الاتحاد الأوروبي يتحمل مسؤولياته المناخية..
اتفاق كوب 29: تمويل دولي لـ "مكافحة تغير المناخ" وسط إشادات وانتقادات
تخصيص 1.3 تريليون دولار سنويًا لدعم الدول النامية في مكافحة التغير المناخي حتى عام 2035، بينما وصف بايدن الاتفاق بـ"النتيجة التاريخية"، عبّرت دول نامية عن خيبة أملها، معتبرة التمويل غير كافٍ لمواجهة التحديات المناخية المتفاقمة.
أشاد الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن باتفاق مؤتمر المناخ "كوب 29" بشأن تمويل جهود مكافحة تغير المناخ في الدول الفقيرة، واصفًا إياه بـ"النتيجة التاريخية". وجاء ذلك في بيان أصدره اليوم الأحد (24 نوفمبر 2024)، حيث أكد أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في العاصمة الأذربيجانية باكو، ويقضي بتخصيص 1.3 تريليون دولار سنويًا لدعم الدول النامية حتى عام 2035، يمثل "هدفًا طموحًا" لتمويل المناخ.
وأوضح بايدن أن الدول الصناعية ستقدم نحو 300 مليار دولار سنويًا كجزء من هذا التمويل، مؤكدًا أن الاتفاق سيسهم في تعزيز أسواق السيارات الكهربائية الأمريكية ومنتجات أخرى صديقة للبيئة.
وفي انتقاد ضمني للرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي تعهد بتوسيع عمليات التنقيب عن النفط بمجرد توليه منصبه في يناير المقبل، قال بايدن: "بينما قد يسعى البعض لإنكار أو تأجيل ثورة الطاقة النظيفة، لا أحد يستطيع إيقافها أو عكس مسارها".
من جانبها، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن الاتحاد الأوروبي يدرك تمامًا مسؤولياته التاريخية في مواجهة التغير المناخي. وفي كلمة ألقتها قبيل الجلسة العامة للمؤتمر في باكو، أشارت بيربوك إلى دعم رؤية زيادة التمويل المقدم للدول النامية إلى 3.1 تريليون دولار، معتبرة ذلك "مجرد نقطة انطلاق".
وشددت بيربوك على أهمية استعادة الثقة بين الدول المتقدمة والنامية، موضحة: "لا يمكننا توقيع شيك دون ضمان تنفيذه". وأضافت أن تمويل المناخ وخفض انبعاثات غازات الدفيئة يجب أن يسيرا معًا لتحقيق هدف الحفاظ على الاحترار دون 1.5 درجة مئوية.
كما انتقدت دولًا مثل السعودية، مشيرة إلى أنها تسعى لعرقلة الانتقال نحو الطاقة النظيفة، لكنها أكدت أن هذه الجهود باءت بـ"فشل ذريـع".
أما الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، فقد عبّر عن "مشاعر مختلطة" بشأن الاتفاق. ورغم أنه كان يأمل في نتائج أكثر طموحًا، دعا الدول إلى اعتبار الاتفاق "أساسًا لمواصلة البناء عليه"، مشددًا على ضرورة تحويل الالتزامات المالية إلى تمويل فعلي وسريع.
وأكد غوتيريش أن عصر الوقود الأحفوري "يقترب من نهايته"، ودعا الدول إلى تقديم خطط مناخية أكثر طموحًا قبل انعقاد مؤتمر الأطراف "كوب 30"، مؤكدًا التزام الأمم المتحدة بدعم النشطاء في هذا المجال.
ورغم الإشادات الدولية بالاتفاق، أعربت العديد من الدول النامية عن خيبة أملها. ووصف ممثل المجموعة الإفريقية، الكيني علي محمد، التمويل المخصص بأنه "قليل جدًا ومتأخر جدًا". بينما ندد إيفانز نجيوا، ممثل أفقر 45 دولة في العالم، بالاتفاق ووصفه بـ"غير الطموح".
وبعد أسبوعين من المفاوضات الشاقة، يبقى اتفاق "كوب 29" خطوة مهمة لكنها ليست كافية لتلبية الاحتياجات المتزايدة لمواجهة أزمة المناخ العالمية.