ولي العهد السعودي يضع شرطًا للتطبيع..

الخليج يترقب: هل يعود ترامب كحليف قوي في مواجهة أزمات المنطقة؟

اعتمد ترامب نهجًا جريئًا ومثيرًا للجدل، عزّز فيه العلاقات مع إسرائيل ودول الخليج عبر اتفاقيات أبراهام، وألغى الاتفاق النووي مع إيران، متجاهلًا المخاوف الفلسطينية.

ترامب والشرق الأوسط: فرص العودة وتحديات الواقع الجديد

واشنطن

عندما تولّى دونالد ترامب الرئاسة الأميركية لأول مرة، تبنّى سياسة جريئة ومثيرة للجدل في الشرق الأوسط، حيث نقل السفارة الأميركية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، وأشرف على توقيع اتفاقيات تطبيع بين إسرائيل ودول عربية بارزة، وألغى الاتفاق النووي مع إيران.
استندت سياسة ترامب إلى دبلوماسية تعتمد على القوة والمعاملات المباشرة، متجاهلًا في كثير من الأحيان الإجماع الدولي والمخاوف الفلسطينية. ومع ذلك، يرى الخبراء أن هذه الاستراتيجية قد لا تكون فعّالة إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض، نظرًا لتحولات المشهد الإقليمي.

 

منذ مغادرة ترامب البيت الأبيض في عام 2021، تغيّر الشرق الأوسط بصورة ملحوظة. تصاعدت الحروب في غزة ولبنان مع استمرار إسرائيل في مواجهة حماس وحزب الله، ما يزيد من احتمالات توسع الحرب لتشمل إيران وحلفاءها.
خلال الأشهر الأخيرة، شهدت المنطقة تصعيدًا بين إسرائيل وإيران، حيث تبادلت الصواريخ وسط تعزيز الولايات المتحدة وجودها العسكري في المنطقة. هذه الأزمات المتصاعدة تسببت في إحراج إدارة الرئيس جو بايدن، التي لم تتمكن من إيجاد حلول دبلوماسية فعّالة، مما دفع بعض دول الخليج للتطلع إلى عودة ترامب.

 

قال الباحث السياسي الإماراتي عبد الخالق عبد الله: "في الخليج، الجميع يقولون مرحبًا بعودة ترامب. لقد كنا ننتظرك خلال الأعوام الأربعة الماضية". ويرى عبد الله أن بايدن يُنظر إليه كشخصية ضعيفة غير قادرة على احتواء الصراعات، ما يعزز الرغبة في زعيم قوي مثل ترامب.

 

خلال فترته الأولى، حقق ترامب تقاربًا مع قادة الشرق الأوسط من خلال اتفاقيات أبراهام، التي أبرمت عام 2020 لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب والسودان، دون ربطها بحل القضية الفلسطينية.
ومع إعلان ترامب نيته توسيع نطاق هذه الاتفاقيات لتشمل السعودية، بدت المملكة في وقت سابق منفتحة على هذا الاحتمال بشرط وجود ضمانات دفاعية ودعم لإنشاء مفاعل نووي مدني.

 

غير أن الهجوم الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في أكتوبر 2023، والحرب التي أعقبته في غزة، والتي تسببت بمقتل عشرات الآلاف، جعلت أي اتفاق تطبيع معقدًا للغاية.
وقال المعلق السعودي علي الشهابي: "الأحداث في غزة ولبنان أشعلت الرأي العام، مما صعّب خطوات التطبيع". وأكد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون تحقيق "مسار لا رجعة فيه" نحو إقامة دولة فلسطينية.

 

قد لا تكون إسرائيل مستعدة لتقديم تنازلات في حال عودة ترامب، خاصة بالنظر إلى سياساته السابقة مثل الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان ونقل السفارة الأميركية إلى القدس.