الأهداف والدوافع..
الكشف عن تفاصيل الهجوم الإسرائيلي باستخدام أجهزة البيجر ضد حزب الله
تفاصيل جديدة حول عملية تفجير أجهزة البيجر السرية التي استمر الإعداد لها سنوات واستهدفت مقاتلي حزب الله في لبنان وسوريا.
شهدت الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل تطورات نوعية في أساليب القتال والأسلحة المستخدمة. أحد أبرز الأحداث كان تفجير إسرائيل لأجهزة البيجر التي استخدمها حزب الله في الاتصالات الداخلية، ما أدى إلى مقتل العشرات من قادة وعناصر الحزب.
ففي برنامج "60 دقيقة" على شبكة "سي بي إس نيوز"، كشف اثنان من كبار عملاء المخابرات الإسرائيلية المتقاعدين، والملقبان بـ"مايكل" و"غابرييل"، عن تفاصيل عملية استغرق الإعداد لها سنوات طويلة. بدأت الخطة قبل 10 سنوات بتفخيخ أجهزة اتصال لاسلكي تم بيعها لحزب الله دون علمه بأنها من إنتاج إسرائيل.
وتم تعديل أجهزة الاستدعاء لجعلها مقاومة للغبار والماء، مع إضافة خصائص مغرية مثل بطارية طويلة الأمد. رُوج لهذه الأجهزة عبر شركات وهمية ومقاطع دعائية على يوتيوب، مما خدع المؤسسة التايوانية المصنعة، "غولد أبولو"، التي تعاملت مع الموساد دون علمها.
وأطلقت إسرائيل الهجوم عندما بدأت أصوات تصدر عن أجهزة البيجر في جميع أنحاء لبنان، ما أثار الشكوك قبل أن تنفجر الأجهزة، مسببة مقتل وإصابة مئات الأشخاص. حتى الأجهزة التي لم تُفتح الرسائل الواردة إليها انفجرت.
واستهدفت إسرائيل أجهزة الاتصال اللاسلكية التي انفجرت خلال جنازات بعض القتلى من هجوم اليوم الأول. أسفرت العملية عن مقتل 39 شخصًا وإصابة أكثر من 3400 آخرين، حيث تراوحت الإصابات بين فقدان البصر وبتر الأصابع.
وأوضح غابرييل أن الهدف لم يكن فقط قتل المقاتلين، بل بث رسالة ردع إلى حزب الله. وقال: "نريد أن يشعروا بالعجز... الأشخاص الذين أصيبوا سيبقون دليلًا حيًا على تفوقنا في المنطقة".
وخلال الأيام التي تلت الهجوم، شنّ سلاح الجو الإسرائيلي غارات على مواقع حزب الله في لبنان، ما أدى إلى مقتل الآلاف، بينهم أمين عام حزب الله حسن نصرالله، الذي اغتيل بقصف مقر الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وانتهت الحرب بين إسرائيل وحزب الله في نوفمبر 2023 بعد وقف إطلاق النار. هذه الحرب جاءت نتيجة ثانوية للهجوم الذي شنه مسلحو حماس في جنوب إسرائيل يوم 7 أكتوبر 2023، وأسفر عن مقتل عشرات الآلاف في غزة.
روى مايكل أن اللبنانيين عاشوا حالة من الخوف بعد الهجوم، حيث تجنبوا حتى استخدام الأجهزة المنزلية كالمكيفات خشية انفجارها. وأضاف: "نريدهم أن يظلوا في حالة تخمين. لا يمكننا استخدام نفس الأسلوب مرتين، وسننتقل دائمًا إلى الخطوة التالية".