الأزمة السورية..

تصاعد القتال في سوريا: المعارضة تسيطر على حلب ومخاوف من انهيار شامل

تتزايد المخاوف من انهيار شامل للأوضاع في سوريا مع تصاعد حدة المعارك شمال البلاد، حيث تلوح في الأفق فرضية سقوط مدينة حماة بأيدي المعارضة المسلحة.

الرئيس السوري بشار الأسد

دمشق

تشير مكالمة أجراها رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع الرئيس السوري بشار الأسد، والتي أعاد فيها تأكيد دعم الإمارات لسوريا، إلى قلق متزايد بشأن تدهور الأوضاع في سوريا وخطر توسع نفوذ الجماعات المتطرفة. كما تعزز المواقف الداعمة من الأردن والعراق هذا التوجه الإقليمي.

تشهد التطورات في شمال سوريا تصاعدًا حادًا، حيث تمكنت فصائل المعارضة منذ الأربعاء من السيطرة على مدينة حلب، ثاني أكبر المدن السورية، إضافة إلى أكثر من أربعين بلدة أخرى، وقطع الطرق السريعة واحتلال المطار. تتزايد المخاوف من انهيار الأوضاع بشكل كامل في حال وصلت هذه الفصائل إلى مدينة حماة، التي أعلنت المعارضة أنها هدفها التالي، مع تأكيد سيطرتها على بلدات تابعة لها.

وخلال المكالمة، شدد الشيخ محمد بن زايد على وقوف الإمارات إلى جانب الدولة السورية في مواجهة الإرهاب، ودعم سيادتها ووحدة أراضيها واستقرارها.

تتزامن هذه المكالمة مع زيارة مرتقبة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الإمارات، ما يعكس شعور البلدين بضرورة التحرك المشترك لمعالجة القضايا الإقليمية الملحة.

وفي سياق متصل، أوضح المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، أنور قرقاش، أن الاتصال بين الشيخ محمد بن زايد والرئيس الأسد يمثل نهجًا إماراتيًا يرتكز على تعزيز البعد العربي والحفاظ على الدولة الوطنية كركيزة لمواجهة التطرف والفوضى. وأكد قرقاش في منشور عبر منصة "إكس" أن المسار السياسي وتغليب الحكمة هما السبيل الوحيد لحل الأزمات.

كانت الإمارات قد بادرت بإعادة علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا في عام 2018، تبعتها السعودية، بينما ترفض قطر حتى الآن عودة العلاقات مع دمشق، مُتمسكة بموقفها الرافض لعودة سوريا إلى الجامعة العربية.

على صعيد آخر، شدد الأردن والعراق على خطورة الأحداث في سوريا، حيث أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شيّاع السوداني، على ضرورة دعم وحدة سوريا واستقرارها. كما أعلن العراق استنفارًا أمنيًا وأغلق حدوده مع سوريا، مع اتخاذ إجراءات أمنية مشددة للحيلولة دون تسلل الجماعات الإرهابية.

في تطور آخر، أطلق "جيش سوريا الحرة"، المدعوم من الولايات المتحدة، عملية عسكرية في مدينتي البوكمال والميادين بمحافظة دير الزور. وتُستخدم هذه المناطق من قبل مجموعات مدعومة من إيران كقواعد عمليات، بينما تنفذ القوات العراقية طلعات جوية دورية لتأمين الحدود.

من جهتها، عززت قوات النظام السوري انتشارها في محيط مدينة حماة، استعدادًا لأي محاولات تسلل من قبل هيئة تحرير الشام والفصائل المعارضة. وأكدت وزارة الدفاع السورية تعزيز خطوطها الدفاعية بالعتاد والجنود، بينما توعد الرئيس بشار الأسد باستخدام القوة لحسم المعركة ضد قوات المعارضة.