الحرب اللبنانية – الإسرائيلية..

تصعيد غير مسبوق في لبنان قبيل إعلان محتمل لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله

تعد هذه الغارات هي الأعنف منذ بدء الحرب قبل شهرين، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية للتوصل إلى تسوية دبلوماسية تنهي التصعيد القائم بين الجانبين.

تحديات المرحلة المقبلة

بيروت

شنت القوات الإسرائيلية، الثلاثاء، سلسلة غارات هي الأعنف منذ اندلاع الحرب مع حزب الله، مستهدفة الضاحية الجنوبية لبيروت وأجزاء من وسط العاصمة اللبنانية. ووصفت الغارات بأنها الأشد كثافة خلال الشهرين الماضيين، إذ تزامنت مع اجتماع المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي لمناقشة التصديق على اتفاق لوقف إطلاق النار.

وفقًا للجيش الإسرائيلي، استهدفت الغارات 20 موقعًا وصفها بـ"الإرهابية"، تشمل مخازن أموال ومقرات إدارية تابعة لحزب الله. وأفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن الغارات نُفذت خلال 120 ثانية واستهدفت مناطق عدة في الضاحية الجنوبية. كما نشر خرائط توضح الأهداف التي تعرضت للهجوم.

من جهتها، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل سبعة أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 20 آخرين، فيما أسفرت الغارات عن انهيار مبانٍ وسط العاصمة، مما دفع السكان للبحث بين الأنقاض عن ناجين.

في المقابل، رصد الجيش الإسرائيلي إطلاق عشرة صواريخ من لبنان باتجاه شمال إسرائيل، حيث اعترض سلاح الجو الإسرائيلي بعضها، بينما دوت صافرات الإنذار في مدن مثل حيفا والجليل.

يأتي هذا التصعيد في وقت تتزايد فيه الجهود الدولية لإنهاء الصراع. وأعربت الولايات المتحدة عن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة أمريكية وفرنسية، فيما أشار وزراء خارجية مجموعة السبع إلى أهمية التوصل إلى تسوية دبلوماسية عاجلة.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن وقف إطلاق النار في لبنان سيُسهم في تهدئة الأوضاع في غزة، مشددًا على ضرورة اتخاذ خطوات دبلوماسية سريعة.

في تل أبيب، أوضحت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي، شارين هاسكل، أن أي اتفاق مع حزب الله يجب أن يركز على تقليص قدراته العسكرية وضمان خلو المنطقة جنوب نهر الليطاني من أي وجود عسكري للحزب. كما شددت على استعداد إسرائيل للرد الفوري على أي تهديد مستقبلي.

بدوره، طالب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الأمم المتحدة بتطبيق صارم لاتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن إسرائيل سترد بقوة على أي انتهاك محتمل وستتعامل مع أي عمليات تسليح أو تهديد أمني.

دعا الاتحاد الأوروبي على لسان مسؤول سياسته الخارجية، جوزيب بوريل، إسرائيل لقبول وقف إطلاق النار، معتبرًا أن استمرار التصعيد غير مبرر. كما أبدى وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، خلال زيارة إلى روما، تفاؤله بإمكانية التوصل لاتفاق قريب لوقف سفك الدماء.

مع اقتراب موعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانًا بشأن التطورات، تزداد الضغوط الدولية على الطرفين لوقف القتال. ومع ذلك، تبقى شروط التنفيذ وآليات المراقبة نقاطًا حساسة قد تؤخر الوصول إلى تهدئة شاملة.