احتجاجات المتقاعدين وارتفاع أسعار الخبز يكشفان زيف وعود بزشكيان..
إيران على صفيح ساخن: الغضب الشعبي يتصاعد بسبب الأزمات الاقتصادية
نظم المعلمون المتقاعدون احتجاجات حاشدة هاجموا خلالها حكومة بزشكيان بشعارات غاضبة، في وقت تواجه فيه البلاد أزمة معيشية خانقة تفاقمت مع ارتفاع أسعار الخبز بنسبة تجاوزت 100% خلال ثلاث سنوات، وانقطاع الكهرباء، وتصريحات مستفزة من رئيس الجمهورية تزيد من حدة الاحتقان الشعبي.
شهدت إيران يوم 16 نوفمبر موجة جديدة من الاحتجاجات، حيث نظم المعلمون المتقاعدون تظاهرات حاشدة رددوا خلالها شعارات غاضبة، عكست هذه الشعارات حالة الغضب الشعبي تجاه الحكومة، حيث وجه المحتجون انتقادات لاذعة لرئيس الجمهورية بزشكيان، متهمين إياه بالكذب وزيف الوعود، في وقت يعاني فيه المواطنون من أزمات معيشية خانقة.
ارتفاع أسعار الخبز: أزمة جديدة للفقراء
في نفس اليوم، أعلنت وكالة الأنباء الرسمية للنظام عن زيادة حادة في أسعار الخبز بمحافظة سمنان، إذ ارتفع سعر خبز اللواش المدعوم من 2500 ريال في 2021 إلى 6250 ريال في نوفمبر الجاري. كما قفز سعر خبز البربري من 7500 ريال إلى 18,750 ريال، بزيادة تجاوزت 100% خلال ثلاث سنوات.
يمثل هذا الارتفاع في أسعار الخبز، الغذاء الأساسي للفقراء، جزءًا من السياسات الاقتصادية المتدهورة خلال أول مئة يوم من حكم بزشكيان، الذي خرج من عباءة خامنئي بوعود لتحسين الوضع المعيشي، لكنه بدلاً من ذلك سجل ارتفاعًا كبيرًا في تكاليف الغذاء، السكن، وعمليات الإعدام، ما أثار موجة انتقادات واسعة.
سياسات بزشكيان تُفاقم الأزمات
في ظل انقطاع الكهرباء الذي يعطل حياة الإيرانيين، أطلق بزشكيان تصريحات مستفزة للشعب، حيث دعاهم إلى "خفض استهلاك الكهرباء" بحجة أنهم يستهلكون ثلاثة أضعاف ما يستهلكه الأوروبيون. وقال: "أنا شخصيًا أرتدي ملابس دافئة في منزلي، ويمكن للآخرين أن يفعلوا ذلك أيضًا."
هذه التصريحات دفعت المواطنين إلى الرد بشعارات مثل "بزشكيان، اخجل من نفسك!"، تعبيرًا عن استيائهم من السياسات التي تزيد من معاناتهم، رغم امتلاك إيران ثروات كبيرة من النفط والغاز.
تزايد الغضب الشعبي وخطر الانفجار الاجتماعي
تظهر حالة الغضب الشعبي من خلال احتجاجات المتقاعدين والممرضين والعمال، الذين رفعوا شعارات مثل:
- "لا البرلمان ولا الحكومة يهتمان لأمر الشعب!"
- "حقوقنا تُنتزع فقط من الشوارع!"
صحيفة اعتماد، التابعة للنظام، اعترفت بتاريخ 19 نوفمبر بخطورة الوضع، مشيرة إلى أن الفقر في إيران لم يعد مجرد مشكلة اقتصادية، بل تحول إلى تهديد للتماسك الاجتماعي والاستقرار السياسي.
وفي سياق مشابه، حذرت صحيفة ستاره صبح من أن تصاعد الغضب الشعبي قد يؤدي إلى موجة احتجاجات عارمة يصعب على الحكومة السيطرة عليها، مشيرة إلى أن "إذا انتقل الغضب إلى الشوارع، لن يكون لبزشكيان أي دور، وستكون السيطرة بيد القوى العسكرية."