تداعيات سقوط الأسد على الملالي..

المقاومة الإيرانية: سقوط الأسد بداية مرحلة جديدة في صراع النظام الإيراني

انهيار الحليف السوري للأسد سيقود إلى سلسلة من الهزائم التي سيتعرض لها نظام ولاية الفقيه، هذا الحدث يعزز من فرص الانتفاضة الشعبية الإيرانية في تحقيق النصر.

سقوط الأسد بداية النهاية للديكتاتورية الدينية في إيران

ماريا هاشم
ناشطة إعلامية وسياسية جنوبية - تكتب باسم مستعار لأسباب خاصة بها -
طهران

في مؤتمر عقد في باريس بعنوان "حل أزمة إيران ودور البديل الديمقراطي"، حضر عدد من الشخصيات الدولية البارزة، من بينهم الوزير الأول البلجيكي السابق غي فيرهوفشتات ووزيرة العدل الألمانية السابقة هيرتا دويبلر-جملين. كما شاركت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، وألقت كلمة أمام الحضور، جاء فيها:

"أرحب بكم جميعًا في بيت المقاومة الإيرانية وأحييكم باسم الشعب الإيراني. كما أحيي مجاهدي درب الحرية في أشرف 3 الذين يسعدنا أن يكونوا معنا في هذا التجمع. يشهد الشرق الأوسط اليوم حالة من التوتر الشديد، وتمر إيران بمرحلة استثنائية. ففي الأشهر الأخيرة، شهدت البلاد تغيرات ضخمة على المستويين الداخلي والخارجي، مما وضع النظام الإيراني في وضع غير مستقر ومليء بالمخاطر. منذ عامين، في الانتفاضات الشعبية الواسعة التي اجتاحت أكثر من 280 مدينة في إيران، أثبت الشعب الإيراني إرادته في إسقاط النظام، وظهر ذلك جليًا في سقوط الاستبداد الديني الذي بلغ مرحلته النهائية.

لمواجهة هذه الانتفاضات، لجأ نظام الملالي إلى إشعال الحرب في الشرق الأوسط، لكن بعد 14 شهرًا من الصراع، أصبح هذا النظام خاسرًا استراتيجيًا، كما قال قائد المقاومة الإيرانية مسعود رجوي. والآن، جبهة نظام ولاية الفقيه في سوريا قد انهارت. الأحداث الأخيرة في سوريا هي نتيجة غضب الشعب السوري الذي يعاني من دعم إيران للديكتاتور بشار الأسد، ما أسفر عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص وتشريد الملايين. إيران أنفقت نحو 50 مليار دولار في العقد الأول من القرن الحالي لدعم النظام السوري.

اليوم، نرى مشهدًا يتغير في سوريا حيث يذوب العسكريون المدعومون من إيران كالثلج تحت أشعة الشمس. وهذا يشير إلى أن مصير قوات الحرس الثوري الإيراني والقوات الاستخباراتية لن يكون أفضل حالًا أمام انتفاضة الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة. لقد اتجهت الحركة الاحتجاجية في إيران نحو إنهاء وجود هذا النظام، في ظل سجل دامٍ من الإعدامات التي طالت أكثر من 100 ألف سجين سياسي.

نظام الملالي لا يزال يستمر في تمويل الحروب في المنطقة، حيث تنفق ميزانيته العسكرية بشكل كبير على الأسلحة والإمدادات لوكلائه في الشرق الأوسط. وفي المقابل، يتم تقليص الميزانيات المخصصة للتعليم والصحة والقطاعات الأساسية الأخرى. كما تشهد إيران أزمة كهرباء حادة بعد أن انخفضت الاستثمارات في قطاع الكهرباء بشكل كبير، مما أثر على البنية التحتية بشكل عام.

في ظل هذا الوضع الاقتصادي المتدهور، قامت فئات عديدة من الشعب، مثل الممرضين والمعلمين والعمال، بتنظيم احتجاجات وإضرابات متكررة تعبيرًا عن غضبهم. لكن التهديد الأكبر لوجود النظام يأتي من المقاومة المنظمة، التي تضم وحدات الانتفاضة المنتشرة في مختلف أنحاء البلاد، وتواصل تنفيذ عملياتها اليومية.

إزاء هذا الوضع، يمكن تلخيص الأزمة الإيرانية في عدة محاور رئيسية:

استياء شعبي متزايد يعجز النظام عن السيطرة عليه.
فشل النظام في قمع المقاومة المنظمة التي باتت ظاهرة مؤثرة في المجتمع الإيراني.
تراجع كبير في ميزان القوى على الصعيد الإقليمي، مما أدى إلى انهيار فعالية قواته الوكيلة.
عدم قدرة النظام على التراجع عن استراتيجيته العسكرية والقمعية، مما يعمق أزمته.

وفي النهاية، تؤكد السيدة رجوي أن النظام الإيراني يواجه أيامًا عصيبة وأن الشعب الإيراني يقف على عتبة النصر في نضاله من أجل الحرية والكرامة.