حاسمة مثل قبول وقف إطلاق النار أو إطلاق سراح الرهائن.
مع رفض تركيا استقبال قادة الحركة، تبدو إيران الخيار المتاح، رغم التحديات. فإيران، المستفيد الأكبر من هجوم حماس في أكتوبر 2023، قد تكون الوجهة المحتملة لهم، إلا أن هذا الخيار يحمل مخاطر لحماس، خاصة بعد اغتيال إسماعيل هنية خلال زيارته لإيران، مما يشير إلى أن طهران ليست بيئة آمنة للحركة. كما أن انتقال حماس إلى إيران سيُضعف من استقلاليتها، ويكرّس تبعيتها الكاملة لإيران، وهو ما تخشاه الحركة.
يأتي النفي التركي بعد تقرير نشرته صحيفة تايمز أوف إسرائيل، زعم أن أعضاء من قيادة حماس غادروا قطر إلى تركيا، عقب إعلان الدوحة انسحابها من الوساطة لإنهاء الحرب في غزة. ورد أردوغان على هذه التكهنات بتوضيح أن مكان قادة حماس الطبيعي هو الدوحة، في إشارة إلى أن تركيا لن تُجازف بعلاقاتها مع القوى الإقليمية والدولية باستضافتهم.