توجيه هجمات مباشرة على تل أبيب..
إسرائيل تواجه تهديد الاذرع الايرانية اليمنية.. صراع جديد يختبر القدرات العسكرية
الضربات الإسرائيلية ركزت على “البنية التحتية العسكرية التي استُخدمت وساهمت بشكل مباشر في أنشطة الحوثيين الإرهابية، بما في ذلك تهريب الأسلحة وتمويل أنشطتهم الإرهابية.”
مع تراجع حدة الصراع مع حزب الله اللبناني وتهدئة الأوضاع في غزة، برز الحوثيون في اليمن كجبهة تهديد جديدة لإسرائيل. على الرغم من البعد الجغرافي الذي يفصل اليمن عن إسرائيل، أثبت الحوثيون قدرتهم على تنفيذ هجمات صاروخية وطائرات مسيرة دقيقة، مما أضاف بعدًا جديدًا ومعقدًا للصراعات الإقليمية.
وانطلقت هجمات الحوثيين على إسرائيل عقب اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، حيث استهدفوا السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر ومضيق باب المندب. سرعان ما توسعت الهجمات لتشمل ميناء إيلات ومن ثم مدنًا رئيسية مثل تل أبيب، ما جعل التهديد الحوثي أكثر وضوحًا وخطورة.
رغم أن معظم الصواريخ تم اعتراضها بواسطة أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، تمكن بعضها من اختراق هذه الدفاعات وإلحاق أضرار مادية محدودة، شملت إصابات في مدارس ومبانٍ سكنية. وعلى الصعيد البحري، أدت الهجمات على السفن إلى تعطيل العمل في ميناء إيلات، مما أجبر السفن على اتخاذ مسارات أطول عبر إفريقيا للوصول إلى الموانئ الإسرائيلية على البحر المتوسط.
وأحدثت الهجمات الحوثية تداعيات اقتصادية وأمنية كبيرة على إسرائيل حيث تسببت الهجمات المتكررة في تخوف شركات الطيران الأجنبية، ما أثر على محاولات إسرائيل لإحياء قطاع السياحة المتعثر.
واستهدفت السفن الدولية في البحر الأحمر أدى إلى اضطرابات في شحنات البضائع والطاقة، مما أثر على التجارة الإسرائيلية والعالمية وردت إسرائيل على التصعيد الحوثي، حيث شنت تل أبيب سلسلة من العمليات العسكرية واستهدفت مواقع إطلاق الصواريخ ومخازن الأسلحة في صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن إسرائيل ستستهدف قادة الحوثيين إذا استمرت الهجمات وأقر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بنقص المعلومات الدقيقة حول مواقع الحوثيين، مما يجعل الضربات أقل فعالية مقارنة بعملياتها في غزة ولبنان.
وتميزت الاذرع الايرانية اليمنية بقدرتهم العالية على التعافي من الضربات الجوية، مستفيدين من سنوات من القتال ضد التحالف الذي تقوده السعودية.
ويشير الخبراء إلى أن إسرائيل قد تكون أمام حرب استنزاف طويلة الأمد مع الحوثيين.
وتمثل هجمات الحوثيين تحديًا جديدًا لإسرائيل، حيث يكشف هذا الصراع عن حدود القوة العسكرية الإسرائيلية في مواجهة تهديد بعيد جغرافيًا ومعقد استراتيجيًا. وبينما تعمل إسرائيل على تطوير استراتيجيات جديدة للردع، يبقى الصراع مع الحوثيين مفتوحًا على جميع السيناريوهات، مما يعيد رسم خريطة التهديدات في الشرق الأوسط.