اجتماع دولي في نواكشوط لتوحيد مبادرات السلام..

السعودية تُجدد دعوتها لإنهاء الصراع السوداني وتعزيز الحلول الإنسانية

التقت أطراف دولية وإقليمية لمناقشة سبل توحيد المبادرات الرامية إلى استعادة الاستقرار في السودان، وسط دعوات لإجراءات عملية تسهم في وقف العنف وتمهيد الطريق لمستقبل سياسي آمن ومستقر.

جانب من الاجتماع التشاوري حول السودان في نواكشوط الأربعاء (الخارجية الموريتانية)

الرياض

جددت المملكة العربية السعودية دعوتها لإنهاء الصراع في السودان، مشددة على أن الحل يبدأ بوقف القتال وتعزيز الاستجابة الإنسانية للشعب السوداني. وأكدت المملكة ضرورة استمرار التنسيق مع الدول العربية والإسلامية والدول الصديقة لوقف النزاع، مرحبة بالجهود الدولية الرامية لتحقيق السلام، وداعية طرفي الصراع إلى الالتزام بتنفيذ "إعلان جدة" الذي ينص على حماية المدنيين ووقف إطلاق النار.

واحتضنت العاصمة الموريتانية، نواكشوط، الاجتماع التشاوري الثالث بين المنظمات متعددة الأطراف المعنية بمبادرات السلام في السودان، بمشاركة الاتحاد الأفريقي، الاتحاد الأوروبي، منظمة "إيغاد"، جامعة الدول العربية، الأمم المتحدة، بالإضافة إلى السعودية ومصر والولايات المتحدة.
ناقش الاجتماع تنسيق الجهود وتكاملها لتعزيز نهج موحد لتحقيق السلام. وأكد المشاركون التزامهم بدعم الفريق الفني التابع للمجموعة الاستشارية لتبادل المعلومات وضمان انسجام الجهود الدولية.

وأكد نائب وزير الخارجية السعودي، المهندس وليد الخريجي، خلال كلمته في الاجتماع، على الجهود الكبيرة التي بذلتها المملكة في سبيل تحقيق السلام. وأشار إلى مباحثات "جدة 1" و"جدة 2" التي ركزت على وقف إطلاق النار والبحث عن حل سياسي مستدام يضمن استقرار السودان وتماسك دولته.
وأضاف الخريجي أن السعودية ترحب بقرار القوات السودانية بفتح معابر حدودية ومطارات لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، مشدداً على ضرورة مواصلة الجهود لإنهاء الأزمة.

وشارك وفد أممي برئاسة المبعوث الخاص إلى السودان رمطان لعمامره، حيث التقى الوفد بالرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني لمناقشة تطورات الوضع الإنساني وآفاق إيجاد حلول للأزمة.
وسبق أن عقدت الأطراف اجتماعات سابقة في القاهرة وجيبوتي لتنسيق الجهود، وخلصت إلى الاتفاق على عقد مشاورات منتظمة لضمان انسجام المبادرات الدولية.

وافتتح الاجتماع التشاوري في نواكشوط السفير الجيبوتي لدى السودان، عيسى خيري روبله، الذي أكد على أهمية تحقيق خطوات ملموسة في ظل الظروف الحرجة التي يمر بها السودان. وسلم السفير رئاسة الاجتماع إلى وزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوك، الذي دعا إلى تعزيز التعاون لتجاوز التحديات وتحقيق الاستقرار.

رغم المبادرات، تواجه الجهود الدولية تحديات كبيرة، أبرزها استمرار النزاع المسلح منذ ما يقرب من عامين وتدهور الأوضاع الإنسانية. ويأمل المشاركون أن يسفر الاجتماع عن خطوات عملية تسهم في تحقيق وقف شامل لإطلاق النار وإطلاق عملية سياسية شاملة تُنهي معاناة الشعب السوداني.

يؤكد المجتمع الدولي أن الحلول المستدامة تبدأ بوقف القتال وتعزيز المساعدات الإنسانية، مع السعي إلى إطلاق عملية سياسية شاملة تضم جميع الأطراف السودانية، لضمان استقرار البلاد وحماية المدنيين من التداعيات المستمرة للصراع.