إصابة 14 شخصاً بجروح طفيفة..
الحوثيون يتحدّون تل أبيب: تصاعد الضربات الباليستية تجاه العمق الإسرائيلي
أعلن الجيش الإسرائيلي عن فشل منظومات الدفاع الجوي في اعتراض الصاروخ، في حادثة أثارت قلقًا واسعًا حول قدرات الدفاعات الإسرائيلية أمام تهديدات الحوثيين المتزايدة.
شهدت إسرائيل، اليوم السبت، تصعيدًا جديدًا في الصراع مع الحوثيين في اليمن، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي عن سقوط صاروخ أُطلِق من اليمن في منطقة بني براك شرقي تل أبيب، ما أدى إلى إصابة 14 شخصًا بجروح طفيفة. وقد فشلت منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية في اعتراض الصاروخ، مما أثار تساؤلات حول فاعلية هذه المنظومات في مواجهة التهديدات الجديدة.
أفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا) بأن صاروخًا أطلِق من اليمن استهدف وسط إسرائيل، وأضاف: "جرت محاولات اعتراض غير ناجحة، والتفاصيل لا تزال قيد الفحص".
وأوضحت خدمة الإسعاف الإسرائيلية "نجمة داود الحمراء" أن الإصابات ناجمة عن شظايا زجاج النوافذ التي تحطمت بسبب قوة الانفجار. كما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن الصاروخ أصاب منطقة مكتظة بالسكان في بني براك، بالقرب من تل أبيب، مما أثار حالة من الهلع في صفوف المدنيين.
وأعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، مسؤولية الجماعة عن الهجوم. وأكد في بيان أن الحوثيين استهدفوا "هدفًا عسكريًا للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة" باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي من نوع "فلسطين 2".
هذا الهجوم يأتي بعد سلسلة من التصعيدات بين الطرفين، حيث شنّ الحوثيون هجمات سابقة استهدفت إسرائيل ومصالحها في المنطقة، في إطار ما وصفوه بأنه "دعم للشعب الفلسطيني" في مواجهة الحرب الدائرة بين إسرائيل و"حماس".
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن صباح الخميس الماضي عن تنفيذ غارات جوية على "أهداف عسكرية" تابعة للحوثيين في اليمن، وذلك ردًا على اعتراض صاروخ أطلقته الجماعة باتجاه الأراضي الإسرائيلية. ويبدو أن الهجوم الجديد يعكس تصاعدًا في نطاق العمليات الحوثية، وانتقالها من استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن إلى استهداف العمق الإسرائيلي.
منذ نوفمبر 2023، صعّد الحوثيون عملياتهم العسكرية في البحر الأحمر، مستهدفين سفنًا تجارية وأهدافًا عسكرية. وتأتي هذه الهجمات في سياق حرب مدمّرة تدور بين إسرائيل وحركة "حماس" منذ السابع من أكتوبر 2023.
وفي يوليو 2024، نفذ الحوثيون هجومًا بطائرة مسيرة مفخخة على تل أبيب، أدى إلى مقتل مدني إسرائيلي. وردت إسرائيل آنذاك بضربات جوية استهدفت مواقع حوثية في محافظة الحديدة اليمنية.
ويشكل الهجوم الأخير تصعيدًا خطيرًا في الصراع الإقليمي، حيث يعكس تطورًا في قدرات الحوثيين العسكرية ومدى استعدادهم لنقل المواجهة إلى داخل الأراضي الإسرائيلية. كما يثير الحادث تساؤلات حول تأثير هذه الهجمات على الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة.
وتتزايد الدعوات الدولية لاحتواء الأزمة ومنع انزلاقها إلى مواجهة أوسع، خاصة مع تورط أطراف إقليمية ودولية في النزاع، مثل إيران التي تُتهم بدعم الحوثيين عسكريًا ولوجستيًا.
الهجوم الصاروخي الحوثي على إسرائيل يمثل تحديًا جديدًا للمنطقة، مع احتمال أن يؤدي إلى تصعيد واسع النطاق. وفي الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل تحديات على جبهات متعددة، تتجه الأنظار إلى كيفية ردها على هذا الهجوم، وتأثير ذلك على مستقبل التوترات الإقليمية.