الأزمة الروسية الأوكرانية..

التحالف الحوثي-الروسي: تجنيد مقاتلين يمنيين للقتال في جبهات أوكرانيا

تستمر روسيا في تعزيز قوتها البشرية عبر استخدام شبكات محلية في الشرق الأوسط، بينما يزداد تأثير الحوثيين في المنطقة في ظل الأزمة الأوكرانية.

روسيا تجند مقاتلين من اليمن للقتال في أوكرانيا بمساعدة الحوثيين

كييف

في تطور مفاجئ يعكس توسع الانخراط الإقليمي في الحرب الروسية-الأوكرانية، أكدت مصادر دبلوماسية وأمنية أن روسيا قد شرعت في تجنيد مقاتلين يمنيين للقتال إلى جانب قواتها في أوكرانيا، بدعم من جماعة الحوثي المدعومة من إيران. وقد أشار تقرير صادر عن عدة منظمات حقوقية ودبلوماسية أن اليمن شهد موجة من التجنيد لعدد من الشبان الذين تم إرسالهم إلى معسكرات تدريب في روسيا قبل نشرهم في جبهات القتال.

 

في السنوات الأخيرة، توسعت علاقات الحوثيين مع روسيا بشكل ملحوظ، حيث دعمت موسكو الجماعة المتمردة في صراعها ضد الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا. وتشير التقارير إلى أن الحوثيين أصبحوا شريكًا رئيسيًا لروسيا في تجنيد المقاتلين اليمنيين، وهو ما يعكس تحالفًا سياسيًا وعسكريًا بين الطرفين في مواجهة مصالح الغرب. علاوة على ذلك، تقوم الجماعة الحوثية بتوفير الدعم اللوجستي للمقاتلين اليمنيين الذين يتم إرسالهم إلى معسكرات التدريب في روسيا، حيث يتم إيواؤهم وتدريبهم قبل إرسالهم إلى أوكرانيا.

 

من خلال شبكة من الوساطات المحلية والخارجية، يتم إقناع الشباب اليمني بالانضمام إلى القتال في أوكرانيا، حيث يتم عرض مغريات مالية وبعض الوعود بتحسين أوضاعهم المعيشية. بعد تلقي تدريب عسكري مكثف في معسكرات داخل روسيا، يتم إرسالهم إلى جبهات القتال في أوكرانيا. يُعتقد أن بعض المقاتلين اليمنيين قد تم إرسالهم في مجموعات صغيرة خلال الشهور الأخيرة، حيث تم استقطابهم عبر علاقات إقليمية وأيديولوجية تجمعهم مع الحوثيين الذين يسعون إلى تعزيز تحالفهم مع موسكو.

 

الحوثيون، الذين يسيطرون على الجزء الشمالي من اليمن، يعدون قوة رئيسية في المنطقة ويواصلون تمويل عملياتهم العسكرية من خلال العديد من المصادر، بما في ذلك الدعم الإيراني. وفي هذا السياق، يمكن فهم تحركهم في تجنيد مقاتلين لصالح روسيا باعتباره خطوة إستراتيجية تهدف إلى تعزيز التحالف مع موسكو وتوسيع نفوذهم في صراع أوسع يمتد إلى أوكرانيا. من خلال تقديم الدعم للجانب الروسي، يأمل الحوثيون في الحصول على مزيد من التأثير في الساحة الدولية وتأكيد قوتهم في الساحة الإقليمية.

 

إن تجنيد المقاتلين اليمنيين للقتال في أوكرانيا قد يفاقم من أزمة اليمن المعقدة ويزيد من تعقيد العلاقات الإقليمية. على المستوى الإنساني، يواجه المقاتلون اليمنيون خطر الموت أو الإصابات الخطيرة في المعارك الطاحنة في أوكرانيا. في حين أن ذلك يعكس استخدام أطراف النزاع في اليمن كأداة من قبل القوى الكبرى مثل روسيا وإيران، فإن هذه الديناميكيات قد تؤدي إلى المزيد من التوترات بين الأطراف الإقليمية والدولية، خاصة مع تصاعد الحساسيات المتعلقة بالتدخلات الأجنبية في الحروب الأهلية.

على الصعيد الدولي، قد يؤدي هذا التعاون بين روسيا والحوثيين إلى تعميق العزلة الدبلوماسية لليمن ويزيد من تعقيد محاولات السلام الإقليمية. كما قد يعزز هذا التعاون صورة روسيا كداعم للجهات المناهضة للغرب في المنطقة، مما يجعل أي حل سياسي في اليمن أكثر صعوبة.

 

تسليح وتجميع مقاتلين يمنيين للقتال في أوكرانيا يمثل خطوة جديدة في تحالفات موسكو مع فاعلين إقليميين مثل الحوثيين، وهو ما يفتح بابًا جديدًا للتعقيدات في الحرب الأوكرانية ويضيف مزيدًا من الأعباء على الوضع في اليمن. في الوقت الذي تستمر فيه الحرب في أوكرانيا، يظل مصير المقاتلين اليمنيين المجهولين، الذين يتم إرسالهم للقتال على الجبهة البعيدة، غامضًا ومثيرًا للقلق.