رهانات محفوفة بالمخاطر..

بين الماضي والحاضر: تحول خطاب الجولاني من التطرف إلى البراغماتية

موقف ترامب من الإدارة السورية الجديدة يبقى مفتوحا على كل الاحتمالات خاصة مع التدخلات التركية وتأثيرها على العلاقات الأميركية – الكردية.

أحمد الشرع المعروف بأبي محمد الجولاني

دمشق

تشهد وسائل الإعلام حملة علاقات عامة مكثفة يقودها زعيم هيئة تحرير الشام وقائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، المعروف بأبي محمد الجولاني تأتي هذه الحملة في توقيت حساس، استعدادًا لعودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير المقبل، وتهدف إلى تغيير الصورة النمطية عن الجولاني وجماعته، بما يخدم مساعي الإدارة الجديدة في سوريا للحصول على قبول دولي.

وظهر الجولاني في سلسلة من المقابلات الإعلامية مؤخرًا، أبرزها على قناة العربية، حيث بدا وكأنه يسعى لترتيب المشهد السوري الجديد. 

وشدد على أهمية تعليم النساء، في محاولة لتقديم نفسه كمدافع عن حقوق المرأة، وهو تغيير جذري عن خطابه السابق وأرسل إشارات إيجابية بشأن استهلاك الكحول، مستهدفًا تطمين المجتمع الدولي والشرائح الليبرالية داخل سوريا.

وأعلن عن نية حل الجماعة خلال مؤتمر للحوار الوطني، في خطوة تهدف إلى التخلص من التصنيف الإرهابي المفروض عليها.

وأكد الجولاني أن هذه الخطوات تأتي ضمن رؤية شاملة لبناء دولة مدنية ديمقراطية تحترم التنوع السوري.

ومن الواضح أن ظهور الجولاني الإعلامي يخضع لتنسيق دقيق بإشراف شركات علاقات عامة دولية، ربما تعمل بالتعاون مع تركيا والولايات المتحدة.

وقدم الجولاني ردودًا متقنة على الأسئلة الجدلية، خاصة المتعلقة بفرض الشريعة وماضيه المتشدد حيث بدا في جميع لقاءاته بملابس مدنية، مبتعدًا عن المظاهر العسكرية، في رسالة واضحة لتغيير صورته السابقة كقائد جماعة مسلحة.

وتسعى الإدارة السورية الجديدة إلى استغلال عودة ترامب لفتح صفحة جديدة مع الولايات المتحدة. ورغم تفاؤل الجولاني برفع العقوبات، إلا أن مراقبين يرون أن التدخلات التركية وتأثيرها على العلاقات الأميركية-الكردية قد تعقد المشهد.

وفي محاولته لتغيير صورته، أكد الجولاني في مقابلة مع "بي بي سي" أنه لا يسعى لتحويل سوريا إلى "نسخة من أفغانستان"، مشيرًا إلى أن البلدين يختلفان في التقاليد والثقافة. وأضاف أنه يؤمن بتعليم النساء ويريد بناء سوريا تستوعب الجميع.

وتسعى حملة العلاقات العامة التي يقودها الجولاني إلى إعادة تشكيل صورته وصورة الإدارة السورية الجديدة. ورغم الرسائل الإيجابية الموجهة إلى المجتمع الدولي، لا تزال العقبات المتمثلة في التصنيف الإرهابي والعقوبات الدولية عائقًا كبيرًا أمام قبول النظام الجديد. مع ذلك، تعتمد الإدارة السورية على استغلال المتغيرات الدولية والإقليمية لتحقيق أهدافها.

ومع اقتراب موعد عودة ترامب، ستتحدد ملامح المرحلة المقبلة بناءً على مواقف القوى الكبرى ومدى نجاح الجولاني في كسب ثقة المجتمع الدولي.