اقامتها "اليوم الثامن" بالشراكة "كيان".. ورشة توعوية في عدن تناقش مفاهيم مناهضة العنف ضد المرأة

يُعد العنف ضد المرأة أحد أبرز التحديات التي تواجه المجتمعات في جميع أنحاء العالم، حيث يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان وتعديًا على كرامة المرأة وآمالها في حياة كريمة وآمنة. تتنوع أشكال هذا العنف بين الجسدي والنفسي والاقتصادي، وتتجذر في ممارسات اجتماعية وثقافية تقليدية تعزز التمييز القائم على النوع الاجتماعي. ولأن هذه المشكلة تمس نسيج المجتمع بأسره، فإن معالجتها تتطلب وعيًا مستدامًا من الأفراد والمؤسسات، وتعاونًا مشتركًا للحد من مسبباتها، وتحقيق العدالة والمساواة التي تكفل للمرأة حقوقها وتضمن لها بيئة آمنة تدعم تطلعاتها.
في إطار حملة الـ16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة، نظمت مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات بالشراكة مع مؤسسة كيان للتنمية الإنسانية ورشة عمل توعوية بعنوان "مفاهيم في مناهضة العنف ضد المرأة"، في مقر المؤسسة، بحضور 15 امرأة، بهدف رفع مستوى الوعي بقضية العنف القائم على النوع الاجتماعي وطرق مواجهته.  

أهداف الورشة:  
ركزت الورشة على تحقيق مجموعة من الأهداف التوعوية المهمة:  
- توضيح الفرق بين الجنس (البيولوجي) والنوع الاجتماعي (الأدوار المجتمعية).  
- تقديم تعريف شامل لمفهوم العنف القائم على النوع الاجتماعي وأنواعه المختلفة.  
- زيادة المعرفة حول الأسباب التي تؤدي إلى العنف وتأثيراته على الفرد والمجتمع.  
- تدريب المشاركات على كيفية تقديم الدعم النفسي والعاطفي للناجيات خلال فترة التعافي.  

المنهجية والتقنيات المستخدمة:  
اعتمدت الورشة على منهجية تدريبية تفاعلية تضمنت:  
- العصف الذهني لمناقشة المفاهيم المطروحة.  
- عرض تقديمي مدعوم بالفيديوهات.  
- عمل مجموعات لتحليل ودراسة الحالات الواقعية.  
- استخدام وسائل تقنية مثل شاشة العرض لزيادة التفاعل.  

إضاءات من الورشة:  
1. مفاهيم النوع الاجتماعي:  
تم توضيح أن النوع الاجتماعي يشير إلى الأدوار المجتمعية التي تُفرض على الأفراد بناءً على جنسهم، والتي تُكرس عبر القيم والعادات والتقاليد، مما يؤثر بشكل كبير على وضع المرأة في المجتمع.  

2. تعريف العنف القائم على النوع الاجتماعي:  
العنف المبني على النوع الاجتماعي يشمل أشكالًا متعددة من الاعتداءات، مثل الجسدي، النفسي، العاطفي، والاقتصادي، والتي تستهدف الأفراد بناءً على جنسهم أو هويتهم.  

3. أسباب العنف وآثاره:  
ناقشت الورشة العوامل التي تؤدي إلى انتشار العنف، مثل التقاليد الاجتماعية غير العادلة، وكيف ينعكس هذا العنف سلبًا على استقرار الأسرة والمجتمع.  

4. الدعم النفسي والعاطفي:  
تم تقديم نصائح عملية حول أهمية الدعم النفسي والعاطفي للناجيات، وكيفية مساعدتهن على استعادة ثقتهن بأنفسهن وتحقيق التعافي.  

آراء المشاركات:  
- المهندسة سبأ باوزير قالت: "تعلمت الكثير من هذه الورشة، وأشعر بأن الوعي المجتمعي تجاه العنف ضد المرأة يتحسن تدريجيًا، خاصة من خلال تغيير طرق تربية الأبناء."  
- المهندسة أرزاق الخضر علقت: "نحن ملتزمون بمواصلة الجهود لتمكين النساء ورفع وعيهن بحقوقهن."  
- الدكتورة أشجان الفضلي رئيس قسم البحوث الاجتماعية أكدت: "ما زالت هناك أشكال متعددة من العنف تُمارس ضد النساء، ونحتاج إلى مزيد من التوعية للحد منها."  
اختُتمت الورشة بتوصيات أكدت على أهمية تضافر الجهود بين المؤسسات والأفراد لمحاربة العنف ضد المرأة، وتعزيز المساواة بين الجنسين. وتم الاتفاق على أن التوعية المستمرة وتغيير القيم الاجتماعية هي الركيزة الأساسية لتحقيق مجتمع عادل وآمن للمرأة.