طهران تنفتح على أكثر من سيناريو في حالة وفاة خامنئي..
بعد أبراهيم رئيسي: كيف ستؤثر صحة خامنئي على المشهد السياسي الإيراني؟
طرح الصحافي الإيراني أشكان حكيمي نظريتين محتملتين بشأن مرحلة ما بعد المرشد الأعلى علي خامنئي، في ظل تزايد التكهنات حول صحته. الأولى تتمثل في احتمال سعي خليفته لتحسين العلاقات مع الغرب.
تتزايد التكهنات حول صحة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، الذي يعد صاحب القرار النهائي في السياسات العسكرية والنووية، وسط تقارير غير مؤكدة عن تدهور حالته الصحية واحتمالية تحضير خلافته منذ فترة طويلة. في الأشهر الأخيرة، تزايد الحديث عن احتمال توريث خامنئي منصبه لابنه مجتبى، البالغ من العمر 55 عامًا، لا سيما بعد الحادث المأساوي الذي أودى بحياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية على الحدود الإيرانية الأذربيجانية، وهو الحادث الذي يعتقد البعض أنه مدبر.
ظهرت صورة للمرشد الإيراني مؤخرًا في مكتبه، حيث كان يتحدث مع السفير الإيراني في لبنان، وهو أحد المصابين في الضربات الإسرائيلية على حزب الله في سبتمبر/أيلول الماضي، ما ساعد في دحض الشائعات التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي تزعم أنه في غيبوبة أو قد توفي.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد نشرت في 27 أكتوبر/تشرين الأول تقريرًا يشير إلى أن خامنئي يعاني من مرض خطير، وأنه قد يتم توريث المنصب لابنه. ظهرت أيضًا مزاعم عن دخوله في غيبوبة، رغم أن الخبراء شككوا في صحتها. منذ أكثر من عقدين، كانت صحة خامنئي محط تكهنات، حيث ظهرت شائعات في عدة مناسبات حول مرضه وحتمية خلافته، كانت آخرها في 2020 بعد خضوعه لجراحة في البروستاتا.
وأشار بعض الأطباء إلى أن إصابته بسرطان البروستاتا المتقدم قد يتسبب في مضاعفات خطيرة مثل الغيبوبة وفشل الأعضاء، إلا أن معدل الشفاء من هذا المرض في حال اكتشافه مبكرًا مرتفع. ورغم ذلك، فإن تحديات النظام الصحي في إيران قد تؤثر في فرص بقائه على قيد الحياة في حال كان يعاني من مرض متقدم.
ويعد تعيين خليفة للمرشد الأعلى الإيراني مهمة صعبة، حيث لا يمكن أن يتم ذلك إلا من خلال انتخاب مجلس الخبراء، الذي يتكون من 88 رجل دين شيعي.
من جهة أخرى، طرح الصحافي الإيراني أشكان حكيمي فرضيتين حول ما سيحدث بعد وفاة خامنئي: إما أن يسعى الزعيم الجديد لتحسين العلاقات مع الغرب، أو أن يؤدي الموت إلى اضطرابات قد تغير النظام القائم. تبقى هذه السيناريوهات مجرد تكهنات في الوقت الراهن حتى تتضح الحالة الصحية للمرشد.
تقارير من طهران تشير إلى أن مجتبى خامنئي قد تم اختياره سراً لخلافة والده، وذلك بعد حادثة وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي. يُعتقد أن مجتبى قد حظي بدعم كبير ليكون خلفًا لوالده في منصب المرشد الأعلى، وذلك بعد تصويت سري داخل الأوساط الإيرانية. وعلى الرغم من أن رئيسي كان يعد في وقت ما المرشح الأبرز لهذا المنصب، إلا أن وفاته غيّرت المشهد السياسي في إيران.
مجتبى خامنئي، الذي ولد في مشهد وله علاقات وثيقة مع الحرس الثوري الإيراني، يعتبر شخصية مثيرة للجدل وقوية بين الموالين لوالده. وتتمتع العائلة بنفوذ كبير في السياسة الإيرانية منذ ما بعد الثورة الإسلامية عام 1979.