الحرب اللبنانية – الإسرائيلية..

لبنان وإسرائيل نحو تنفيذ اتفاق 1701: انسحاب تدريجي وإعادة النازحين

يهدف الاتفاق، الذي يمتد لمدة 60 يومًا، إلى تهدئة التوترات وفتح الباب أمام تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، وسط ترقب دولي لتداعيات الخطوة على استقرار المنطقة.

آلية ثلاثية موسعة لمراقبة الهدنة بين إسرائيل ولبنان

بيروت

دخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية حيز التنفيذ، وفقًا لاتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة يهدف إلى تهدئة النزاع المستمر منذ أكثر من عام. وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن الاتفاق الذي ينص على هدنة تستمر 60 يومًا، تمهيدًا لوقف دائم للعمليات القتالية.

 

يُلزم الاتفاق إسرائيل بوقف جميع العمليات العسكرية على الأراضي اللبنانية، سواء كانت تستهدف أهدافًا مدنية أو عسكرية، بما في ذلك مؤسسات الدولة اللبنانية. كما يقضي الاتفاق بأن توقف الجماعات المسلحة اللبنانية، وعلى رأسها حزب الله، عملياتها ضد إسرائيل. ويهدف الاتفاق إلى تعزيز تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي صدر بعد حرب 2006 وينص على خلو جنوب لبنان من الأسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة اللبنانية.

 

ينص الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان على مراحل خلال فترة الهدنة، مع انتشار الجيش اللبناني في منطقة جنوب الليطاني. وأكد الرئيس بايدن أن الانسحاب الإسرائيلي سيكون تدريجيًا، ما يسمح للمدنيين من كلا الجانبين بالعودة إلى منازلهم.

وأوضح مصدر سياسي لبناني أن حزب الله سيُخلي مواقعه العسكرية جنوب الليطاني دون إعلان رسمي، على أن تُفكك منشآته العسكرية في المنطقة. وأشار مصدر أمني إلى أن الجيش اللبناني سينشر حوالي خمسة آلاف جندي في المنطقة، مع التركيز على إزالة الذخائر غير المنفجرة التي تشكل خطرًا على العائدين.

 

نزح أكثر من 1.2 مليون شخص بسبب الصراع، والكثير منهم من جنوب لبنان. وأكد نائب عن حزب الله أن إعادة النازحين إلى منازلهم تمثل أولوية قصوى للجماعة.

 

سيتم تعزيز آلية المراقبة القائمة بين قوات اليونيفيل والجيشين اللبناني والإسرائيلي، لتشمل الولايات المتحدة وفرنسا. وستتولى واشنطن رئاسة اللجنة الموسعة التي ستراقب تنفيذ الهدنة وضمان الامتثال لبنودها.

وأكد بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان مشترك التزام بلديهما بدعم تنفيذ الاتفاق بشكل كامل، بما في ذلك تعزيز قدرات الجيش اللبناني ونشر عشرة آلاف جندي في المنطقة.

 

أشار مسؤولون إسرائيليون إلى أن الجيش الإسرائيلي سيواصل مراقبة حزب الله عن كثب، مع التأكيد على حقه في توجيه ضربات استباقية إذا رُصدت تهديدات مباشرة. وقدم المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين ضمانات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل يمكنها الرد على أي أنشطة معادية تهدد أمنها.

 

مع دخول الاتفاق حيز التنفيذ، تأمل الأطراف الدولية أن يشكل هذا التحرك خطوة أولى نحو تهدئة دائمة في المنطقة، وسط تحديات تتعلق بإعادة الإعمار وعودة النازحين وبناء الثقة بين الأطراف المتنازعة.