بعد الانتخابات الأميركية..
إدارة ترامب تسعى لإحياء خطة السلام الكبرى مع السعودية وإسرائيل وسط تحديات إقليمية
الزيارة تأتي في وقت حساس، مع سعي إدارة ترامب لإبرام صفقة ضخمة مع الرياض تتضمن اتفاقية سلام تاريخية مع إسرائيل، وسط تحديات إقليمية معقدة وتطلعات لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
في خطوة مفصلية على طريق تعزيز العلاقات الأميركية السعودية، نقل موقع "أكسيوس" عن مصادر مطلعة أن ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، زار المملكة العربية السعودية يوم الأربعاء الماضي، حيث التقى مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. اللقاء يأتي بعد أشهر من الانتخابات الأميركية في نوفمبر 2024، ويعتبر أول لقاء من نوعه بين الأمير محمد وأعضاء إدارة ترامب المقبلة.
وتناول اللقاء بين ويتكوف والأمير محمد بن سلمان عدة قضايا حساسة، أبرزها العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والسعودية، وتطورات حرب غزة، بالإضافة إلى بحث إمكانية تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، وقضايا أخرى تتعلق بالاستقرار الإقليمي. وتعد هذه الزيارة جزءاً من سلسلة من اللقاءات التي يجريها فريق ترامب مع القادة في منطقة الشرق الأوسط، وهي تهدف إلى إحياء خطة ترامب للتوصل إلى صفقة ضخمة بين إسرائيل والسعودية، وهي خطة بدأت العمل عليها خلال إدارة الرئيس الحالي جو بايدن، ولكنها توقفت بسبب التطورات الأخيرة في غزة.
وتسعى إدارة ترامب إلى صياغة اتفاق تاريخي يتضمن السلام بين إسرائيل والسعودية، مع بعض التقدم في عملية السلام الفلسطيني. الرئيس ترامب كان قد صرح في وقت سابق لمجلة "تايم" أنه يريد رؤية "سلام طويل الأمد" في المنطقة، مؤكداً أن هذا لا يعني بالضرورة حدوثه في القريب العاجل، لكنه يأمل في تجنب تكرار الهجمات المؤلمة مثل تلك التي وقعت في 7 أكتوبر 2023.
الصفقة التي يسعى ترامب لتحقيقها تشمل بنودًا مهمة، أهمها توقيع اتفاقية سلام تاريخية بين إسرائيل والمملكة، مع تقدم ملموس نحو حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وعلى الرغم من المفاوضات التي بدأت في عهد بايدن، إلا أن تفشي العنف في غزة أضعف من فرص التوصل إلى حل قريب.
وكانت إدارة بايدن تتفاوض مع السعودية وإسرائيل حول صفقة ضخمة تشمل معاهدة دفاع أميركية سعودية، بالإضافة إلى اتفاقيات بشأن التعاون النووي المدني بين البلدين. ورغم التحفظات السعودية حول بعض جوانب الصفقة، فإن المملكة أكدت في السر والعلن أنها لن توافق على أي اتفاق ما لم يتضمن خطوات محددة لإنشاء دولة فلسطينية.
وقد كان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، قد أشار إلى أن الصفقة الضخمة ستكون ممكنة فقط في ظل الإدارة الأميركية الحالية، أي إدارة بايدن، رغم الصعوبات التي تواجهها المفاوضات. من ناحية أخرى، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حتى الآن الموافقة على "الشرط الفلسطيني" الذي تضعه السعودية، ويعتقد مستشاروه أن السعوديين قد يتراجعون عن هذا الشرط في حال حصولهم على تطبيع كامل مع إسرائيل في ظل إدارة ترامب.
ويُتوقع أن يُحيي الرئيس المنتخب دونالد ترامب خطة "السلام من أجل الرخاء" التي طرحها في ولايته الأولى، والتي تهدف إلى تعزيز الاقتصاد الإقليمي ودعم عمليات السلام بين إسرائيل والدول العربية، بما في ذلك السعودية. وأشار مارك دوبويتز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إلى أن هذه الخطة تعتبر أساسية لتسهيل الوصول إلى اتفاق سلام بين المملكة وإسرائيل، كما يمكن أن تساهم في إنهاء النزاع المستمر في غزة.
وفي ظل الأوضاع الحالية في غزة، والخلافات المستمرة حول المسار الفلسطيني، تبقى الأسئلة مفتوحة حول ما إذا كان ترامب سيتمكن من تحقيق اختراق حقيقي في عملية السلام. إذ تبدو الأمور معقدة بشكل خاص في ضوء المواقف الإسرائيلية الرافضة لمطالب السعودية.
من المتوقع أن تتواصل المفاوضات بين الأطراف المختلفة في الأسابيع المقبلة، مع بروز تعقيدات جديدة قد تؤثر على مستقبل هذه الصفقة الكبرى التي تحلم بها إدارة ترامب، وسط تناقضات إقليمية ودولية قد تعرقل طريق التوصل إلى السلام.