غضب التجار يشل الحركة التجارية..

بازار طهران ينضم إلى موجة الاحتجاجات الشعبية: هل يقترب النظام الإيراني من حافة الانهيار؟

حاول أعوان خامنئي في هذه التجمعات إثارة الأمل بين قوات النظام المنهارة مع لفت انتباههم في الوقت ذاته إلى تدهور الوضع، لكن هذه المحاولات لم تجدِ نفعًا بل زادتهم إحباطًا.

تظاهرات في بازار طهران

محرر الشؤون الإيرانية
محرر الشؤون الإيرانية وبيانات المعارضة الإيرانية.
طهران

شهد بازار طهران تظاهرات واسعة احتجاجًا على التضخم وارتفاع الأسعار، حيث بدأت الاحتجاجات في سوق صناع الأحذية وسرعان ما امتدت إلى سوق بائعي الأقمشة وبعض المجمعات التجارية الأخرى. يعزو التجار الغاضبون السبب إلى انفلات سعر صرف الدولار الذي تجاوز حاجز 80 ألف تومان، مما أدى إلى شلل النشاط التجاري واستحالة إجراء المعاملات.

رفع التجار المضربون شعارات تحث زملاءهم على الانضمام إليهم، مثل: "أيها التجار الشرفاء، دعمًا، دعمًا!"، ورددوا هتافات: "اغلقوا! اغلقوا!". استجابةً لذلك، أغلقت العديد من المحلات التجارية أبوابها وانضم أصحابها إلى صفوف المتظاهرين.

وتُعد مشاركة بازار طهران في هذه الاحتجاجات امتدادًا لدور تاريخي طويل للبازار ككيان اقتصادي وشعبي مؤثر، بدءًا من الثورة الدستورية مرورًا بالحركة الوطنية والثورة المناهضة لنظام الشاه، وصولًا إلى الانتفاضات الرافضة لدكتاتورية النظام الكهنوتي. هذا الدور المتميز لبازار طهران وترابطه مع بازارات المدن الأخرى يضع النظام الإيراني في مواجهة تحديات كبيرة، خاصةً في ظل تفاقم أزماته الداخلية وفقدانه العمق الاستراتيجي الإقليمي بعد سقوط نظام الأسد في سوريا.

وتزامنت هذه الاحتجاجات مع تجمعات ضعيفة نظمها النظام الإيراني في ذكرى احتجاجات 30 ديسمبر 2009، التي جرت في طهران وبعض المدن الأخرى خلال أيام الجمعة والسبت والأحد. حاول أعوان النظام، مثل الملا أحمد خاتمي المعروف بلقب "سرطان النظام"، بث الأمل في نفوس قواته المنهارة عبر استحضار أحداث 2009، مؤكدًا أن النظام تجاوز تلك المرحلة الصعبة وقادر على تجاوز الأزمة الحالية. في السياق ذاته، أشار الملا صفوي في خطبته بمدينة رشت إلى التدخل المنظم للمنافقين الداخليين في فتنة 2009 بهدف الإطاحة بالنظام وإلغاء نظام ولاية الفقيه.

من جانبه، كشف الملا طيبي‌ فر، نائب ممثل خامنئي في الحرس، عن خوف النظام من الانتفاضات الشعبية، مشيرًا إلى تأسيس شبكات إرهابية داخل البلاد وقتل أكثر من 17 ألف شخص بهدف تقويض القيادة. وأبرز موقفًا من داخل بيت خامنئي خلال انتفاضة 2009، حيث كشف أن القائد كان مطلعًا على تدهور الأوضاع رغم التقارير المضللة التي كانت تُقدم له.

وفي ظل هذه الاحتجاجات، أصدر الحرس الثوري بيانًا يزعم فيه أن النظام "سيجتاز التحديات" بفضل استعداد قواته لمواجهة "انعدام الأمن وإثارة الفتنة"، ما يعكس هشاشته أمام الغضب الشعبي المتصاعد.

بالتزامن مع ذكرى انتفاضة عاشوراء في طهران عام 2009 وانتفاضة ديسمبر 2017، أضرم شباب الانتفاضة النار في مراكز تابعة للحرس والباسيج، بما في ذلك قواعد في طهران، الأهواز، كرمانشاه، شيراز، ومراكز أخرى في مختلف المدن. كما استهدفت العمليات بوسترات وصورًا لرموز النظام، مثل خامنئي وقاسم سليماني، في أكثر من 16 عملية في طهران وكرج ومشهد وأصفهان ومدن أخرى، في رسالة واضحة على استمرار رفض الشعب لسياسات النظام القمعية.