طهران تتأهب لمواجهة محتملة مع إسرائيل والولايات المتحدة..
التوتر يتصاعد.. مناورات عسكرية إيرانية تحاكي مواجهة التهديدات الجوية والصاروخية
أعلنت إيران انضمام ألف مسيرة جديدة إلى أسطولها العسكري، بالتزامن مع بدء مناورات "اقتدار 1403" التي تحاكي سيناريوهات قتال حقيقية، في خطوة تعكس استعدادها للتحديات الإقليمية، خاصة مع تصاعد التوتر مع إسرائيل والولايات المتحدة. بالتوازي، تعزز طهران تعاونها العسكري مع روسيا عبر استلام مقاتلات Su-35 الحديثة، وسط استمرار الضغوط الغربية ودعم المعارضة الإيرانية.
في خطوة تعكس استعداد إيران لتعزيز قدراتها العسكرية، أعلن الجيش الإيراني انضمام ألف مسيرة جديدة إلى أسطوله الجوي، في وقت تستعد فيه طهران لمواجهة محتملة مع إسرائيل والولايات المتحدة، خاصة في ظل عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. وأفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية بأن الطائرات الجديدة، التي تم تسليمها في عدة مواقع عبر البلاد، تتميز بقدرات تخفي متطورة ومقطع عرضي راداري منخفض جدًا، مما يجعلها قادرة على اختراق أنظمة الدفاع الجوي. كما يصل مداها إلى أكثر من ألفي كيلومتر، مع قدرة تدميرية عالية، واستقلالية في التشغيل دون الحاجة للتحكم البشري.
وأكدت الوكالة أن المسيرات الجديدة ستعزز القدرات القتالية والاستطلاعية للجيش، وستستخدم في مراقبة الحدود وعمليات بعيدة المدى. وأوضحت أن تصميم وإنتاج هذه المسيرات تم بالتعاون بين وزارة الدفاع الإيرانية وعلماء الجيش داخل مصانع محلية.
وبدأت إيران في 4 يناير سلسلة من المناورات العسكرية تحت اسم "اقتدار 1403"، والتي تمتد لشهرين وتركز على الدفاع عن المنشآت النووية في نطنز ضد هجمات افتراضية بالصواريخ والطائرات المسيرة.
وتشمل المناورات استخدام منظومات دفاع جوي محلية الصنع ومحاكاة حقيقية لسيناريوهات الحرب، وفق ما ذكرت وكالة "رويترز". كما استعرضت إيران في وقت سابق "مدينة الصواريخ" التابعة للحرس الثوري، مما يعكس التركيز المتزايد على تطوير قدرات الردع الصاروخي.
تأتي هذه المناورات في ظل تصاعد التوترات بين إيران والولايات المتحدة، حيث يتوقع أن يتبنى ترامب مجددًا سياسة "الضغوط القصوى"، التي تهدف إلى خنق الاقتصاد الإيراني ودفعها للتفاوض بشأن برنامجها النووي والصاروخي.
تستعد إيران لاستقبال طائرات مقاتلة روسية من طراز Su-35 "الجيل الرابع ++" قبل نهاية العام الجاري، حسب مجلة "Military Watch". ويأتي هذا التعاون ضمن اتفاقات نقل الأسلحة بين البلدين، حيث ساعدت إيران روسيا في مجهودها الحربي بأوكرانيا من خلال تزويدها بطائرات بدون طيار متطورة مثل "شاهد-136".
وتشير التقارير إلى أن قاعدة "همدان الجوية"، الواقعة غرب إيران، ستكون مركزًا لاستقبال هذه الطائرات، نظرًا لقربها من المنشآت النووية والعاصمة طهران، مما يعزز جاهزيتها للرد على أي تهديدات من إسرائيل أو تركيا.
وشارك مبعوث ترامب إلى أوكرانيا، كيث كيلوج، في فعالية للمعارضة الإيرانية بباريس، داعيًا إلى تصعيد الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية على النظام الإيراني. وحظيت الفعالية بمشاركة شخصيات بارزة مثل وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو ورئيسة الوزراء البريطانية السابقة ليز تراس.
وأكد كيلوج أهمية التحرك السريع لاستغلال ما وصفه بـ"ضعف النظام الإيراني"، مشددًا على ضرورة دعم المعارضة لإقامة جمهورية حرة وديمقراطية في إيران.
وفي المقابل، استنكرت وزارة الخارجية الإيرانية الاجتماع، معتبرة أنه "دعم واضح للإرهاب" وانتهاك للمواثيق الدولية. واتهمت طهران فرنسا بالسماح للمعارضة الإيرانية بعقد الاجتماع، واصفة ذلك بـ"تحريض على العنف ونشر الكراهية".
وتستعد إيران لمواجهة ضغوط دولية متزايدة، مع استمرار التوترات في المنطقة. وأكد قائد الحرس الثوري حسين سلامي أن القدرات الصاروخية الإيرانية "في تطور مستمر"، مشيرًا إلى أن أي استهداف لمنشآتها سيواجه برد قاسٍ. كما أشار إلى أهمية تعزيز التعاون مع روسيا لضمان التوازن العسكري في المنطقة.
وتركز إسرائيل على تقويض قدرات إيران النووية والصاروخية عبر غارات استهدفت منشآت إنتاج الصواريخ الإيرانية في أكتوبر الماضي. وتبقى المواجهة بين إيران والغرب مفتوحة على احتمالات متعددة، وسط تحركات دبلوماسية وعسكرية مكثفة من جميع الأطراف.