خطة جديدة لإعادة تسليح حزب الله برا وجوا..
بعد سقوط الأسد.. هل تنجح إيران بترتيب أوراقها الإقليمية عبر حزب الله؟
يواجه حزب الله ضغوطًا كبيرة جراء العمليات الإسرائيلية المكثفة التي أضعفت قدراته العسكرية بشكل ملحوظ، مما يزيد من تعقيد المشهد في منطقة الشرق الأوسط.
تواجه إيران تغييرات جذرية في استراتيجياتها الإقليمية بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، التي كانت تمثل محورًا رئيسيًا لتهريب الأسلحة إلى حزب الله اللبناني. ووفقًا لتقرير صحيفة "التايمز" البريطانية، تبحث طهران حاليًا إمكانية تحويل مطار بيروت إلى مركز لوجستي جديد لنقل الأسلحة إلى حليفها اللبناني عبر رحلات جوية مباشرة، مما يثير مخاوف إقليمية ودولية من تصعيد جديد في المنطقة.
واستأنفت إيران رحلاتها الجوية المباشرة من طهران إلى بيروت، لكنها لم تعد تمر عبر المجال الجوي السوري بعد سيطرة فصائل المعارضة المسلحة على دمشق. وأدى ذلك إلى تعطيل الطرق البرية التي استخدمتها إيران سابقًا لنقل الصواريخ والأسلحة إلى حزب الله، مما دفعها للتفكير في بدائل أكثر خطورة.
مصدر إقليمي مطلع صرح للصحيفة بأن طهران قد تحاول تحويل بيروت إلى "مركز جديد للتسليم"، على غرار ما فعلته في سوريا سابقًا. إلا أن هذه الخطوة، إن تمت، قد تنتهك اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين إسرائيل ولبنان، مما يهدد بإشعال نزاع جديد في المنطقة.
وتعرض حزب الله لضغوط هائلة جراء الضربات الإسرائيلية المتكررة التي استهدفت مخازن أسلحته وقياداته، مما أضعف قدراته العسكرية. واغتالت إسرائيل العديد من قادته البارزين، بمن فيهم الأمين العام السابق حسن نصرالله. كما أجبرت الهجمات الإسرائيلية الحزب على تقليص وجوده قرب الحدود الشمالية، وفقًا لشروط اتفاق وقف إطلاق النار.
وتواجه إيران تراجعًا في نفوذها الإقليمي بعد سقوط الأسد وتولي هيئة تحرير الشام وحلفائها إدارة دمشق. وتعد هذه التطورات انتكاسة لطهران، التي استثمرت لعقود في علاقاتها مع دمشق. وعلى الرغم من ذلك، تحاول إيران دعم حلفائها المتبقين، بما في ذلك حزب الله، والميليشيات الشيعية في العراق، والمتمردين الحوثيين في اليمن، والجماعات الفلسطينية المسلحة.
ويرى المحللون أن نقل الأسلحة جوًا إلى لبنان، أو السيطرة الفعلية على المطار المدني في بيروت، يمثل مخاطرة كبيرة بالنسبة لإيران وحزب الله، خاصة في ظل الرقابة الدولية المتزايدة. لينا الخطيب، من مركز تشاتام هاوس، أشارت إلى أن "إمكانات حزب الله لإعادة التسلح محدودة"، وأن أي تحركات لنقل الأسلحة قد تؤدي إلى تصعيد إسرائيلي.
وفقًا للتقرير، قد تدفع هذه التحركات إسرائيل إلى اتخاذ خطوات استباقية ضد التهديد الإيراني. ويأتي ذلك بعد سلسلة من العمليات الإسرائيلية في سوريا ولبنان وغزة واليمن. إضافة إلى ذلك، استهدفت إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية في عمليات عسكرية نوعية.
وعلى الرغم من الانتكاسات الإقليمية، أكد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أن إيران لا تعتمد على "قوات بالوكالة"، مشيرًا إلى أن حلفاء طهران يقاتلون بدافع عقيدتهم. إلا أن هذه التصريحات تأتي وسط تصاعد الضغوط الدولية على طهران بسبب دعمها لجماعات مسلحة في المنطقة.
أدى سقوط نظام الأسد إلى تغييرات كبيرة في توازن القوى الإقليمية. وقد أكدت هيئة تحرير الشام، التي تسيطر حاليًا على دمشق، احترامها لسيادة لبنان، في أول لقاء مع زعماء دروز لبنانيين. إلا أن هذه التطمينات لم تخفف من المخاوف بشأن طموحات إيران لتحويل لبنان إلى قاعدة جديدة لنفوذها العسكري والسياسي.
وتحاول إيران إعادة ترتيب أوراقها الإقليمية بعد خسارتها لسوريا كمحور استراتيجي. ومع تصاعد التوترات في المنطقة، يظل السؤال الرئيسي: هل ستنجح طهران في تعزيز نفوذها عبر لبنان، أم أن هذه الخطط ستؤدي إلى مواجهة إقليمية جديدة؟ في ظل التحركات الإيرانية والإسرائيلية، تبدو المنطقة على شفا تصعيد خطير قد يعيد تشكيل الخريطة السياسية والأمنية في الشرق الأوسط.