الأضرار الاقتصادية تتفاقم في اليمن جراء الغارات الإسرائيلية على موانئ الحديدة..
البحر الأحمر في قلب التوترات: إسقاط مقاتلة أمريكية وتطورات خطيرة مع الحوثيين
يواجه البحر الأحمر تحديات أمنية كبيرة بسبب الهجمات الحوثية المتزايدة على السفن التجارية، تستمر الولايات المتحدة وحلفاؤها في الرد بعمليات عسكرية واسعة النطاق، كان آخرها ضربات استهدفت مواقع استراتيجية للحوثيين في صنعاء.
نجا طياران من البحرية الأمريكية من تحطم طائرتهما فوق البحر الأحمر بعد أن أسقطتها "عن طريق الخطأ" صواريخ أطلقت من طراد أمريكي، وفقًا لما أعلنه الجيش الأمريكي. الحادثة التي وقعت الأحد تأتي في سياق عمليات عسكرية أمريكية واسعة النطاق ضد مواقع للحوثيين في اليمن، مما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.
أوضحت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) في بيان أن الطائرة، وهي من طراز F/A-18، كانت تقلع من حاملة الطائرات "هاري س. ترومان"، عندما أصيبت بصاروخ أطلقه طراد الصواريخ الموجهة "غيتيسبرغ". وأشارت التحقيقات الأولية إلى أن الحادث نجم عن "نيران صديقة" وليس نتيجة هجوم معادٍ. وقد أصيب أحد الطيارين بجروح طفيفة وتم إنقاذهما بسلام.
وتزامنت الحادثة مع تصاعد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر وخليج عدن، حيث استهدفوا السفن التجارية والملاحة الدولية بحجة "دعم الفلسطينيين" في مواجهة إسرائيل. ووفقًا للقيادة المركزية الأمريكية، فإن الحوثيين نفذوا سلسلة هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة، ما دفع الولايات المتحدة إلى تشكيل تحالف بحري متعدد الجنسيات للرد على هذه التهديدات.
ونفذت القوات الأمريكية ضربات جوية استهدفت منشآت لتخزين الصواريخ ومرافق قيادة وتحكم تابعة للحوثيين.
وأسقطت القوات الأمريكية طائرات مسيّرة هجومية وصاروخ كروز مضاد للسفن أُطلق من اليمن تأتي هذه العمليات في إطار الجهود المستمرة لحماية الملاحة الدولية وضمان سلامة الأفراد والسفن في المنطقة.
وفي تصعيد إضافي، أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن إطلاق صاروخ بالستي فرط صوتي على تل أبيب، مما أدى إلى إصابة 16 شخصًا بجروح طفيفة. وذكرت السلطات الإسرائيلية أن الصاروخ تسبب بأضرار مادية في المباني المجاورة لموقع سقوطه. وأكد الجيش الإسرائيلي أن الهجوم يبرز التهديد الحوثي الذي أصبح "مصدر خطر عالمي" بتمويل ودعم مباشر من إيران.
وشنت إسرائيل غارات جوية على مواقع للحوثيين في اليمن ردًا على الهجمات الصاروخية. وأكدت أنها ستواصل استهداف الجماعات المدعومة من إيران التي تهدد أمنها. كما أشارت إسرائيل إلى أن هجمات الحوثيين على موانئ الحديدة اليمنية تسببت بخسائر مادية كبيرة قدرت بنحو 313 مليون دولار.
في مؤتمر صحفي عقده وزير النقل في حكومة الحوثيين، أُعلن أن الغارات الإسرائيلية على موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى منذ يوليو الماضي أسفرت عن أضرار جسيمة في المعدات والبنية التحتية، بما في ذلك تدمير الكرينات الجسرية ومحطات الكهرباء. واعتبر البيان هذه الهجمات انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية التي تحظر استهداف المنشآت الحيوية.
تأتي هذه الأحداث في سياق تصعيد مستمر بين الولايات المتحدة، إسرائيل، والحوثيين المدعومين من إيران. وتصاعدت الدعوات الدولية لضبط النفس ومنع تفاقم الأزمة التي تهدد أمن الملاحة الدولية واستقرار المنطقة. كما يشير هذا التصعيد إلى أهمية تعزيز الجهود الدبلوماسية لحل الصراعات في اليمن وتخفيف حدة التوترات الإقليمية.